أهداف عملية النفق

31 أكتوبر 2017آخر تحديث :
عمر حلمي الغول

بقلم:عمر الغول-الحياة الجديدة

نفذ جيش الموت الإسرائيلي أمس عملية عسكرية شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، استهدف فيها نفقا عسكريا تابعا لحركة الجهاد الإسلامي ذهب ضحيتها حتى كتابة هذه السطور ثمانية شهداء وأربعة عشر جريحا جلهم من كتائب “سرايا القدس” بمن فيهم قائد لواء الوسطى عرفات ابو مرشد (ابو عبد الله)، ونائبه حسن ابو حسنين. هذا وقد استخدم الجيش الإسرائيلي الغازات السامة والأسلحة المحرمة دوليا ما ضاعف من عدد الشهداء والجرحى، وكشف عن أن إسرائيل لا تتورع عن استخدام اية اسلحة لتنفيذ جرائم حربها ضد ابناء الشعب الفلسطيني.

شاءت حكومة الإئتلاف اليميني المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو تحقيق عدة أهداف سياسية وعسكرية وسيكولوجية في آن، منها: اولا إعلان انتهاء زمن الهدنة، التي وقعتها إسرائيل مع حركة حماس عام 2014 في اعقاب حربها المسعورة آنذاك؛ ثانيا خلط الأوراق في الساحة وعلى المسار الفلسطيني الإسرائيلي، وإرباك المشهد برمته، وتغيير قواعد اللعبة؛ ثالثا تعطيل تقدم المصالحة الوطنية، رغم أنها وافقت على طي صفحة الانقلاب الحمساوي، إلا انها تؤكد رغبتها وخيارها في بقاء دوامة الانقسام والتمزق الفلسطيني قائم ومستمر، لأن ذلك يخدم أهدافها الإستراتيجية؛ رابعا دفع أذرع المقاومة في غزة للرد على الجريمة الإسرائيلية، لخلق الذرائع لشن حرب جديدة على القطاع؛ خامسا التأكيد لفصائل المقاومة في محافظات الجنوب أن يد جيش الحرب الإسرائيلي طويلة، وتستطيع الوصول إليهم في أنفاقهم؛ سادسا التأكيد ايضا ان إسرائيل، هي التي تقرر مكان وزمان أي معركة؛ سابعا إرسال رسالة لأذرع المقاومة أن أجهزة إسرائيل الأمنية صاحبة باع طويلة في الوصول إلى أدق المعلومات ومواقع عملها؛ ثامنا إضعاف الروح المعنوية في اوساط الشارع الفلسطيني عموما والقطاع خصوصا؛ تاسعا خلق حالة من الإرباك في صفوف فصائل المقاومة نتيجة حجم ونوعية الخسائر البشرية واستهدافها للمواقع الحصينة؛ عاشرا التأكيد للشعب الفلسطيني وقيادته والعالم اجمع أن إسرائيل ليست معنية بعملية السلام، وأن خيارها الأساسي بقاء دوامة العنف والحرب والاستيطان الاستعماري.

هذه وغيرها من الأهداف ما ارادت حكومة نتنياهو إرسالها لفصائل المقاومة والعالم. الأمر الذي يتطلب من الكل الفلسطيني عدم التعاطي بردة فعل متسرعة مع العملية الإجرامية الإسرائيلية لقطع الطريق على مخططها الجهنمي، واستخلاص الدروس والعبر من العملية الإسرائيلية، ووضع خطة وطنية عامة لا تقتصر على حركة الجهاد الإسلامي وذراعها “سرايا القدس”، ليكون الرد مسؤولا ويخدم المصالح الوطنية العليا، لأن أية ردود متسرعة وانفعالية تصيب الشعب الفلسطيني وقواه ونخبه السياسية وأذرعه الكفاحية في مقتل، وتقدم خدمة مجانية لدولة الاستعمار الإسرائيلية.

ويتمثل الرد الوطني السريع والشجاع في الآتي: اولا التمسك بخيار المصالحة الوطنية، وعدم النكوص او التراجع عن ذلك تحت أي اسباب آنية او طارئة؛ ثانيا العمل على تعزيز دور حكومة الوفاق الوطني في تسلم مهامها على الأرض؛ ثالثا رفع الروح المعنوية في اوساط الشعب، وحماية وحدته؛ ثالثا بث روح التفاؤل والأمل بالوحدة الوطنية باعتبارها رافعة من روافع النضال الوطني؛ رابعا مطالبة الدول العربية خاصة الراعي المصري باتخاذ ما يلزم من الإجراءات لوقف جرائم إسرائيل؛ خامسا مطالبة العالم والأمم المتحدة بتحميل إسرائيل المارقة المسؤولية عما تحمله عمليتها الإجرامية من تداعيات قد لا تحمد عقباها على عملية السلام والأمن الإقليمي والعالمي في المستقبل المنظور.

الاخبار العاجلة