اضاءات – إسرائيل تجهز على الآمال السياسية بضم ” معالية أدوميم “

19 يوليو 2016آخر تحديث :
اضاءات – إسرائيل تجهز على الآمال السياسية بضم ” معالية أدوميم “

بقلم: عزت دراغمة – الحياة

ما تناقلته وسائل الإعلام العبرية عن نية الائتلاف الحكومي الاحتلالي المتطرف العمل على استصدار قانون يقضي باعتبار مستوطنة ” معاليه ادوميم ” المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في منطقتي العيزرية والسوا حرة الشرقية شرقي مدينة القدس المحتلة، والتي تزيد مساحتها الحالية عن مساحة مدينة تل أبيب ، لن يحقق في كل الأحوال ما تخطط له إسرائيل حتى لو اعتبرته في إطار فرض  سياسة الأمر الواقع التي ستزعمها وتطالب بتثبيتها في أي عملية سياسية قادمة ، ومرد ذلك أن ما نفذته من عمليات تهويد وضم في سنوات سابقة سواء في القدس أو أنحاء متفرقة بالضفة الغربية بما في ذلك إقامتها للجدار العنصري وإعلانها عن ضم مدينة القدس وتقسيمها للحرم الإبراهيمي في الخليل ومستوطناتها في الضفة الغربية ، لم ولن يحظى حتى الآن بأي اعتراف أو قبول دولي حتى أن حلفاءها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية نأوا بأنفسهم عن أي تأييد أو دعم أو اعتراف بما تقوم به الحكومة الإسرائيلية ، ومن الناحية الأخرى وهذا الأهم أن إسرائيل مهما تقادم احتلالها وسيطرتها لن تجد أي فلسطيني كما لم تجد في الماضي من يقر ويرضى ويعترف  بما تعتبره سياسة الأمر الواقع ، وما مقولة الشهيد الرمز ياسر عرفات عندما حاولوا الضغط عليه للقبول ب 98% من مساحة الضفة الغربية بما فيها القدس والمسجد الأقصى ليست ببعيدة ولا زال الكل الفلسطيني يتغنى بها ” لو قبلت اليوم فاني ادعوكم للسير في جنازتي غدا ” ، وهو ما كرر رفضه أيضا  وأكده مرارا الرئيس الفلسطيني أبو مازن لذا اعتبره الإسرائيليون أكثر تشددا على حد وصفهم من سلفه وأخيه ورفيق دربه الشهيد الحي أبو عمار ، لذا فلتشرع وتقر ما تشاء فهذا لا يغير من سياستها او من الصمود والتمسك الفلسطيني بحقوقه المشروعة شيئا .

الائتلاف الحكومي لنتنياهو حمل اسم ” اللوبي من اجل ارض إسرائيل الكبرى ” وترأسه عضو كنسيت من الليكود وآخر من حزب ” البيت اليهودي ” ، إضافة لعضوية أحزاب ” شاس ” و ” يهدوت هتوراة ” و ” إسرائيل بيتنا ” ، وهي أحزاب في غاية التطرف علما أن هناك أحزابا متطرفة أخرى لم توقع على مشروع القانون هذا ربما لأنها تزعم في ايدولوجيتها أن فلسطين جميعها ارض يجب ضمها واحتلالها للأبد ، وربما ستطالب بامتيازات ومكافآت مادية أو تشريعية تدعم كينونتها الحزبية والفكرية ، وربما لها غايات أخرى لا تقل تطرفا عن اقرانها في الأحزاب التي قدمت مشروع ضم مستوطنة ” معاليه ادوميم ” للسيطرة والقوانين الإسرائيلية ، ومع ذلك هنا تبرز حقيقة المخاوف والمحاذير رغم المواقف الدولية والرفض الفلسطيني المطلق للاستيطان ، فان حكومة الاحتلال في حال مصادقة ” الكنيست ” برلمانها على القانون هذا فانه يعني للأحزاب التي قدمته أن بإمكان أي حكومة إسرائيلية وحتى منظمات وعصابات الاستيطان بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة وهو ما يتطلب مصادرة المزيد من أراضي المواطنين في العيزرية والسواحرة وربما مناطق أخرى ستتمدد إليها ” معاليه ادوميم ” كون المستوطنات الاحتلالية غير مقيدة بحدود أو مساحة محددة حتى يتسنى لها التوسع بذريعة ما يطلق عليه نتنياهو وقادة الاحتلال ” استيعاب الزيادة السكانية ” للمستوطنين .

إن الولايات المتحدة الأميركية التي رفضت وعارضت وضغطت على حكومة الاحتلال في وقت سابق لحملها على التراجع عن توسعة مستوطنة ” معاليه ادوميم ” أو ضمها لنفوذ القوانين الإسرائيلية ، مطالبة قبل غيرها بالتحرك العاجل حتى لو كانت إدارتها الحالية في طريقها للانصراف ، لان من شأن الخطوة الإسرائيلية هذه زيادة المعاناة والحصار على الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم وممتلكاتهم الخاصة قبل أن تكون مثل هذه الخطوة معارضة لكل قرارات الشرعية الدولية وحقوق الإنسان ، لان من شأنها إن طبقت ستبقي المنطقة في حالة عنف وستجهز على كل الآمال المحتملة لأي توجهات سياسية مستقبلية .

الاخبار العاجلة