نتنياهو.. مواصلة التحقيقات ومواصلة الهذيان

18 نوفمبر 2017آخر تحديث :
من غزة إلى نابلس

بقلم يحيى رباح- عن الحياة الجديدة

كما أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن جولة سادسة من التحقيقات مع رئيس وزراء إسرائيل في الملفات الثلاثة، ستجري يوم الأحد القادم، ورغم أن التحقيقات مع نتنياهو هي شأن إسرائيلي خالص لا علاقة لنا فيه، وتحكم فيه القوانين الإسرائيلية ومؤسسات القضاء والقانون، إلا أنه من المهم الانتباه إلى الطريقة الخطيرة جداً التي يواجه بها نتنياهو أزماته التي قد تخرجه من الحياة السياسية نهائياً، لأن هذه الطريقة فيها شيء كبير من اليأس، حتى أن نتنياهو يريد أن يغرق إسرائيل كلها في أزماته، الحكومة وائتلافها الواسع، الجيش والأجهزة الأمنية، مجموعات الإرهاب اليهودية مثل تمرد وفتيان التلال وشارة تدفيع الثمن، مجالس المستوطنين، مجالس الحاخامات، حتى الروايات والخرافات الإسرائيلية المكشوفة يحاول نتنياهو أن يستخدمها في الخروج من مآزقه وأزماته الشخصية، مثل التصريح الذي أدلى به مؤخراً، حول الاستيطان في الخليل الذي قال فيه “أن الاستيطان الإسرائيلي في الخليل يستند إلى حقوق تاريخية، مع أن الصبية في المدارس اليهودية يعرفون أن إبراهيم عندما ماتت زوجته سارة، وأراد أن يشتري قطعة أرض ليدفنها، وجد أن القوانين الكنعانية في الخليل كانت تحرم بيع الأرض للأجانب، فاضطر ملك الخليل أن يعطيه مغارة لدفن زوجته.

وهذا الهجوم الهستيري المجنون الذي يقوم به نتنياهو في عمليات ومشاريع الاستيطان المكثفة، والإنذارات المتلاحقة بهدم البيوت، وإبلاغ الفلسطينيين في الأغوار، وخاصة على جانب الطريق من القدس إلى أريحا لترك بيوتهم، وزيادة مساحة الاتهام ضد اليسار والإعلام والصحافة ومؤسسات الرأي التي تزداد إلى حد الجنون، والتورط في إساءات إجرامية ضد الأطفال الأسرى، والانحياز الأعمى إلى كل سلوك إسرائيلي شاذ ضد الفلسطينيين، إنما يترافق مع تقدم تحقيقات الشرطة مع ملفاته المفضوحة، وكأن نتنياهو يقول للإسرائيليين “علي وعلى أعدائي” من كان يعتقد أن الاتهامات ضده ستذوب مع الزمن، ومع استخدام التظاهر بعدم المبالاة، ولكن أفجاي مند لبليت المدعي العام رغم أنه طويل النفس ولكنه يتقدم في هذه التحقيقات بثبات، حتى أن نتنياهو وجه سهامه الأخيرة إلى الشرطة بأنها تسرب المعلومات عن هذه التحقيقات.

خلاصة القول، أن نتنياهو يقوم بضجيج كبير، ويحدث فوضى كبيرة في إسرائيل، ولكن الحقائق ضده تتنامى، والمأزق من حوله يصل إلى حد الاختناق.

من جانبنا فلسطينياً، يجب على الجميع أن يكونوا أكثر حذراً، فبدون شك فإن عودة الحياة إلى آليات المصالحة، وانفتاح الأفق لكي تصل إلى النهاية المرجوة، حول نظام سياسي واحد، بسلطة واحدة بقانون واحد، سيقع على رأس نتنياهو وائتلافه وقوع الصاعقة لأنه يجد نفسه مكشوفاً أمام قوة الأداء الفلسطيني، فاقداً بشكل نهائي الذريعة، بل إن أسئلته المزيفة حول الشريك الفلسطيني قد ارتدت إلى نحره، وأصبح السؤال حتى في داخل إسرائيل نفسها، أين الشريك الإسرائيلي، لأن الشريك الفلسطيني واضح للعيان، مؤهل ولديه المقدرة العالية ممثلاً بالشرعية الفلسطينية، وهنا يتأكد الانتباه حتى لا تجرنا الضوضاء السائدة في المنطقة إلى خيارات غير خياراتنا الوطنية.

الاخبار العاجلة