يا لها من ديمقراطية

24 يناير 2018آخر تحديث :
يا لها من ديمقراطية

كلمة الحياة الجديدة

ابتهج نائب الرئيس الأميركي “بنس” بديمقراطية القمع والعنصرية الإسرائيلية، وهي تخرج بالقوة من قاعة برلمانها الذي اسمه الكنيست، النواب العرب المحتجين على زيارة بنس، وقرار رئيسه ترامب اعتبار القدس الفلسطينية العربية عاصمة لإسرائيل …!!

لا بل أن “بنس” والذي على ما يبدو وباللفظ العربي، أن قيمته تساوي اسمه، أعلن انحيازه التام لهذه الديمقراطية وهو يصف إخراج النواب العرب بمثل هذا العسف بأن هذه هي الديمقراطية  (…!!)

وبالطبع لم يكن “بنس” وحده المبتهج بهذه الديمقراطية العدوانية، رئيس الحكومة الإسرائيلية، وأقطاب اليمين من نواب الكنيست، صفقوا وقوفا لعملية إخراج النواب العرب ..!!

جلسة الكنيست الإسرائيلي التي عقدت للاحتفاء بنائب الرئيس الأميركي، لم تكن في الواقع أكثر من جلسة تنمر وغطرسة عنصرية، قدم فيها “بنس” وصفات جديدة للتغول في طرق معاداة الحق والعدل والسلام، والاستقواء على الشعوب الصغيرة وقضاياها العادلة…!!

ما من قيم أخلاقية يمكن لها أن تبرر اصطفاف الولايات المتحدة، وهي الدولة المالكة لأضخم ترسانات القوة بمختلف مسمياتها، إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلية المتخمة بالعسكر واليمين المتطرف، لتشكل بهذا الاصطفاف تحالفا ضد الشعب الفلسطيني البسيط المتواضع بحجمه وإمكانياته المادية، والذي لا يملك أيا من تلك الترسانات الحربية، ولا يتطلع لغير الحق والحريّة، والذي لا يحمل بثقافته ومعتقداته، وقيمه الأخلاقية والحضارية التاريخية، أية ضغينة لأحد، وهو في نضاله الوطني لا يسعى لغير السلام العادل، بدولة حرة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ولا يريد الشعب الفلسطيني السلام العادل له وحده فحسب، وإنما لكل شعوب هذه المنطقة، ومن أجل مستقبل أفضل لكل أطفالها، وبما يؤكد سلامة الروح والثقافة الفلسطينية في تطلعاتها الإنسانية الخالية من أية فكرة عنصرية.

إنه تحالف التنمر والغطرسة هذا الذي تشكله الولايات المتحدة اليوم مع إسرائيل اليمين العنصري المتطرف ضد الشعب الفلسطيني، وبمثل هذه الديمقراطية الإقصائية تماما كديمقراطية الجماعات الإسلاموية المتطرفة، تسعى لتمرير مخططات هذا التحالف الشرير، بخطب من على منصاتها، وبتبجح التنمر ذاته يعلن “بنس” أن السلام أصبح ممكنا أكثر بعد قرار ترامب بشأن القدس  (…!!!)

سنقول لبنس بهذا الشأن ما يقوله الناس في بلادنا “مجنون يحكي وعاقل يسمع” أي سلام ممكن أيها النائب “بنس” دون القدس عاصمة لدولة فلسطين..؟؟ لكنها العنصرية طبعا التي لا تحترم عقول الآخرين طالما أنهم ليسوا على لونها وشاكلتها وطالما أنهم بلا أمراض وأوهام العرق والتفوق “الطبيعي” …!!

ثم أي عملية سلام ستمضي بها الولايات المتحدة وهي لم تعد لا وسيطا ولا شريكا ولا راعيا، بل خصما قد أشهر خصومته علنا، وبات جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل..؟؟ لا بل أكثر من ذلك، الإدارة الأميركية بطاقمها العنصري الراهن هي المشكلة، وهي المعضلة في طريق السلام، وفي الكنيست الإسرائيلي قدمت وصفتها لذبح السلام على أرض السلام ..!!

لكن عنصرية الاحتلال وحليفته الولايات المتحدة لن تكون قدرا ولا بأي حال من الأحوال، لتمرر ما تريد من خطط لتدمير القضية الفلسطينية، ونسف تطلعات شعبنا العادلة وحقوقه المشروعة، صامدون على أرضنا، مقاومون حتى دحر الاحتلال وكل مخططاته العدوانية، لإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وبالحل العادل لقضية اللاجئين، لنقيم حياة الكرامة والعدالة والديمقراطية الحقة، ديمقراطية الإنسان في سعيه الحميم لعالم أفضل، هذا الذي لا يريده ترامب ونائبه بنس وحليفه نتنياهو …!!!

ــ

الاخبار العاجلة