هو الزعيم الزعيم

24 ديسمبر 2017آخر تحديث :
هو الزعيم الزعيم

كلمة الحياة الجديدة

في ساحات الاشتباك السياسي، مع الاحتلال الإسرائيلي وحليفته الكبرى الولايات المتحدة، لا صوت يعلو الآن فوق صوت الرئيس أبو مازن، ولا أحد يتقدم عليه في هذه الساحات وقد جعلها على امتداد العالم كله، بذات الموقف المسؤول الذي لا يعرف الاستهلاك ولا التلون ولا الشعارات الشعبوية، وبذات الشجاعة التي باتت تتأسطر في مواجهاتها الصعبة، وهي تحيل المستحيل الى ممكن واقعي، بعد ان أوقد في “خطاب اسطنبول” شعلة التحدي التي بات العالم يهتدي بها، فيصوت بالأغلبية ضد الإعلان القبيح للرئيس الأميركي، منتصرا لكرامته التي حاولت تهديدات البلطجة الأميركية النيل منها، وتأسيسا للاتحاد من أجل فلسطين السلام بعاصمتها القدس الشرقية.

نعم، لا صوت يعلو الآن فوق صوت الرئيس ابو مازن، ولا أحد يتقدم عليه، ولطالما كان الرئيس كذلك في هذه الساحات التي شق فيها أخطر الدروب واكثرها التباسا، ما جعل الخصوم والاعداء معا، يؤلفون “سوء الفهم” لشأنه وبشأنه، لمحاولة اغتياله سياسيا ومعنويا، والكثير من الذين انساقوا وراء ذلك، يعترفون اليوم بخطل انسياقهم وهم يتلمسون حقيقة الزعيم في مواقف الرئيس أبو مازن وصلابته، التي هي من صلابة فلسطين وشعبها، بكل ما تحمل هذه العبارة من واقع وحقيقة ومعنى.

ونعم مرة أخرى، لطالما كان الرئيس أبو مازن في سيرة الوقائع النضالية الفلسطينية، الضمير الحي للشعب والأمة، المتنور بالتقوى وصواب الرؤيا، الذي لا يقرب أبدا خطاب الخديعة، حتى لو كان جالبا لمتاع الدنيا وسلطانها، وبجمرة الفكرة الوطنية في قلبه وعقله، التي ابتعد بها عن الاستعراضات الإعلامية الاستهلاكية، من اجل أن تتوهج دوما على نحو منتج بالقرار الوطني المستقل، مضى الزعيم أبو مازن وما زال يمضي بالمشروع الوطني التحرري، بين مسننات السياسات العربية والدولية، دون أي تمحور سلبي، وبالحياد الايجابي، لتنجو فلسطين وقضيتها من الهرس والتدمير، وحتى لا تكون مجرد ورقة بيد هذه القوى الاقليمية أو تلك.

        بحكمته التي صاغت سياسات الواقعية النضالية، اسرج ويسرج الزعيم أبو مازن خيول الفعل السياسي والدبلوماسي، ليقتحم بها مختلف الساحات، ووقع سنابكها اليوم يصل مسامع العالم بأسره، ليفتح أعقد الملفات وأصعبها من أجل أن تكون فلسطين حاضرة في مختلف المؤسسات والمحافل الدولية، على طريق استردادها لكامل حقوقها المشروعة غير القابلة للتصرف.

إنه الزعيم الذي أدرك برؤية حاسمة، إن البلاغة لا ترمم واقعا، ولا تحقق حلما حتى لو حلقت بأجمل العبارات واشدها رغبة، وان دروب الحرية هي دروب الصبر والصمود والعمل بلا تبجح ولا تصفيق، وبمقدار صراحته ووضوحه جاءت مصداقيته وقوته وقدرته على التأثير وتحقيق ، المراد منه بمواقف ونتائج تراكم حضور فلسطين على الخارطة السياسية وفي ضمير العالم ومواقفه لأجل حضورها الواقعي دولة حرة مستقلة على أرضها الوطنية.

هو الزعيم الزعيم لا سواه، من جعل حقا فعل السياسة بمقدار فعل الطلقة، بل أبعد وأجدى في غاياته الإنسانية النبيلة، لطالما انه الفعل الذي يؤسس للسلام العادل، وهو يسعى إليه بمنتهى الوضوح والقوة والمصداقية، وحين القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.

ـــ

الاخبار العاجلة