سجل أنا عربي

24 يوليو 2016آخر تحديث :
سجل أنا عربي

بقلم: محمد سويدان عن الغد الأردنية

فقد وزير الدفاع الإسرائيلي المتطرف أفيغدور ليبرمان عقله عندما استضافت اذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي صحفيا فلسطينيا تحدث خلال الاستضافة عن الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش، وعن قصيدته الخالدة “سجل انا عربي”.

ليبرمان، المعروف بعدائه الشديد للفلسطينيين والعرب، لم يتمالك نفسه عندما بث البرنامج فقام على الفور باستدعاء مدير الإذاعة ليبوخه على هذا البرنامج الذي تحدّث عن عدو لاسرائيل. ولم يراعِ هذا المتطرف التبجح الإسرائيلي الدائم عن ديمقراطية هذا الكيان، ومحاولة البعض الترويج لهذا الإدعاء غير الحقيقي حول ديمقراطية هذا الكيان العنصري الإحلالي، فقام فورا وبسرعة لاظهار وجهه البشع الحقيقي الذي لا يمكن تغطيته، وهاجم الإذاعة لقيامها بارتكاب ما سماه “الخطأ.. ولا يمكننا السماح بتجاهله” على حد قوله.

ومع أن اذاعة الاحتلال تحاول تجميل وجه اسرائيل البشع، إلا أن هناك من المتطرفين الإسرائيليين وهم كثر في هذا المجتمع الذي ينحو باستمرار نحو التطرف واليمين والإرهاب، من يرفضون حتى عمليات التجميل القليلة ويصرون على إظهار أنفسهم على حقيقتها المدمرة والقاتلة والمجرمة. من الواضح، أن الحكومة اليمينية المتطرفة الحاكمة في اسرائيل تغرق بتطرفها باستمرار، ولذلك، فإنها تتخذ العديد من القرارات والإجراءات التي تظهر بشكل لا لبس فيه كرهها للعرب وخصوصا الذين فرضوا أنفسهم في وطنهم، وحافظوا على وجودهم برغم كل المحاولات التهجيرية والعنف والعنصرية وعدم المساواة التي مارستها بحقهم دولة الاحتلال منذ العام 1948 وحتى الآن.

ومن القرارات الأخيرة التي تظهر الوجه الحقيقي لهذا الكيان، القانون الذي أقره الكنيست الأربعاء الماضي، والذي يسمح بموجبه بمساءلة أعضائه فيما يتعلق بـ”التحريض على العنف والعنصرية أو دعم النضال المسلح ضد الدولة”، وهذه التهمة تستهدف النواب العرب في الكنيست الذين يتضامنون مع ضحايا العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. فهذا القانون يهدف للتحريض على الفلسطينيين المتمسكين بعروبتهم وبأرضهم في المناطق التي احتلت العام 1948، ويهدف أيضا إلى قطعهم عن قضيتهم ونضال شعبهم في التحرر والعودة.

مهما حاول هذا الكيان فلن ينجح، فالعرب كما قال الشاعر الكبير درويش في قصيدته التي احتج عليها المتطرف ليبرمان “سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى، أنا لا أكرهُ الناسا، ولا أسطو على أحدِ،

ولكنّي.. إذا ما جعتُ، آكلُ لحمَ مغتصبي، حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي”.

الاخبار العاجلة