مسيرات غاضبة وفعاليات داخل فلسطين وخارجها تنديدا بمئوية وعد بلفور

2 نوفمبر 2017آخر تحديث :
مسيرات غاضبة وفعاليات داخل فلسطين وخارجها تنديدا بمئوية وعد بلفور
 رام الله- صدى الاعلام
انطلقت مسيرات حاشدة وغاضبة في كافة المدن الفلسطينية، وخارجها، تنديدا بالجريمة التي ارتكبتها بريطانيا بحق شعبنا، عبر إصدارها  وعد “بلفور المشؤوم”، في 2-11-1917،  وتصادف اليوم الخميس الذكرى المئوية له.

وتوالت ردود الأفعال الغاضبة لهذا الوعد المشؤوم، والذي بمقتضاه قام وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور بتوجيه رسالة إلى اللورد ليونيل آرثر روتشيلد، أحد قادة التجمع اليهودي البريطاني لكي ينقلها إلى “الاتحاد الصهيوني لبريطانيا العظمى وآيرلندا”؛ ومحتوى الرسالة كان وعدا بإنشاء وطن “قومي” لليهود في فلسطين.

الرئيس محمود عباس جدد مطالبته بريطانيا بتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بإصدارها وعد بلفور، كما طالبت الرئاسة الفلسطينية الحكومة البريطانية بالاعتذار العلني للشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولة فلسطين.

من جهتها، طالبت حركة فتح، أبناء شعبنا الفلسطيني وكل أحرار العالم في كل مكان، وكافة المؤسسات في الداخل والخارج لأوسع مشاركة في المسيرات والمظاهرات، التي ستخرج تنديدا بالذكرى المئوية لهذا الوعد المشؤوم، ولإصرار حكومة بريطانيا على الاحتفاء بهذه الجريمة النكراء، التي شردت شعب أصيل إلى مخيمات اللجوء، والشتات.

بدوره، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن خطاب بلفور وما فيه من تعهدات إنما يُمثل ذروة الانحياز الدولي ضد الشعب الفلسطيني، ويُعد تجسيدا لعدم الاكتراث بحقوقهم التاريخية في أرض فلسطين.

كما حث برلمانيون بريطانيون وأعضاء في مجلس اللوردات، وشخصيات مرموقة من المجتمع المدني البريطاني بما في ذلك دبلوماسيون وأكاديميون ورجال دين، الحكومة البريطانية على الاعتراف الفوري بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل على أساس حدود ما قبل حزيران عام 1967، مثلما فعل ثلثا أعضاء الأمم المتحدة. وطالبوا في رسالة لهم، في الذكرى المئوية لوعد بلفور، الحكومة البريطانية بعدم السماح بخرق اتفاقيات جنيف التي شاركت بريطانيا في صياغتها والتصديق عليها بعد الحرب العالمية الثانية، والتفعيل العملي لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية والتي أقرتها بريطانيا، إضافة إلى ضمان حرية العبادة لجميع المؤمنين – اليهود والمسلمين والمسيحيين – وحرية الوصول الى أماكنهم المقدسة في القدس دون عوائق.

وزارة التربية والتعليم العالي قررت تخصيص الحصة المدرسية الأولى اليوم في المدارس للحديث عن الذكرى المئوية لوعد بلفور، حيث دأبت على تخصيص حصص والاذاعات المدرسية للحديث عن وعد بلفور، منذ الثامن عشر من تشرين الأول الماضي.

كما تم تسليم 100 ألف رسالة كتبها طلبة فلسطينيون إلى القنصلية البريطانية في مدينة القدس المحتلة، تنديدا باعتزام لندن الاحتفال بالذكرى المئوية لـ”وعد بلفور

 رام الله: جماهير شعبنا تحيي مئوية بلفور وتطالب بريطانيا بالاعتذار

احتشد المئات من أبناء شعبنا، وسط مدينة رام الله، اليوم ، لإحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، من خلال مسيرة حاشدة تقدمتها عدد من الشخصيات الرسمية والسياسية والوطنية، وسارت اتجاه المجلس الثقافي البريطاني، للتعبير عن رفضهم للوعد، كذلك مطالبة بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني، وغضبهم إزاء اعتزامها الاحتفال بمئوية بلفور.

وحمل المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، والرايات السوداء، ورفعوا الشعارات المناهضة للسياسة البريطانية الداعمة للاحتلال، ورددوا الشعارات والهتافات الغاضبة والداعية إلى تصحيح هذا الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، “إن وعد بلفور ليس مجرد ورقة، بل هو جريمة ساهمت في تشريد وقتل وجرح المئات من أبناء شعبنا في ذلك الوقت، وتدمير مدن وقرى من أجل إقامة كيان مغتصب على أرض فلسطين”.

وأشار العالول في كلمته إلى أن اعتزام بريطانيا الاحتفال بمئوية بلفور تأكيد على جريمتها التي ارتكبتها ضد شعبنا الفلسطيني، معتبرا أن هذا لن يوقف نضال شعبنا حتى دحر الاحتلال الجاثم على أرضنا.

وثمّن موقف المثقفين والنواب والصحافيين البريطانيين الذين يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني ويدعمون حقه في الحرية ونيل الاستقلال، ويرفضون موقف بلادهم الداعم للاحتلال.

من ناحيته، قال الأمين لجبهة التحرير الفلسطينية، منسق القوى الوطنية والإسلامية واصل أبو يوسف، إن هناك الكثير من الأحرار يرفضون هذا الوعد المشؤوم، ويناصرون شعبنا، الذي ما زال يعاني من آثار هذا الوعد، الذي ساهم في تهجيره إلى مخيمات اللجوء.

وقال “إن إرادة شعبنا لن تكسر وعزيمته قوية”، مؤكدا أن هذه المسيرة تأتي بالتزامن مع مسيرات أخرى مماثلة في مخيمات سوريا ولبنان والأردن، مطالبا بريطانيا بالاعتراف بحق شعبنا في أرضه وعودة اللاجئين.

وتابع، “إن منظمة التحرير، وفصائل العمل الوطني تؤكد مضيها على درب الشهداء والاسرى حتى تحرير وطننا من الاحتلال”.

من ناحيته، اعتبر سكرتير الشبيبة الفتحاوية حسن فرج، أن وعد بلفور تسبب بتهجير وتشريد الآلاف من أبناء شعبنا، كما أنه أسس لإنشاء كيان مصطنع يدعى إسرائيل، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني سيحقق حقوقه المشروعة بنضاله المستمر .

وذكر فرج ان احتفال بريطانيا مع إسرائيل بمئوية بلفور هو تجاهل لعذابات الشعب الفلسطيني، كما أن تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية “تريزا ماي” وصلت الى حد لا يمكن للشعب الفلسطيني تحمله فهو يرزح تحت الاحتلال بسبب بلادها.

وطالب فرج من بريطانيا بجبر الضرر والاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتراجع عن الوعد الذي تسبب بآلام ونكبات شعبنا الفلسطيني.

من جهتها، قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام “إن المشهد اليوم يفوق أي كلام قد يصدر، حيث خرج أبناء شعبنا بكافة فئاته من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، ليعبروا عن رفضهم لهذا الوعد، وكلمة موطني اختصرت كل شيء”، لافتة إلى أنه بالرغم من الوعود المشؤومة، لكن شعبنا ما زال متمسك بحقه في هذا الوطن.

وأكدت أن على بريطانيا أن تخجل من هذا الوعد، بدلا من الاحتفال به، فهي أعطت أرضا لا تملكها إلى من لا يستحقها، مثمنة دور الوفد البريطانية الذي قدم للتضامن مع الشعب الفلسطيني وعبر عن رفضه لموقف حكومته.

جنين: وقفة احتجاج في مدرسة فاطمة خاتون رفضا لوعد بلفور

أقامت مديرية التربية والتعليم في مدرسة بنات فاطمة خاتون الأساسية بجنين، وقفة احتجاج لمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور المشئوم بعنوان” نعم للعهد….. لا للوعد”.

ورفعت طالبات المدرسة علم فلسطين والرايات السوداء والشعارات الرافضة للوعد، ورددن النشيد الوطني الفلسطيني، والعديد من الشعارات منها “تحيي فلسطين”، “نعم للعهد لا للوعد”.

وفي كلمة مدير التربية والتعليم طارق علاونة، أشار إلى تنظيم هذه الوقفة في أقدم مدرسة بمحافظة جنين تأكيدا على التمسك بالثوابت الوطنية، ونشر الثقافة الوطنية بين طلبة المدارس وأننا أصحاب حق في هذه الأرض.

بدور، أشاد كل من أمين سر فتح في جنين نور الدين أبو الرب وعطا أبو ارميلة ممثلا عن المحافظ، بدور مديرية التربية والتعليم في نشر الثقافة الوطنية، وتعريف أبناء الطلبة بتاريخهم، ومدى تأثير هذا الوعد على القضية الفلسطينية، لأنهم بناة المستقبل.

وفي نهاية الاحتفال قدمت طالبات الصف الخامس أغنية باللغة الانجليزية حول التمسك بالأرض والوطن.

فيما أحيت محافظة جنين هذه الذكرى، بوقفة احتجاجية في ساحة نصب الشهيد مقابل مبنى المحافظة بدعوة من حركة فتح اقليم جنين، والمحافظة ، وفصائل العمل الوطني.

وألقى مساعد المحافظ منصور السعدي كلمة محافظ جنين إبراهيم رمضان، قال فيها: “نقف اليوم بحزن وألم في ذكرى عصيبة علينا جميعا، كانت وما زالت سببا مباشرا في معاناة وعذابات الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن هذا الوعد الأسود”.

وشدد السعدي على ضرورة قيام بريطانيا الاعتذار للشعب الفلسطيني من خلال الدعم السياسي للسلطة الوطنية والاعتراف بدولة فلسطين.

وفي كلمة حركة فتح، أكد أمين سر الإقليم في المحافظة نور الدين أبو الرب، أن حركة فتح ستبقى دوما الدرع الحامي لقضيتنا الوطنية، داعيا إلى الالتفاف حول الرئيس في مساعيه لتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وتخلل الوقفة الاحتجاجية تقديم فقرات قدمها طلبة المدارس من قصائد شعر وأغانٍ وطنية.

وفي وقت لاحق، نظمت حركة التحرر الوطني الفلسطيني/ فتح (منطقة الشهيد عبد الله علاونة)، وبلدية جبع جنوب جنين، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية جماهيرية للتنديد بوعد بلفور المشؤوم مع مرور 100 عام عليه ولمطالبة الحكومة البريطانية بالاعتذار.

 وشارك حشد غفير من حركة فتح وفعاليات وأهالي منطقة جبع في هذه الوقفة التي أقيمت على شارع جنين– نابلس على مفترق البلدة.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، واليافطات والشعارات التي تطالب بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني لما حل به من مآس خلال مئة عام من التشرد والمعاناة والتهجير. 

 المئات يشاركون في مسيرة حاشدة في طوباس

شارك المئات من أهالي محافظة طوباس، اليوم، في مسيرة حاشدة في الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم.

وشارك مسؤولون وممثلون عن المؤسسات الحكومية، والأهلية، والأجهزة الأمنية، وطلاب مدارس، وفرق كشفية، ومواطنون، في المسيرة التي انطلقت من أمام مديرية التربية والتعليم، وصولا لدوار الشهداء.

وقال القائم بأعمال محافظ طوباس أحمد الأسعد، “هذا الوعد الذي مر على ذكراه مئة عام، هو سبب ويلات ومآسي الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن شعبنا يجدد العهد والبيعة للشهداء الذين سقطوا دفاعا عن أرضهم”.

وأضاف: شعبنا متجذر في هذه الأرض منذ الكنعانيين، ومن قبل بلفور، ووعده الذي أعطى ما لا يملك، لمن ليس له حق”، موضحا أنه لا ينسى حقوقه بتقادم السنين.

وأردف، “يجب على الحكومة البريطانية الاعتذار للشعب الفلسطيني، من خلال الدعم السياسي للسلطة الوطنية، والوقوف معها”.

بدوره، قال محمود صوافطة، في كلمة فصائل منظمة التحرير، “نبعث من خلال هذه الفعاليات رسالة مهمة بعد قرن من الزمن على وعد بلفور، أننا لن ننسى، ونرفض تنكر بريطانيا لكافة حقوق شعبنا، مؤكدا أن إصرار بريطانيا على الوقوف مع دول الاحتلال يهدد عملية السلام”.

 وفي السياق، قال عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني باسل منصور، “يجب على بريطانيا أولا أن تعترف بخطئها التاريخي الذي من خلاله أعطت وطنا قوميا لليهود في فلسطين، بالإضافة إلى أن تعترف بحق العودة أيضا”.

سلفيت تندد بالوعد 

وفي سلفيت، نظمت حركة فتح والمحافظة ومديرية التربية والتعليم وكافة المؤسسات الرسمية والأهلية فعاليات في مدرسة بنات سلفيت الأساسية العليا وكافة مدارس المحافظة، عددا من الفعاليات المنددة بجريمة بريطانيا ضد الشعب الفلسطيني والتي تمثلت بمرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم باقامة وطن لليهود في فلسطين .

وقال محافظ سلفيت، ابراهيم البلوي: اليوم نقف بحزن وألم  في ذكرى عصيبة علينا جميعا كانت ومازالت سببا مباشرا في معاناة وعذابات شعبنا الباسل منذ بدايات النكبة السوداء ولغاية الان.

وأكد أمين سر حركة فتح إقليم سلفيت، عبد الستار عواد، ان هذا  “الوعد المشؤوم الذي منحته بريطانيا لليهود منذ مئة عام هو وعد باطل، وهم بالفعل لا يملكون حقاً في أرض فلسطين ليعدوا به الآخرين”، مشدداً على “ان هذه الارض المباركة هي فلسطينية وستبقى فلسطينية رغم أنف الذين تسببوا بشكل مباشر بنكبة الشعب الفلسطيني الأصيل، وتشريده وقتله وذبحه، وهم بذلك ارتكبوا أبشع جريمة بحق الإنسانية.

وأضاف عواد ان “حركة فتح مثلما كانت دوما ستبقى الدرع الحامي لقضيتنا الوطنية والسباقة في بذل كافة الجهود في كافة المحافل الدولية بهدف محاكمة كل من كان له ضلع بعذابات شعبنا عبر التاريخ”.

من جانبه، قال أمين عواد مدير التربية والتعليم إن التربية والتعليم في محافظة سلفيت بالتنسيق مع حركة فتح ومحافظة سلفيت وكافة المؤسسات بترتيب فعاليات في كافة مدارس المحافظة في هذه الذكرى الأليمه، مؤكداً أن “شعبنا ما زال يرزح تحت نير أطول وابشع احتلال عرفته البشرية، وأنه آن الأوان لينال حريته بإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.

وتخللت الفعاليات رفع الرايات الفلسطينية والرايات السوداء وإطلاق البالونات السوداء وهي تحمل العلم الفلسطيني والشعارات الوطنية .

وجاء ذلك بحضور قائد منطقة سلفيت ومدراء الأجهزة الأمنية، والمؤسسات الرسمية والأهلية، واعضاء لجنة الإقليم كافة الهيئات والأطر الحركية في محافظة سلفيت، والبلديات والمجالس القروية.

القدس: الاحتلال يقمع مسيرة غاضبة على وعد بلفور ويعتقل ناشطا

قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة كبرى أمام القنصلية البريطانية بحي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة، لمطالبتها بالاعتذار عن وعد بلفور في ذكراه المئوية المشؤومة.

وقال مراسلنا في القدس إن عشرات الشخصيات الفلسطينية المقدسية الاعتبارية، يتقدمها المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ومحافظ القدس الوزير عدنان الحسيني، ومدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل، وعدد كبير من ممثلي القوى والمؤسسات الوطنية والشخصيات الاعتبارية في القدس، بالإضافة إلى عدد كبير من طلبة مدارس المدينة، انتظموا في مسيرة بهذه المناسبة باتجاه القنصلية البريطانية وسط المدينة، رفعوا فيها الأعلام الفلسطينية وأعلاماً سوداء، ولافتات بعدة لغات ضد وعد بلفور وأخرى تطالب بريطانيا بالاعتذار عنه، ومنها “ندعو بريطانيا لعدم الاحتفال بعار الاستعمار والعمل بدلا من ذلك على انهاء الاحتلال“.

وأضاف مراسلنا إن قوات الاحتلال اعتدت على المشاركين والمشاركات بالضرب أمام القنصلية بحجة رفع الأعلام الفلسطينية، في الوقت الذي اعتقلت فيه الناشط المقدسي محمد أبو نجمة.

وتلت إحدى الطالبات رسالة قدمها عدد من الطلبة يوم أمس للقنصلية البريطانية لتصل الى يد رئيسة وزراء بريطانيا، في الوقت الذي تم فيه تسليم الرسالة للقنصلية اليوم من فعاليات مدينة القدس.

وكان وزير التعليم العالي الدكتور صبري صيدم أعلن قبل أيام عن اطلاق حملة مئة ألف رسالة كتبها طلبة المدارس تم تسليمها يوم أمس للقنصلية البريطانية في القدس لتسليمها لرئيسة وزراء بريطانيا.

وقال: هي رسائل تندرج في إطار تعزيز المنظومة القيمية لدى طلبتنا، للمطالبة بحقّ لا يسقط بالتقادم، وهي تتناغم وما ندرسّه في مناهجنا من قيم العدل والإنصاف التي غيبّها وعد بلفور، وعبر رسائل تكتسي طابع التعبير الحضاري عن ضرورة تحمّل بريطانيا مسؤولياتها تجاه الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا، وما ترتب عليه من ويلات لاحقة والرسائل بلغات مختلفة لكنها تتقاطع جميعاً في رسالة واحدة موجهة لبريطانيا مفادها كفى إمعاناً في هذا الظلم.

غزة تنتفض تنديدا بوعد بلفور المشؤوم

شارك الآلاف من المواطنين في قطاع غزة، اليوم الخميس، في مسيرة مركزية تنديدا بوعد بلفور المشؤوم، الذي تصادف اليوم ذكراه المائة، محملين بريطانيا المسؤولية الكاملة عن الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا جراء هذا الوعد المشؤوم.

وانطلقت المسيرة التي دعت إليها كافة القوى والفصائل من ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، باتجاه مقر الأمم المتحدة غرب المدينة، رافعين أعلام فلسطين والرايات السوداء، ولافتات تندد بالوعد المشؤوم، وتطالب بريطانيا بالاعتذار لشعبنا والاعتراف بحقوقه الوطنية كاملة.

وألقى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أحمد حلس كلمة منظمة التحرير قبالة مقر الأمم المتحدة، قال فيها إن هذا اليوم الذي يقف شعبنا في الوطن والشتات ويقف معنا كل أحرار العالم رافضا لهذا الظلم التاريخي، الذي وقع على شعبنا، ورافضين هذا العدوان البريطاني، الذي رسخ لهذا الظلم والعدوان، الذي ما زال شعبنا يعانيه منذ مائة عام قدمت بريطانيا وعدها الجائر لليهود بإقامة كيانهم الغاصب على أرض الشعب العربي الفلسطيني.

وأضاف حلس، “اليوم ومعنا كل احرار العالم نعلن رفضنا لهذا الوعد الظالم كما نعلن رفضنا واستنكارنا للاستمرار في هذا الظلم بإصرار بريطانيا على الاحتفال بهذه الذكرى، التي كان يجب عليها أن تشعر بالخجل وبالعار من وراء هذا الوعد بدلاً من الاحتفال به”.

وأكد أنه باسم كل أبناء شعبنا وباسم كل هذه الجموع على تقديم مذكرة للأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة، تشدد على أن “اليوم الثاني من نوفمبر يعيش شعبنا في كل مكان فصول المعاناة الناجمة عن وعد بلفور المشؤوم، هذا الوعد الذي مثل جريمة تاريخية بحق شعبنا فتحت الطريق أمام شتى صنوف الظلم والارهاب بحق شعبنا”.

وتابع حلس: “في الثاني من نوفمبر عام1917 قدم وزير المستعمرات البريطانية التي كانت تستعمر بلادنا فلسطين اللورد بلفور وعده الشهير القاضي بالسماح للحركة الصهيونية بإقامة دولة لليهود على أرض فلسطين متجاهلا ما ينص عليه صك الانتداب، التي اقرته عصبة الأمم ومتجاهلاً في نفس الوقت حقوق أصحابها الأصليين، وقد جاء هذا الوعد بمثابة (وعد من لا يملك لمن ليس له حق)، وقد جرى كل ذلك تنفيذاً لمقررات مؤتمر بازل الصهيوني عام1898وبتواطؤ كبير مع الإمبريالية العالمية ورأس المال اليهودي، الذي جرى توظيفه بكل صلافة في خدمة مشروع الحركة الصهيونية الباطلة”.

وأردف أنه “في هذا العام يختتم هذا الوعد الظالم مائة عام على إعلانه، الذي شكل نقطة ارتكاز مفصلية تمثلت بقيام العصابات بدعم من قوات الانتداب البريطاني بارتكاب مئات المجازر وحملات التشريد بحق شعبنا وتحويل غالبيته إلى لاجئين، ومنعتهم تحت وطأة هذه المجازر من حقه في التحرر والاستقلال الوطني وبناء مستقبله اسوة بالشعوب، التي نالت استقلالها من الاستعمار”.

وشدد على أنه رغم مضي مائة عام ما زال شعبنا برفض بكل صبر وصمود هذا الوعد الظالم وما نتج عنه، وما زالت الجرائم الاسرائيلية وعمليات الاعدام بدم بارد متواصلة ضد شعبنا، علاوة على استمرار سياسة الاستيطان والحصار ومحاولات تهويد القدس واستمرار حملات الاعتقال ضد ابناء شعبنا في محاولة بائسة لاستكمال تنفيذ كل ما في هذا الوعد، لكن شعبنا وبالرغم من كل ما اصابه من ويلات وما تعرض له من ظلم ومجازر لا زال صامدا فوق ارضه.

وقال حلس: يؤكد شعبنا في الذكرى المئوية لهذا الوعد العار ان على بريطانيا ان تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الوعد وكل ما ترتب عليه من ماسي وظلم وما لحقت بشعبنا واجياله المتعاقبة، مضيفاً “اليوم ونحن نمر في ذكر هذا الوعد المشؤوم نعبر عن رفضنا، وإدانتنا لاستمرار وقوف بريطانيا وانحيازها الى دولة الاحتلال بل ومفاخرة وزير خارجيتها على الدور الذي لعبته بريطانيا في تشريد شعبنا بإصدار وعد بلفور واستعداداتها للاحتفال بذلك”.

وأضاف “إننا نحن الشعب الفلسطيني ضحايا هذا الوعد الإرهابي المتمثل بوعد بلفور ونحن نغادر حالة الانقسام ونستعيد وحدتنا الوطنية على طريق استعادة حقوقنا كاملة، ندعو كل ابناء شعبنا وجماهير الامتين العربية والاسلامية والاحرار في العالم كافة للقيام بأوسع حملة دولية لإدانة بريطانيا والعمل على محاكمتها بما في ذلك تقديمها لمحكمة الجرائم الدولية واجبارها على الاعتذار عن ذلك واصلاح الخطيئة بالاعتذار لشعبنا وتعويضه عن كل الاضرار والاعتراف بحقوقه المشروعة وفي مقدمتها الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس وحق اللاجئين بالعودة الى ديارهم”.

وحمل حلس، المجتمع الدولة ومؤسساته كافة المسؤولية السياسية والاخلاقية لما تعرض له شعبنا وقضيته العادلة من ظلم تاريخي وحرمانه من حقوقه المشروعة، مشدداً على أنه من واجب المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بالعمل على اصلاح هذه الخطيئة التاريخية التي ارتكبت بحق شعبنا والعمل على انصاف شعبنا ورفع الظلم عنه وتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة لاجئيه الى ديارهم التي هجروا منها ومحاسبة دولة الاحتلال الغاصب على كافة جرائمه الارهابية التي ارتكبتها وما تزال بحق شعبنا الفلسطيني وبغير ذلك فان العدل سيبقى ناقصا والسلام والامن سيبقى ناقصا.

من جهته، طالب عضو هيئة العمل الوطني، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض، رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بالكف عن التعبير عن فخرها لدور بريطانيا في تقديم وعد بلفور المشؤوم، داعيا بريطانيا لعدم الاحتفال بالذكري المئوية لهذا الوعد المجرم.

وشدد العوض على ضرورة أن تعتذر بريطانيا عن جريمتها، وتقدم التعويضات عن كل ما أصاب شعبنا من ضرر، مؤكدا أن التكفير عن جريمتها تلك يتطلب الاعتراف الرسمي الواضح بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.

وأضاف “اليوم الثاني من نوفمبر يعيش شعبنا في كل مكان فصول المعاناة المؤلمة الناجمة عن وعد بلفور المشؤوم، هذا الوعد الذي اعتبر جريمة تاريخية بحق شعبنا، وفتح الطريق لممارسة شتى صنوف الظلم، والإرهاب بحق شعبنا”.

ونوه العوض الى انه في هذا العام يختتم هذا الوعد الظالم مئة عام، تمكنت خلالها الحركة الصهيونية من تحقيق نجاحات لمشروعها العنصري بالاستناد لوعد بلفور، الذي شكّل نقطة ارتكاز مفصلية، تمثلت في قيام العصابات الصهيونية بدعم مكشوف من قوات الانتداب البريطاني في حينه بارتكاب مئات مجازر، وحملات التشريد بحق شعبنا، وتحويل غالبيته إلى لاجئين ومنعته تحت وطأة هذه المجازر من حقه في التحرر، والاستقلال الوطني، وبناء مستقبله أسوة بالشعوب التي نالت استقلالها من نير الاستعمار.

كما ألقيت العديد من الكلمات التي تندد بالوعد المشؤوم، وضرورة اعتذار بريطانيا لشعبنا، وتعويضه عن الظلم التاريخي، الذي لحق به جراء الوعد الظالم.

نابلس: مهرجان غضب على مئوية “بلفور”

طالبت جماهير شعبنا في محافظة نابلس، اليوم الخميس، الحكومة البريطانية الاعتذار للفلسطينيين عن وعد بلفور المشؤوم.

جاء ذلك خلال فعاليات الغضب على الذكرى المئوية لوعد بلفور، وسط مدينة نابلس، بمشاركة محافظ نابلس أكرم الرجوب، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، وممثلين عن الديانات الاسلامية، والمسيحية، والسامرية، وعدد من الفعاليات الرسمية والشعبية.

وتخللت الفعاليات محكمة صورية رقم 1917، أكدت حق الفلسطينيين بأرضهم وعودتها، وتعويضهم عما لحق بهم من ويلات نتيجة هذا الوعد.

ونقل الرجوب، تحيات الرئيس محمود عباس، الى المشاركين في مهرجان الغضب. وقال “انكم تجسدون اليوم الثبات والوحدة، كما جسد الرئيس محمود عباس وحدة الشعب وعمل من اجلها”.

وأضاف “مضى على وعد بلفور 100 عام، الحقت فصولا من المعاناة والتهجير للشعب الفلسطيني، واليوم هو دليل على بقاء الراية مرفوعة والذاكرة حية في مواجهة الاحتلال”.

وتابع “اليوم الشعب ينتفض، ويبعث برسالة تؤكد رفض الاستمرار في التعامل الذي فرضته بريطانيا من خلال وعد بلفور، والشعب يحتفظ بحقه في النضال ضد الاحتلال”.

وشدد الرجوب على أهمية اعتذار بريطانيا عن هذا الوعد، والالتزام بالشرعية الدولية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، والاعتذار، والتعويض.

بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، “إن هذه الحشود تؤكد مقولة الشهيد ياسر عرفات، أنكم شعب الجبارين الذي لا يعرف الاستسلام”، موضحا أن هذا الوعد يرمي إلى سياسة استعمارية ، تعتبر الأبشع في القرون الماضية”.

ودعا زكي دول العالم لتحمل مسؤولياتها عن هذه الجريمة التي وقعت بحق الشعب الفلسطيني.

واستعرض انتهاكات الاحتلال، والتي كان آخرها في قطاع غزة والقصف الذي طال المدنيين، مشيدا بجهود الشعب البريطاني، ومن وصلوا الى فلسطين مشيا على الاقدام لتقديم الاعتذار للفلسطينيين.

وفي كلمة فصائل العمل الوطني، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، “لا تتعجبوا من تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي وفخرها بهذا الوعد، وتأسيس اسرائيل، فإن برنامجها السياسي قائم على اساس اعادة الاستعمار”.

 وأضاف “نحن من نفخر بمواصلة النضال ومناهضة وعد بلفور، وليس هناك ما يشفع لهذه الجريمة المستمرة نتائجها يوما بعد يوم”.

وتابع، “وعد بلفور يلقى مقاومة زائدة من أغلبية البريطانيين، ومنهم من وقعوا على عريضة لتصحيح الظلم، والاعتذار، والاعتراف بالدولة الفلسطينية”، مشددا على اهمية تحقيق المصالحة في اطار مواجهة الاحتلال ودحره.

في سياق متصل، بعث رجال دين إسلاميون ومسيحيون وسامرون، رسالة الى رئيس وزراء بريطانيا تيريزا ماي، طالبوا فيها الحكومة البريطانية بالاعتذار للشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولته، والتعويض عما لحلق به من مآسٍ نتيجة وعد بلفور.

وأشاد رجال الدين بخطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، الذي طالب بتحقيق العدالة، والاعتذار، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

جماهير طولكرم تندد بمئوية وعد بلفور المشؤوم

وشاركت جماهير محافظة طولكرم الرسمية والشعبية اليوم، في وقفة التنديد بمئوية وعد بلفور المشؤوم، يتقدمها المحافظ عصام أبو بكر، والمؤسسة الأمنية، ومدراء المؤسسات الرسمية والأهلية، وحركة فتح وفصائل العمل الوطني والبلديات والمجالس المحلية، والجامعات والمدارس، والغرفة التجارية، وفعاليات المحافظة وجميع مكوناتها.

وأكد المشاركون على أن مسيرة شعبنا مستمرة نحو دحر الاحتلال وتصفية المشروع الصهيوني عن أرض فلسطين، وتحقيق حقوقه الوطنية وحقه في تقرير المصير وعودة اللاجئين إلى وطنهم وأرضهم التي هجروا منها بسبب الوعد المشؤوم.

ونقل مصطفى طقاطقة نائب المحافظ في كلمته، تحيات الرئيس محمود عباس للجماهير المنددة بوعد بلفور، مؤكداً أن “القيادة ممثلة بالرئيس محمود عباس، ماضية في الدفاع عن حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف، مشيراً إلى مواصلة التحرك على المستوى السياسي والدبلوماسي، واستمرار مسيرة النضال الوطني وصولاً لتحقيق أمال شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأشار إلى أن “تاريخ الشعب الفلسطيني مكتوب بالتضحيات والنضالات الطويلة، التي ستسقط كافة المؤامرات من وعد بلفور المشؤوم وغيرها المحاولات التي لن يكتب لها النجاح، انطلاقا من تمسك شعبنا وقيادتنا بحقوقنا التاريخية والتي من الواجب على بريطانيا وكل دول العالم أن تحترمها، لا أن تحتفل بمرور (100) عام على نكبة الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه وتهجير المواطنين في كافة بقاع الأرض.

بدوره، نوه حمدان إسعيفان أمين سر حركة فتح اقليم طولكرم، إلى أن وعد بلفور وعلى الرغم من مرور 100 عام عليه، “إلا أنه لا يمكن أن يلغي حق الشعب الفلسطيني المتجذر في أرضه منذ آلاف السنين، بل على العكس يزيد من الإصرار والتحدي نحو بلوغ الأهداف الوطنية للتحرير والانعتاق من الاحتلال”.

من جانبه، ذكر محمد جوابرة في كلمة فصائل العمل الوطني، أن بريطانيا وبعد مرور (100) عام على “منح الحركة الصهيونية وعد بلفور المشؤوم تصر على الاحتفال بما اقترفته من جريمة، مؤكداً أن “ذلك الوعد يعبر عن تلاقي المصالح ما بين جميع القوى الاستعمارية الغربية، من خلال استهداف الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.

وتابع إنه في هذا الظرف، هناك أهمية للبناء على اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة ما بين حركتي فتح وحماس، واستكمال خطوات تنفيذه في إطار اتفاق وطني شامل، لمواجهة جميع المخاطر التي تحيق بالقضية الفلسطينية.

وتخلل الفعالية التي دعت لها اللجنة الوطنية العليا للاحتجاج على مئوية وعد بلفور المشؤوم توجيه رسالة من إحدى الزهرات للحكومة البريطانية استنكارا لهذا الوعد وكل ما حل بشعبنا الفلسطيني من نكبات.

وقفة منددة بوعد بلفور وسط الخليل 

وندد عشرات المواطنين، اليوم الخميس، بوقفة احتجاجية بوعد بلفور المشؤوم، وسط الخليل بالضفة الغربية.

جاء ذلك بوقفة احتجاجية نظمتها الحملة الوطنية لرفع الاغلاق عن الخليل، على دورا ابن رشد وسط المدينة، رفع خلالها المشاركون لافتات احتجاجية ضد وعد بلفور المشؤوم، واقامة الاحتفالية بمرور مئة عام عليه.

 وطالبوا بضرورة تقديم بريطانيا اعتذارا للشعب الفلسطيني وما تسببت له من تشريد، ومحاسبتها لمساعدة العدوان الإسرائيلي على فلسطين، ونتائج هذا الوعد  بعد مئة عام من إعلانه.

الاخبار العاجلة