جان دارك الفلسطينية

4 يناير 2018آخر تحديث :
جان دارك الفلسطينية

بقلم:سعدي السبع-الحياة الجديدة

في وقت كانت الشابة الفلسطينية عهد التميمي تقف بشجاعة تواجه المحكمة الإسرائيلية وهي مقيدة بالسلاسل ومحاطة بحراس شرطة الاحتلال فان ذلك المشهد كان كفيلا ببث الرعب والخوف في نفوس القضاة الجلادين الاسرائيلين حيث بانت على وجوههم علائم الهلع والارتباك وهم يواجهون صبية فخورة ومزهوة بما اقدمت عليه في التصدي بجرأة  لجنود الاحتلال وأفعالهم وجرائمهم الشريرة لتصبح عندها رمزا جديدا وأيقونة لعنفوان المقاومة الفلسطينية البطلة.

ومن المؤكد ان عهد التميمي حاملة جائزة (حنظلة للشجاعة في تحدي الجيش الاسرائيلي) لم تختر سبيل المواجهة الا بعد ان ادركت في سن مبكرة مدى الصلف والعنجهية والجرائم اليومية التي يقترفها جنود الاحتلال بحق الشبان والعوائل الفلسطينية ومنها عائلتها التي تعرضت الى أبشع صور الاضطهاد والتنكيل والاعتقال التي مورست ضدها.

ولكون الصبية والشبان هما عنْوان المستقبل الذي يرنو له جيل فلسطيني جديد آخر مؤمن بعدالة قضيته لذلك تعمد سلطات الاحتلال الاسرائيلي الى استهدافهم في محاولات تهدف الى الحد من اندفاعهم وانتفاضتهم ازاء التغول الصهيوني والممارسات الاجرامية وسياسات الاستيطان وخطط التغير الديموغرافي لمدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية.

حتى الأطفال لم يكونوا بمنأى عن اعتداءات قوات الاحتلال، فقد كشف تقرير منظمة “ميلتيري كورت ووش” معاناة الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية وما تعرض القاصرون منهم له خلال العام الماضي 2017 خلافا لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية المعنية بالطفولة.

وإذ يعد اعتقال عهد التميمي وصمة عار في جبين قوات الاحتلال فانه يتوجب على المنظمات الحقوقية العربية والدولية ان تنهض بمسؤولياتها للمطالبة بإطلاق سراحها وان ينشط الاعلام العربي لمساندة حملة فاعلة من اجل الحرية لجان دارك الفلسطينية .

الاخبار العاجلة