“أمان” يقيم حفل النزاهة الوطني ويكرّم فرسان وفارسات النزاهة

12 ديسمبر 2017آخر تحديث :
“أمان” يقيم حفل النزاهة الوطني ويكرّم فرسان وفارسات النزاهة
رام الله- صدى الاعلام- 12-12-2017- أقام الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (أمان)، حفل النزاهة الوطني الثاني عشر “لتكريم فرسان وفارسات النزاهة للعام 2017، بالتزامن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بحضور متميز لمواطنين وشخصيات رسمية وممثلين عن المؤسسات الرسمية والأهلية، وعدد من المؤسسات الشريكة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية.

وأشار رئيس مجلس إدارة ائتلاف “أمان” عبد القادر الحسيني، إلى الظروف السياسية المحيطة والتي تمر بها القدس في الآونة الأخيرة، مؤكدا صمود أهل القدس ورباطهم فيها دون مزعزع لهم، مطالبا بدعم جدي وحقيقي لتعزيز صمود القدس والمقدسيين.

كما أشار إلى الاهتمام المتزايد لمكافحة الفساد الذي شهدته فلسطين في الآونة الأخيرة، والذي تمثل في انضمامها إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد منذ ثلاث سنوات تقريبا، وإعداد أجندة السياسات الوطنية للأعوام 2017-2020 والتي شملت سياسات متعلقة بتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الشأن والمال العام، فضلا عن جهود ديوان الرقابة المالية والإدارية وهيئة مكافحة الفساد، مؤكدا أن هذه الجهود ستبقى منقوصة دون وجود خطة وطنية شاملة تشارك في إعدادها وتنفيذها كافة الأطراف الفلسطينية الرسمية والأهلية ذات العلاقة.

وشملت فعاليات الحفل، كلمة لنائب مفوض ورئيس العمليات في الهيئة المستقلة لمكافحة الفساد في هونغ كونج سابقاً دانييل لي، الذي حل ضيفا على الحفل ليتحدث عن تجربة بلاده الرائدة في مجال مكافحة الفساد، حيث يعمل حالياً كمستشار دولي للحوكمة ومكافحة الفساد في المملكة المتحدة، ومحاضر زائر للماجستير في الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد.

وركز لي في خطابه على مراحل مكافحة الفساد والتحديات التي واجهتها الهيئة المستقلة لمكافحة الفساد في هونغ كونج، مؤكدا أن الفساد يولد فساداً، ومشددا على ضرورة التعليم المستمر للجمهور والعمل على اتخاذ تدابير وقائية من أجل احتواء المشكلة التي اعتبرها في تفاقم، مع الإشارة إلا وجود تحدٍ يومي للنزاهة يتطلب بذل جهود متواصلة من كافة شرائح المجتمع.

وشدد على أن نجاح تعزيز النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد يعتمد إلى حد كبير على الالتزام السياسي والدعم المجتمعي لخدمة المصلحة العامة والمصلحة الوطنية، فضلا عن المصلحة الدولية على النحو المنصوص عليه باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.

بدوره، أشاد رئيس مجلس إدارة منظمة رشيد- شفافية الأردن أسامة العزام، بتجربة ائتلاف أمان في مكافحة الفساد، مؤكدا أن الفساد هو الحطب لكل حريق يشتعل في مجتمعاتنا العربية، مع التشديد على ما واجهته منظمة رشيد من تحديات منذ عام 2013، تتمثل في كسب ثقة كل من الجمهور والحكومة على حد سواء.

وتحدث عضو مجلس إدارة ائتلاف أمان وممثل هيئة محكمي جوائز النزاهة لعام 2017 عصام يونس، عن آلية منح الجوائز التي ينتهجها ائتلاف أمان في كل عام، حيث يعتمد عملية تقييمية علنية شفافة تنفذها فرق من مختصين وفنيين يقومون بمراجعة وتدقيق الطلبات المقدمة وفحص مدى استيفائها لمعايير ومتطلبات الجائزة وتنسيب أسماء المرشحين لنيل الجائزة لهيئة المحكمين، التي بدورها تتولى مراجعة التقارير المعدة من قبل الفرق الفنية وتتخذ القرار بشأن منح الجائزة لمستحقيها في الفئات الثلاث: القطاع العام والهيئات المحلية، والإعلام، والبحث، ويطلق ائتلاف أمان جائزة النزاهة من خلال هذا الحفل السنوي بهدف تشجيع الفلسطينيين على الانخراط في جهود مكافحة الفساد من خلال الابلاغ عنه.

وحاز المواطن ماهر حسين على لقب الفائز بجائزة النزاهة للقطاع العام، نتيجة عمله على استرجاع أكثر من 800000 شيقل سرقت على مدار سنوات من خزينة الدولة، عن طريق قيام أحد موظفي دائرة الرواتب في هيئة شؤون الأسرى والمحررين بإضافة عدد من أسماء أقاربه الى نظام الرواتب ليحصلوا على رواتب يزيد مجموعها على 800 ألف شيقل خلال (الفترة الزمنية) من خزينة الدولة دون وجه حق.

وكانت الجائزة الثانية التي تمنح لأفضل بحث متخصص في قضايا الفساد من نصيب الباحثين د. حسن عاطف أبو ناصر، ود. طارق مفلح أبو حجير، عن بحثهما المتخصص حول “الدور الوسيط للشفافية المالية في العلاقة بين الجينات التنظيمية وإدارة مخاطر الفساد من وجهة نظر العاملين في دوائر الرقابة والتفتيش في الوزرات الفلسطينية في قطاع غزة”، حيث جاء هذا البحث ليقدم الاقتراحات والتوصيات التي من شأنها أن تكون مناسبة للحد من الشيخوخة التنظيمية.

فيما تقاسم جائزة أفضل تحقيق استقصائي، كل من الصحفي محمد أبو قمر والصحفية شيماء مرزوق.

وجاء فوز أبو قمر بعد إنجازه تحقيقا استقصائيا تناول اتهام السكان لأحد الأحياء في محافظة الوسطى “الباطنية” في غزة للجهات المسؤولة بالتقصير والتغاضي عن أعمال إجرامية وأعمال بلطجة، واتجار بالمخدرات دون إجراءات رادعة، حيث تقدم العشرات من المواطنين بعدد من الشكاوى دون التعامل معها بجدية، بالإضافة إلى وجود أحكام قضائية واجبة النفاذ لم تطبق حتى الآن بسبب نفوذ بعض العائلات، ويشير هذا التحقيق إلى وجود أشخاص من أصحاب النفوذ يقدمون الحماية لبعض الخارجيين عن القانون.

فيما جاء فوز الصحفية شيماء مرزوق، نتيجة كشفها من خلال تحقيق استقصائي عن وثائق تثبت موافقة وزارة الآثار في غزة على تحويل موقع تل السكن الأثري الذي يعتبر أول استيطان بشري كنعاني في جنوب فلسطين إلى تجمعات سكنية، بالإضافة إلى شبهات استغلال موظفين حكوميين لصلاحياتهم في عملية تسهيل استباحة الموقع الاثري.

من جانب آخر، منح ائتلاف أمان شهادات تقديرية لكل من إذاعة “أحلا أف أم” عن برنامج “سمة بدن عالصبح”، وراديو أجيال عن برنامج “أجيال هذا الصباح”، وإذاعة “راية أف أم” عن برنامج “مع الناس”، وإذاعة 24 أف أم عن برنامج “صوت البلد”، إضافة إلى إذاعة القدس عن برنامج “بين المواطن والمسؤول”، وإذاعة صوت الشعب عن برنامج “نبض البلد”، تكريماً لجهودهم في تعزيز ثقافة المساءلة المجتمعية الإعلامية من خلال برامجهم، وتعزيزا لدور الإعلام كشريك استراتيجي في المعركة ضد الفساد، مشيرا في ذات الوقت الى أنه سيبدأ من العام القادم تخصيص جائزة مالية لأفضل برنامج مساءلة.

وتكمن الغاية الرئيسية من منح جوائز النزاهة السنوية في تحفيز مختلف الفئات للعمل ضد الفساد والفاسدين ومنعهم من الإفلات من العقاب وتشجيعهم على تحمل مسؤولياتهم من خلال الإبلاغ عن أفعال الفساد التي يشهدونها أو يقعون ضحية لها، على اعتبار أن الإبلاغ عن الفساد هو عمل وطني بطولي وليس وشاية.

الاخبار العاجلة