لا شيء أغلى من وحدتنا الوطنية

2 ديسمبر 2017آخر تحديث :
من غزة إلى نابلس

بقلم يحيى رباح- عن الحياة الجديدة

التراشق الإعلامي الذي تصاعد في الساحة الفلسطينية في الأسبوع الماضي أكثر من المسموح به وطنيا، ما اضطر الرئيس محمود عباس إلى التدخل لوقفه بشكل صارم، يدل دلالة كبيرة على أهمية المصالحة التي ترعاها الشقيقة الكبرى مصر بحضور لافت وإصرار كبير، على اعتبار أن هذه المصالحة – أي تمتين الوحدة الوطنية – هي مظهر رئيسي ومتطلب أساسي من متطلبات منظومة الأمن القومي العربي، رغم أنف كثير من السخفاء والتافهين والفاقدين لنقاء أنسابهم في الوطن العربي، الذين كلما وجدوا ولو خللا عارضا في مسار المصالحة، انهالوا بسيوفهم المأجورة، ومقولاتهم الخالية من كل شرف، ضد الشعب الفلسطيني، والحق الفلسطيني، والحضور الفلسطيني الذي يجعل منهم شبه رجال وليس رجالا حقيقيين.

وهؤلاء المتساقطون العرب، الذين ينزلقون بقذارة مبالغ فيها أمام الاحتلال الإسرائيلي كي يقبلهم في قطيعه، لا يحصلون على هذه المهانة التي يسعون إليها، لأن الاحتلال الإسرائيلي الذي يخوض معه الشعب الفلسطيني صراعا مفتوحا منذ أكثر من سبعين سنة، يعرف من هم الفلسطينيون، ويراهم يلاحقونه طبقا لحقوقهم، وقضيتهم الواحدة حاضرة، حتى ولو كره هؤلاء المنافقون التافهون الذين أصبح الجناح المهيض في حياتهم أبرز صفاتهم، لكننا نقول لهم لا توغلوا فأنتم لستم في منأى عن اليد الفلسطينية إذا أرادت أن تطالكم أيها الساقطون.

بالنسبة إلى المصالحة، أي تمتين الوحدة الوطنية، فنحن على موعد جديد بعد أيام، بعد توقف موضوعي، لأن خطوات المصالحة يحب أن تتواصل بثقة وقوة واكتمال، وكل خطوة يجب أن تتم بكامل مجالها الحيوي وليس بنوع من الإعلانات الإعلامية، حتى تعقبها خطوات أخرى تكون مداميك حقيقية في صرحنا الكامل.

ولعل جميع الاخوة المنهمكين في موضوع المصالحة، بتكليف رسمي لاحظوا من اللحظة الأولى أن الاحتلال الإسرائيلي يتابع خطواتنا إلى الأمام بقلق كبير لأنه أحد أكبر الخاسرين حين يسقط الانقسام نهائيا، فقد كان الانقسام منذ وجوده كفكرة ثم كتنفيذها أحد أهم الذرائع التي يستخدمها الاحتلال، وفقدان هذه الذريعة يعتبر لطمة كبيرة له، ونجاحا كبيرا لأفق الحل الوطني والقومي والعالمي، بل إن الخطوات الاستفزازية المتسارعة التي تنفذها حكومة نتنياهو جميعها تهدف إلى استغلال ذريعة الانقسام إلى أقصى حد ممكن، وهذه الذريعة يجب أن تسقط مهما كلف الأمر.

المصالحة ليست موعدا احتفاليا، إنه إنجاز كبير في إعادة بناء نظامنا السياسي بطريقة قوية لحمايته من كل التهديدات، وكل جزئية في هذا البناء هي شديدة الأهمية، ويجب أن تؤخذ بانتباه كبير، وما فقدناه طيلة قرابة أحد عشر عاما لا يجب أن نخضع في استعادته إلى معايير التسرع الاحتفالي، وشعبنا صبور، بل هو شعب الصبر والتحمل، وشعب الوعي والعطاء، وشعب القيامة المستمرة، ولولا ذلك لضاعت قضيتنا في زحام الصراخ وفي ارتجاف الخائفين.

نحن على موعد قريب في العاشر من هذا الشهر، وكل خطوة تؤهلنا إلى خطوة أكبر قادمة، قراءتنا عميقة لكل المتغيرات والمستجدات وتحضيراتنا عالية المستوى، والمصالحة تتمتع بالدعم الكامل، ولا خوف من صراخ الصارخين.

الاخبار العاجلة