بيان صادر عن المفوض العام للأونروا بيير كرينبول

17 يناير 2018آخر تحديث :
بيان صادر عن المفوض العام للأونروا بيير كرينبول

رام الله-صدى الاعلام

ليست هذه المرة الأولى للأونروا في تاريخها الحافل بالفخر والذي تواجه فيها تحديا كبيرا في التمسك بتفويضها والدفاع عنه فهو يمثل تعبيراً عن إرادة المجتمع الدولي وحفاظاً على الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية للاجئي فلسطين.

وفي هذا اليوم، فقد أعلنت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عن مساهمة تبلغ 60 مليون دولار أمريكي لدعم جهودنا للإبقاء على ابواب مدارسنا مفتوحة ومراكزنا الصحية فعالة، ولإستمرارية عمل أنظمة توزيع المواد الغذائية والنقدية الطارئة لصالح أكثر فئات اللاجئين ضعفا في العالم. ومع أن هذه المساهمة مهمة، إلا أنها دون مستوى المساهمات السابقة وبفارق كبير. بلغ إجمالي المساهمات الأمريكية للعام 2017 ما يزيد عن 350 مليون دولار أمريكي.

فمنذ أن باشرت الأونروا عملياتها في شهر أيار من عام 1950، ساندت جميع الإدارات الأمريكية منذ عهد الرئيس ترومان وصاعدا وكالتنا وقدمت لها دعما قوياً وسخياً ومتواصلاً. لقد كانت الولايات المتحدة على الدوام أكبر الجهات المانحة الفردية للأونروا ولهذا فإننا نشكر الشعب الأمريكي والعديد من صناع القرار الأمريكيين سواء الرؤساء أو أعضاء الكونغرس أو والدبلوماسيين أو موظفي الحكومة لتجسيدهم الالتزام بمساعدة الأفراد الأكثر ضعفا من خلال الأونروا.

إن تمويل الأونروا أو أية منظمة إنسانية اخرى هو قرار سيادي لأي دولة عضو في الأمم المتحدة. وفي ذات الوقت ونظراً للعلاقة التاريخية الطويلة والقوية بين الولايات المتحدة الأمريكية والأونروا، فإن هذه المساهمة المقلصة تهدد إحدى أكثر المساعي نجاعة وإبداعاً في مجال التنمية البشرية في منطقة الشرق الأوسط.

إن حصول 525،000 طالب وطالبة في 700 مدرسة للأونروا على التعليم ومستقبلهم يواجه خطرا. ويدخل في دائرة ألخطر أيضاً كرامة وأمان الملايين من لاجئي فلسطين والذين هم بحاجةٍ للمساعدات الغذائية الطارئة وأشكال الدعم الأخرى في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة ناهيكم عن المخاطر المتعلقة بحصول اللاجئين على الرعاية الصحية الأولية بما في ذلك الرعاية لما قبل الولادة والخدمات الأخرى المنقذة للحياة. إن حقوق وكرامة مجتمع بأكمله في خطر.

إن هذه المساهمة المقلصة ستؤثر أيضا على الأمن الإقليمي في وقت يشهد العديد من المخاطر والتهديدات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة ذلك الخطر المتمثل في إزدياد التطرف.

وعلاوة على ذلك، فلطالما أشادت الحكومة الأمريكية بعملنا الذي يتسم بالشفافية والمساءلة والفعالية في إحداث الأثر المرغوب. وهذا ما تم التأكيد عليه مراراً وتكراراً خلال زيارتي الآخيرة إلى واشنطن في تشرين الثاني 2017 عندما عبر كبار المسؤولين الأمريكيين عن احترامهم لدور الأونروا ولإدارتها القوية لعملياتها.

وبمواجهة هذه المسؤولية للمحافظة على عملياتنا وبينما نواجه الأزمة المالية الأكبر في تاريخ الأونروا، وبصفتي المفوض العام فإنني اليوم:

· أدعو جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاتخاذ موقفٍ والإنضمام للأونروا في رسالتها للاجئي فلسطين بأن حقوقهم ومستقبلهم تحظى بقدر كبير من الأهمية.

· أدعو شركائنا من الدول المضيفة والمانحين إلى الالتفاف تأييداً للوكالة والإنضمام لها في خلق مبادرات وتحالفات تمويل جديدة لضمان أن يستمر الطلاب من اللاجئين الفلسطينين بالحصول على التعليم في مدارسنا والحفاظ على كرامة لاجئي فلسطين وأطفالهم وعائلاتهم من خلال جميع خدماتنا.

· أدعو جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة في كل مكان في العالم حيث تتجلى الشراكة والتضامن مع لاجئي فلسطين للإنضمام لنا والاستجابة لهذه الأزمة عبر#تبرع_للأونروا لضمان أن يتمكن الأولاد والبنات من لاجئي فلسطين من الاستمرار أقوياء.

· أطلاق حملة تبرعات عالمية خلال الأيام القليلة القادمة لتشكل تمثيلاً وإطاراً للالتزام الشامل في الحفاظ على مدارسنا وعياداتنا مفتوحة خلال العام 2018 وما بعده.

وفي هذه الأوقات الحرجة فأنني أيضاً أخاطب:

 

· جميع اللاجئين الفلسطينيين في كافة اقاليم العمليات وأقول لهم بأننا نعمل بتصميم مطلق لضمان استمرارية خدمات الأونروا.

· وبالنسبة لطلابنا في كافة مدارسنا وعلى سبيل المثال في حلب ودمشق في سوريا وفي برج البراجنة والرشيدية في لبنان وفي الزرقاء وجرش في الأردن وفي جنين والخليل في الضفة الغربية وفي جباليا وخان يونس في غزة ولجميع الأولاد والبنات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومجتمعاتهم، أقول

· أن أبواب المدارس ستبقى مفتوحة حتى تتمكنون من الحصول على التعليم الذي تقدرونه عاليا ولتكونوا على ثقة بأنكم تمتلكون مستقبلكم.

· إلى جميع المرضى في عياداتنا والمنتفعين من الخدمات الاجتماعية والإغاثية ومن برنامج التمويل الصغير وكافة أشكال الدعم الأخرى أقول بأنكم سوف تتلقون الرعاية والمساعدة التي هي من حقكم.

· الى 30،000 من موظفي الأونروا الدائمين والمتمرسين من الأطباء والممرضين والممرضات ومدراء المدارس والمعلمين والمعلمات وموظفي الحراسة وعمال النظافة وموظفي الدعم النفسي والاجتماعي وموظفي الإدارة ووحدات الدعم، أقول لهم بأن يستمروا بالعمل من مواقعهم لخدمة المجتمع بنفس العزيمة التي طالما ميزتهم وبنفس الإصرار. هذه لحظة للتلاحم الداخلي والتضامن فيما بيننا. هذه أوقات صعبة ولكننا سنبذل كل ما في وسعنا وطاقتنا لحمايتكم.

نحن نشهد صراعاً وعنفاً واستقطاباً مستمراً في منطقة الشرق الأوسط مما يؤثر على حياة الملايين من الأشخاص. ونشهد على عالم يسوده الغضب عوضاً عن الثقة وهو عالمُ تتحكم فيه القوة، في معظم الأحيان، وليس العدالة. إنه عالم يولي قيمة أكبر لما يفرق عوضا عن ما يوحد ويشمل الكل ويجمع بينهم.

إن الحالة التي يعيشها العالم وأوضاع لاجئي فلسطين حساسة للغاية وعلى قدرٍ من الأهمية لا تسمح لنا بأن ننغمس في السخرية والتشاؤم أو اليأس. إن الأونروا تمثل الأمل واحترام الحقوق والكرامة. عندما تصعب الأمور، فإن تصميمنا سيزداد بالمقابل. وعندما يبدو أن الطريق مجهولة فعلينا أن نسخر كل طاقاتنا للبحث عن مسارات جديدة. وحتى عندما تصبح بعض الأمور المسلَّم بها غير مؤكدة، فإننا ننظر إلى الأفق ونبحث عن حلول مختلفة.

وهنا أود الإشارة إلى المسؤولية العميقة التي يتولاها المجتمع الدولي لجميع الدول لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين حتى يتجذر السلام وحتى إيجاد حل عادل ودائم لمحنتهم ليتمكن الشرق الأوسط من وضع هذا النزاع القاسي خلفه نهائيا. أود أيضا أن أعبر عن احترامي لجميع الأشخاص ذوي النوايا الطيبة حول العالم والذين عبروا عن تضامنهم مع اللاجئين الفلسطينيين عند حاجتهم لها. والآن، وأكثر من أي وقت مضى، فإن اللاجئين بحاجة إلى دعمكم.

دعونا نستمد قوتنا من اللاجئين الفلسطينيين والذين يعلموننا في كل يوم بأن اليأس ليس خياراً وأن الأونروا لن تيأس أيضا. أنني أدعوكم للوقوف إلى جانبنا.

الاخبار العاجلة