اجتماع المركزي والخيارات الصعبة

12 يناير 2018آخر تحديث :
اجتماع المركزي والخيارات الصعبة

بقلم ماجد سعيد

ونحن نقترب من انعقاد جلسة المجلس المركزي، للبحث في الخطوات والقرارات الواجب اتخاذها عقب اعلان ترامب الخاص بالقدس وما تبع ذلك من قرارات اسرائيلية بشأن المدينة وضم الضفة الغربية، رفع البعض من سقف توقعاته فيما كثرت المطالبات والاراء حول ما يمكن ان يخرج به هذا الاجتماع الهام.

مسؤولون قالوا ان الاجتماع سيبحث جملة من القضايا كاعادة صياغة العلاقة مع اسرائيل خاصة ما يتعلق بالتنسيق الامني وسحب الاعتراف بها واعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال ومواصلة التحرك بطبيعة الحال في المؤسسات الدولية على مستويي ملاحقة ومحاكمة اسرائيل على جرائمها واستيطانها، والانضمام الى مزيد من المؤسسات الاممية اضافة الى التأكيد على اتمام ملف المصالحة الداخلية.

لكن المطالبات كانت ابعد من ذلك حيث شاهدنا ارتفاع العديد من الاصوات التي تشدد على ضرورة حل السلطة وتسليم مفاتيحها لاسرائيل لتتحمل كلفة احتلالها والعودة الى منظمة التحرير، باعتبار ان السلطة باتت عبئا على اهلنا، ومنهم من طالب بالتحلل من اتفاق اوسلو ووضع مؤسسات السلطة تحت مسؤولية منظمة التحرير.

اذا ما عدنا الى ما قاله الرئيس محمود عباس وكرره اكثر من مرة فان فكرة حل السلطة الفلسطينية غير وارد، وقد اكون واحدا ممن لا يرون في حل السلطة منجاة، على الرغم من اتفاقي مع الجميع بان بقاء السلطة في وضعها وشكلها الحالي هي مصلحة اسرائيلية خاصة وانها تحمل عبء السكان عن اسرائيل فيما الاخيرة فهي متفرغة لالتهام ما تريد من الارض.

ان وجود واستمرار السلطة مهم، ولا اريد هنا الحديث عن الكيانية الفلسطينية القريبة من المواطن على ارضه، لكنني ساتحدث عن خيار العودة للمنظمة ومصير قطاع غزة.

لا اعتقد ان العودة الى منظمة التحرير التي شاخت مؤسساتها خيار صائب وان كانت تمثل مظلة الفلسطينيين الاوسع، فالظرف الحالي ربما يكون صعبا اذا ما نظرنا الى حال العرب فالكل يبحث عن النجاة بنفسه ولا اعتقد انه سيتحمل وجود منظمة تعادي اميركا واسرائيل على ارضه، فالزمان غير الزمان، ومع اختلاف هذا الزمان فان الدول باتت تعنى اليوم  بالاصطفافات، من معي ومن ضدي، وبالتالي فان اي دولة يمكن ان تقبل باستضافة منظمة التحرير ستشطرت عليها الولاء وهو ما يمكن ان يسلبها ما حافظت عليه طوال عقود، وهو القرار المستقل.

الامر الاخر ان حل السلطة يعني ضياع غزة او اعتماد خيار المقسم، فغزة التي ما زالت تحت حكم حماس ماذا سيكون مصيرها، هل ستذهب في ركب الحل صوب منظمة التحرير، وهذا مستبعد خاصة وان حماس لم تدخل المنظمة بعد، وبالتالي فان حل السلطة يعني انشاء دولة غزة التي يسعى الاحتلال الى تكريسها.

وعلى الرغم من كل ذلك فان الجميع ينتظر من المجلس المركزي قرارات ترقى الى مستوى التحديات السياسية وتعيد له ولمنظمة التحرير الهيبة والقوة.

الاخبار العاجلة