وكيل المخابرات المصري الأسبق : لا علاقة لما يحدث بسيناء بفتح معبر رفح

26 نوفمبر 2017آخر تحديث :
وكيل المخابرات المصري الأسبق : لا علاقة لما يحدث بسيناء بفتح معبر رفح

رام اللهصدى الاعلام-26-11-2017-قال وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، اللواء محمد رشاد: إن الإرهاب أفلس فى هجماته بعد فشله في ضرب أهداف عسكرية، واتجه إلى المدنيين في أطراف سيناء لفتح جبهة جديدة لتشتيت الجيش وتخفيف العبء على التنظيمات فى رفح والشيخ زويد والعريش، موضحاً أن كل التنظيمات التي تحارب الجيش هي في الأساس تابعة لجماعة الإخوان المسلمين.

وأوضح أنه يجب تفعيل دور المقاومة من قبل عائلات سيناء لنزع الإرهاب من جذوره، مؤكداً ألا علاقة لما يحدث في سيناء بمعبر رفح، مشيراً إلى أن إسرائيل هي المستفيد الأول من هذه العمليات لأنها تريد استنزاف قدرات مصر العسكرية، حتى لا تستطيع مصر أن تحتضن الأمة العربية مرة أخرى.

ولفت إلى أن أي جيش نظامي يجد صعوبة فى مواجهة الإرهاب، موضحاً أن الإرهابيين مثل الأشباح، إلا أن جيش مصر يجتهد من أجل أن يكون هو الفعل وليس رد فعل لأي عمليات إرهابية، وهذا ما كان يقصده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في لفظ “القوة الغاشمة” التي قالها بالطريقة المدنية وليست العسكرية، خلال كلمته للشعب بعد كارثة هجوم مسجد الروضة في بئر العبد، الذي خلّف أكثر من 300 شهيد و100 مصاب، وإلى نص الحوار:

*في البداية.. ماذا يعني استهداف المدنيين هل هي ضربة فى عمق الوطن العربي خاصة وأن مصر هي العمق العربي؟

-استهداف المدنيين هو نوع من أنواع الإفلاس لدى الإرهابيين، خاصة أنه اتضح أنه بدأ يصعب عليه استهداف عسكريين أو أمنيين، لأن القوات المسلحة الآن أصبحت تسيطر على المثلث المهم في شمال سيناء (وسط سيناء ورفح والشيخ زويد والعريش)، وبالتالي أصبح الإرهاب ملزماً بفتح جبهة جديدة ليخفف الضغط عليه من قبل الجيش فى المثلث المهم، لأن هذه المنطقة تعتبر محور عمله، لذلك اضطر لفتح جبهة جديدة بعيدة عن هذا المثلث؛ ليشتت القوات المسلحة، خاصة وأن بئر العبد بالنسبة لسيناء تعتبر من الأطراف والأطراف في سيناء لا يوجد بها أهداف عسكرية للإرهاب، لذلك يتعامل الإرهاب مع أي هدف أمامه أو أي تجمع ليتم تشتيت قوات الأمن والشرطة، وفي نفس الوقت ليثبت أنه مازال قائماً وأن لديه الجهد والقوة أن يستطيع تنفيذ عمليات كثيرة، وأن موضوع المدنين أيضًأ ليس فى صالحة إطلاقاً لأن الإرهاب هذه المرة اختار هدفاً جعل الشارع المصري كله متضامناً ضده، خاصة وأن المدنيين الآن أصبحوا هدفاً، لذلك فإن العملية أسقطت عن الإرهاب القناع الإسلامي، وأصبح إرهابياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا دين له ولا تعايش أو تعامل ولا أحد يستطيع أن يقول إنه يدافع عن عقيدة أو ما شابه ذلك لأن كل الأقنعة الآن سقطت، لأنهم الآن أصبحوا مثل قطاع الطرق.

*ننتقل لسؤال آخر وهو.. النيابة العامة أكدت أن الإرهابيين كانوا يرفعون علم داعش والتنظيم لم يعلن ذلك في الوقت الذي أعلن فيه تنظيم بيت المقدس مسؤوليته عن الهجوم.. ماذا يعني ذلك؟

-موضوع داعش أو غيره، لابد ألا نتوسع فى الحديث عن ذلك، والخلاصة أن داعش هي القاعدة وهذا موضوع بسيط لأن جميع هذه التنظيمات خارجة من رحم جماعة الإخوان المسلمين، ولا يجب أن نصنف الجماعات لانهم يريدون إقناع الناس بأنهم لديهم قوة ولديهم تصنيفات، وولا نريد أن نقع فى هذا الخطأ، وكل هؤلاء تابعون للإخوان المسلمين بغض النظر عن تسميتهم، وأتساءل مستغرباً: (هو كل واحد يأتي ومعه 3 أو 4 أفراد ويعمل بهم تنظيم؟” ومن ثم نبدأ ونقول أسماء ويظهر وكأنهم لديهم حشد كبير جداً، لذلك كل هؤلاء خارجون من رحم الإخوان المسلمين وأغلبهم عائدون من أفغانستان، أما ما يسمى داعش فابتدأ يتوغل الآن ويستفيد مادياً من أزمات العراق وسوريا، وبالتالي هم يريدون أن يصنعوا شو إعلامي ليظهر للناس بأنه أصبح لديهم ولاية فى مصر وأعتقد أنه موضوع دعائي فقط، وأريد أن أقول إن وجود هذه التنظيمات في سيناء منذ حكم الإخوان المسلمين، وهم من أعطوا تلك التنظيمات الغطاء السياسي وهم من أعطوهم الحشد من خلال السلاح والذخيرة، وأصبحت سيناء الآن منطقة تجمع تتبع من الدرجة الأولى الإخوان المسلمين، ولدينا الدلائل كثيرة وهي عندما تم خطف جنود مصريين وخرج مرسي وقتها وقال سلامة الخاطفين والمخطوفين، وأيضًا عندما قال قيادي إخواني وهو البلتاجي: العمليات في سيناء تنتهي وقت عودة مرسي، وأقول لك “أليست هذه الدلائل تكفي وبألسنتهم؟”.

*هل ترى أن عودة ريادة مصر في الوطن العربي من خلال صلح الفصائل الفلسطينية والليبية وغيرها؟ جعل وتيرة الإرهاب أكثر من أي وقت مضى؟

– بالطبع وهذا الموضوع من ضمن أسباب الإرهاب خاصة وأنهم استفزوا لأن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، لذلك يريدون استنزاف قدرات مصر لأنها هي حائط الصد للعرب لتصبح الدول العربية “لقمة صائغة” أمام الإرهاب لأن الدول العربية دول هشة لا تستطيع مواجهة الإرهاب.

*هناك شيء يلفت انتباه الناس وهو عند الإعلان عن فتح معبر رفح وقبل فتحه بيوم تحدث عملية إرهابية فى سيناء ما دلاله ذلك لديكم؟

– لا لا المعبر موضوع آخر مختلف، لأن موضوع سيناء موضوع ممنهج لأن الإخوان المسلمين يريدون إثبات وجودهم في سيناء فقط ولا علاقة للمعبر بشيء، لأن الإخوان فقط يريدون استنزاف قدرات مصر لإثبات أنهم قادرون على التحرك والنيل من مصر، وصولاً لأن كل محاولاتهم هي إسقاط الدولة لأنهم يشعرون بأنهم فقدوا شئاً كبيراً جدًا وهو إزاحتهم عن الحكم.

*وماذا يعني رفض ذوي شهداء مسجد الروضة أخذ العزاء؟

– شيء طبيعي، ونحن نريد تفعيل دور المقاومة الممنهجة في سيناء لاقتلاع الإرهاب من جذوره، بغض النظر عن الأخذ بالثأر أو لا، لأنني أريد أن أتعامل كفعل وليس كرد فعل، لأنه عندما تريد أن تكون أنت الفعل يجب أن يكون لديك قاعدة معلومات عن إرهابيين لتفعل عمليات استباقية وقائية لردع هذه الجماعات الإرهابية، لأنه إذا شعرت تلك الجماعات بأن قدراتها محدودة وخسائرها فادحة وتحركاتهم محدودة، سيتمكن اليأس منهم وبالتالي ستنتهي هذه الكيانات.

*بمناسبة الفعل ورد الفعل، سؤال كرره الكثيرون منذ وقوع الحادث وهو كيف تم تدمير 20 بؤرة إرهابية في يوم واحد في رفح بعد الحادث ولم يتم تدميرهم قبل الحادث.. السؤال هنا لماذا انتظرنا تدمير هذه البؤر عند وقوع كارثة مادمنا نملك معلومات بتواجدها؟

– موضوع المواجهة أو قصف البؤر نحن نرى دائماً أن الإرهابيين مجرد أشباح، وليس من السهل الوصول إليهم وفي نفس الوقت يجب أن تكون لدينا اليد العليا بصفة مستمرة وهذا يحتاج قاعدة معلومات، لاننا نعمل على مساحة 63 ألف كيلو متر مربع وهي مساحة سيناء، أعتقد ان الأمر غير سهل على الإطلاق على إمكانية تغطيته بالكامل، ونعمل أكثر ما في جهدنا لملاحقة هؤلاء القتلة، ويجب أن نعلم أن أي جيش نظامي يجد صعوبة فى التعامل مع الإرهاب الذين يستطيعون الاختفاء في أي مكان، ونعيش الآن أحداثاً لم تكن واردة في ذهن أي مخطط مصري مسبقاً.

*لكني أقصد لماذا لم نضرب هذه البؤر، لأن السؤال هل الجيش امتلك معلومات عن تواجد البؤر في 24 ساعة فقط بالتاكيد لا؟ لذلك لماذا كل هذا التأخير؟

– هذا ما أقوله، لابد أن نتعامل كالفعل وليس رد فعل، لأن هذه المنطقة دائماً “خاملة” والإرهاب يحاول فتح مناطق جديدة بها مثل ما رأينا في مسجد الروضة لأن المنطقة التي يتواجد بها المسجد وهي بئر العبد أبداً لم تكن منطقة صراع، وكانت منطقة هادئة، واعتقد أن تعاطف الشارع مع الإرهاب سواء بالسلب أو بالإيجاب أصبح في غير صالحه.

*وما رأيك في تنديد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو بالعملية الإرهابية؟

-إسرائيل تريد استنزاف قدرات الجيش المصري حتى لا تقوم مصر باحتضان أي دولة عربية، ولا يجب أن ننسى ذلك لأن إسرائيل هي المستفيدة الأولى من هذه العمليات الإرهابية، وإسرائيل لها دور كبير في تغذية الإرهاب في سيناء، واعتقد لها دور كبير جداً، ولابد أن نكشف هذا الدور، لان الآن كلنا نلعب على المكشوف، ولا يجب أن نجامل، ونعطي كل شيء حقه حتى لو مجرد شبهة لابد أن نقولها.

* وأخيراً اشرح لنا مصطلح “القوة الغاشمة” الذي قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بعد العملية الإرهابية؟

– هذا المصطلح بالعسكرية يعني “الرادع العسكري أو الأمني”، ولكن السيسي قالها بالطريقة المدنية، ولكن نحن نسميه الرادع الأمني، وهي أن نقوم بعمليات وقائية استباقية لحظة تحرك هذه العناصر، لتعرف أنها تواجه قوات تفوق قدرتها العسكرية بكثير، وهذا هو ما يعني مصطلح “القوة الغاشمة”.

“دنيا الوطن”

الاخبار العاجلة