رام الله- ترجمة صدى الاعلام
نشرت صحيفة هآرتس العبرية مقالا افتتاحيا بعنوان “ترامب أزال القدس من جدول تفاوضي فارغ وغير موجود”.
تشير الافتتاحية إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي عقد في دافوس بسويسرا يوم الخميس الماضي، أن الولايات المتحدة أزالت قضية القدس عن طاولة المفاوضات.
وتقول الصحيفة: ليس هناك شيء جديد في هذا البيان، ولكن عندما يكرره الرئيس الأمريكي هذا مرارا وتكرارا، يشبه الساحر الذي لم تنجح خدعته للمرة الأولى ويحاول فعلها مرة أخرى. والمشكلة الرئيسية في هذا الإعلان الأجوف – حسب تعبير الصحيفة – هي أنه لا يوجد جدول تفاوضي يمكن أن توضع فيه القضايا الأساسية أو تزيلها، كما لا توجد خطة أو مبادرة أمريكية من شأنها أن تقدم المبادئ التي يمكن أن تبدأ بها المحادثات الدبلوماسية – مع القدس أو بدونها.
وتستطرد: الأهم من ذلك، أن المفاوضات لا يمكن أن تعقد دون أن يكون وضع القدس جزءا لا يتجزأ منها، وإذا استثنينا القضايا المثيرة للجدل من طاولة التفاوض، فإن التكتيك الجديد للرجل الذي يسمي نفسه خبيرا عندما يتعلق الأمر بإبرام صفقات هائلة، يمكننا أيضا أن نتوقع على ما يبدو أن القضايا الأخرى – مثل قضية اللاجئين الفلسطينيين، ووضع الضفة الغربية والمستوطنات، فضلا عن الحدود المقترحة – سوف تهملها ادارة ترامب.
وإذا كانت هذه هي “صفقة القرن” الذي يحلم ترامب بها، يمكن القول إن الولايات المتحدة قررت تجنب المشاركة في العملية الدبلوماسية.
وتؤكد الصحيفة أن تحديد السياسة الدبلوماسية من جانب واحد، وتهديد السلطة الفلسطينية بانسحاب المساعدات، وخفض التمويل بشكل كبير لـ “الاونروا”، هي الأدوات التي يستخدمها ترامب لدفن العملية الدبلوماسية، هي أعمال خادعة، مما يخلق الوهم بأن ترامب يعمل لصالح إسرائيل، ويحافظ على أمنها، ويضع الأسس لعملية السلام. ولكن العكس هو الصحيح.
وتبين، أنه من خلال سلوكه غير المفهوم، الذي لا هدف له، ترامب يترك إسرائيل وحدها لاستيعاب العواقب المدمرة لسياسته، فالتهرب من القضايا الأساسية لا يمكن أن يؤدي إلى المفاوضات، ولكن يمكن أن يزيد من خطر الصراع مع الفلسطينيين. لذلك يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تفهم الخطر الذي يضعه الرئيس الأمريكي على عتبة بابها، وأن تأتي فورا بخطة دبلوماسية مناسبة ومقبولة.