رام الله-23-7-2016
شارك مئات المواطنين من مختلف محافظات الضفة بما فيها القدس، في المؤتمر الشعبي الحاشد الذي دعت له ونظمته لجنة المتابعة المؤقتة لحراك “وطنيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة”.
وعقد مؤتمر الضفة متزامنا مع مؤتمر مماثل في مدينة غزة، وقدمت لهما نفس التقارير وجدول الأعمال، وجاء تتويجا لسلسلة من اللقاءات والاجتماعات الفرعية والاتصالات المكثفة التي جرت في المحافظات الفلسطينية كافة مع ممثلي القوى السياسية والقطاعات والاتحادات الشعبية، على امتداد الأشهر الأربعة الماضية، حيث عقد المؤتمران تحت شعارات ” الدفاع عن مشروعنا الوطني وانتصاره بتحقيق حقوقنا في العودة وتقرير المصير واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس” ومن اجل اعادة بناء نظامنا السياسي على أسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية” و”معاً من اجل انهاء الانقسام واستعادة الوحده الوطنية”.
وحضر المؤتمر الذي عقد في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة صف عريض من الشخصيات القيادية بينهم عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمناء العامون وقادة الفصائل، ورؤساء واعضاء البلديات والنقابات العمالية والمهنية، والأطر النسوية وفي مقدمتها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والاتحادات الشعبية، وناشطون من ممثلي الحراكات الشبابية والنسائية، ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، وأهالي الشهداء والأسرى، والأسرى المحررون، وممثلو شبكة المنظمات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، ووفد من جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل برئاسة محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا.وبدأت أعمال المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح الشهداء، ثم وقف الحضور على عزف النشيد الوطني الفلسطيني، وبعدها افتتح عريف المؤتمر عصام بكر أعمال المؤتمر بكلمة ترحيبية أشار فيها إلى الأهمية الاستثنائية لهذا الجهد والحراك الشعبي لإنهاء الانقسام في هذا الظرف الدقيق من حياة شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، مبينا الآثار المدمرة للانقسام على كل مناحي حياة الشعب.وانتخب المؤتمر لجنة لإدارة أعماله ضمت كلا من علي عامر، وفوز خليفة، ونهاد أبو غوش، وأمال خريشة، ومحرم البرغوثي وإيمان عبد الرحمن وطارق قعدان، والذين بدورهم انتخبوا علي عامر رئيسا للمؤتمر.تحضيرات المؤتمروفي كلمته أمام المؤتمر استعرض علي عامر الجهود التي بذلتها اللجنة التحضيرية في كل من الضفة وغزة، وقال أن الانقسام وفر لبعض القوى الاقليميه فرصة للتدخل بالشأن الوطني الفلسطيني الداخلي، وتحويله الى أوراق تخدم أجنداتها الاقليميه، فيما يذهب المستفيدون من الانقسام نحو لعبة مزدوجه اذ يواصلون حوارات ثنائية عقيمه تغطي الأفعال الحقيقيه التي تكرس الانقسام لا بل يذهبون نحو مأسسته ونحو تحويله الى انفصال تام، وهذا بالضبط ما بات يشكل التهديد الاكثر خطورة على مشروعنا الوطني.وأضاف عامر ان الانقسام بات عاملا في تشتيت دور الشتات والمهجر في دعم واسناد المشروع الوطني التحرري لشعبنا والزج بطاقاته في اطار وطني موحد ، كما أنه عامل رئيسي في كل اشكال التعدي على الحريات والتدخل في شؤون المواطنين واطرهم النقابية والجماهيرية، و تردي حالة الغالبية الساحقة من ابناء شعبنا في القدس والقطاع والضفة سواء الاقتصادية او الاجتماعية، وزيادة الفقر وتهديد السلم الاهلي واستشراء الفساد ومنع المشاركة الشعبية عبر افتقاد المؤسسات الديمقراطية. وخلص إلى أن مجابهة الانقسام والتصدي له والعمل لاستعادة الوحدة هو هم يومي ومصلحة حقيقية لكل مواطن من ابناء شعبنا .
وأوضح عامر أن لجنة المتابعة المؤقتة عقدت اكثر من 17 اجتماعا في المحافظات المختلفة، استهدفت الدعوة لاوسع مشاركة شعبية وصولا الى عقد هذا المؤتمر الشعبي لانهاء الانقسام ، كما تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبخاصة انشاء صفحتين على الفيسبوك تحملان نفس الاسم واحدة رسمية ل وطنيون لانهاء الانقسام والاخرى للمجموعة الذي تجاوز عدد المنضمين لها اكثر من 2800 مشارك .كما جرى التواصل مع الخارج عبر دائرة شؤون المغتربين وعبر جميع المداخل الممكنة مع الجاليات والمخيمات وصولا لدور فاعل وموحد من قبل كل اطياف ومكونات الشعب الفلسطيني للضغط لانهاء الانقسام .كما عرض محاور خطة العمل والتي تشمل توسيع حراك ( وطنيون لانهاء الانقسام ) على امتداد الجغرافيا الفلسطينة وحيث يتواجد الشعب الفلسطيني ، وتنفيذ فعاليات هدفها تحقيق اوسع التفاف شعبي جماهيري شبابي نسائي وطني حول الحراك وانجاز فعاليات جماهيرية ضاغطة على طرفي الانقسام لانهائه واستعادة الوحدة. تنظيم مسيرات جماهيرة متزامنة ( شمال ، جنوب، وسط ، قطاع غزة ، الشتات ) تحت شعار انهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وشملت الخطة كذلك محاور لنشاط إعلامي مستمر عبر كل وسائل الإعلام التقليدية والجديدة.محمد بركةوألقى محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية العربية في الداخل كلمة دعا فيها إلى الاحتكام للشعب في كل قضايا الخلاف، وقال أن إنهاء الانقسام يحتاج إلى إرادة سياسية لدى أصحاب القرار، مؤكدا أن وجود خلافات واجتهادات متباينة، وتيارات سياسية وأيديولوجية هي أمور طبيعية ومفهومة، لكن ما يجب أن ندركه جميعا هو كيفية العمل تحت سقف واحد.وأردف بركة ” نحن لا نتحدث عن البدء في حوار لإنهاء الانقسام، بل عن تنفيذ ما اتفق عليه، ونقل الاتفاق من الورق إلى أرض الواقع، ودعا بركة إلى تطوير الحراك وصولا إلى فعاليات جماهيرية واسعة يقول فيها الشعب بصوت واحد وفي يوم واحد “كفى لهذا الانقسام”، وأضاف ” في الداخل امتنعنا حتى الآن من أن نكون طرفا في موضوع الانقسام، ولكن الوقت قد حان لكي نأخذ دورنا إلى جانبكم وهي ليست مهمة سهلة.