وجه عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية، نداء للأحزاب الوطنية والقوى السياسية التقدمية في الوطن العربي لمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور، طالب اعتبار يوم الثاني من نوفمبر المقبل يوم غضب عربيا في كل العواصم والمدن العربية، لفضح الموقف البريطاني والتشهير به من خلال إصدار البيانات ورسائل الشجب والاستنكار، والخروج بمسيرات جماهيرية تنديدا واستنكارا بوعد بلفور المشؤوم.
وأوضح أن ذلك من أجل إجبار بريطانيا على تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية والإنسانية والقانونية لتبعات وعدها الظالم، ومطالبتها بتصحيح هذا الظلم التاريخي الذي أدى إلى اقتلاع شعبنا الفلسطيني وتشريده واحتــلال أرض وطنه، من خــلال اعتذارهـا الصريح على ما ارتكبته من جرم يرتقي لدرجة جرائم الحرب الكبرى التي ترتكب بحق السكان الأصليين، والشعوب المظلومة التي تناضل من اجل الحرية والعدالة.
وقال إن وعد بلفور المشؤوم مثل بحق الشعب الفلسطيني أبشع الجرائم على مدار مائة عام، وكان بمثابة ترسيخ للمصالح الإستراتيجية للقوى الاستعمارية، التي احتضنت ودعمت ورسخت المشروع والأهداف والوجود الصهيوني في فلسطين قلب الوطن العربي، منعا لوحدته والسيطرة على ثرواته، وتجزئته وشرذمته وزعزعة استقراره، لتكن إسرائيل على عداء دائم مع محيطها، وبحاجة لمرجعية الدول الاستعمارية.
وأضاف ان هذا الوعد باطل في كل المعايير السياسية والقانونية والأخلاقية والتاريخية، لأنه تعامل مع فلسطين وكأنها خالية من سكانها الأصليين، فبريطانيا دولة منتدبة على أرض ليست أرضها، وهي بالتالي لا يجوز لها بموجب القانون الدولي التنازل عن أي شبر منه لغير سكانها الأصليين، ولأنه لا يحمل أي صفة قانونية من حيث من صاغه أو من أرسل إليه، ويتعارض مع منطق القانون الدولي الذي لا يعترف بالهويات الدينية للدول ولا بقيامها على أسس عنصرية.
وأوضح أنه على الرغم من الغموض الذي اعترى التصريح، إلا أن الوضوح الكافي ظهر في عقيدة الحكومة البريطانية الحالية، فبدل الاعتذار عن جريمتها الكبرى بحق شعب فلسطين وشعوب منطقة الشرق الأوسط، تصر تريزا ماي على الاحتفاء بالذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، وهي بداية التحالف اليمين البريطاني مع اليمين الصهيوني والإدارة الأمريكية الخاضعة للتطرف الصهيوني لتصعيد الصراع والعودة إلى أساليب الاستعمار القديم في ضرب مقدرات الشعوب والهيمنة على الإنسان والأرض وثرواتها.
ووجه زكي تحية تقدير واحترام إلى أصحاب الضمائر الحية البريطانيين الذين بادروا برفض ما فعلته حكومتهم، سواء من سار على الأقدام وصولا إلى فلسطين، أو الآلاف الذين وقعوا وثيقة تاريخية تطالب بريطانيا بالاعتذار عن تصريحها المشؤوم، كما وجه تحية تقدير خاصة للمؤرخ البريطاني الكبير أرنولد توينبي الذي عبر عن شعوره بالخجل والندم الشديدين على ازدواجية المعايير الأخلاقية التي حكمت سلوك حكومة بلاده تجاه فلسطين وشعبها في ذلك الوقت، وحيا زعيم حزب العمال البريطاني “جيرمي كوربين” الذي عبر عن رفضه المشاركة في حفل العشاء، الذي سيقام يوم الخميس المقبل بحضور نتنياهو ورئيسة وزراء بريطانيا في لندن، لإحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، ووجه التحية للحملات الشعبية في الوطن العربي والعالم التي تتحرك رفضا لما ستقوم به الحكومة البريطانية للاحتفاء بمرور مئة عام على وعد بلفور، متحدية بذلك العدالة الدولية وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وبناء دولته المستقلة فوق ترابه الوطني.