ففرنسا وعلى لسان رئيسها، وصفت الحملة العسكرية التركية شمالي سوريا، بالاحتلال، مشيرة إلى أن هدف العمليات يجب أن يبقى في إطار الحرب على الإرهاب. والانتقادات الفرنسية سبقتها أخرى ألمانية، طالبت بوقف فوري للعملية العسكرية في عفرين، تزامنا مع تجميدها صفقات تصدير أسلحة المانية لتركيا.

أما موقف حلف شمال الأطلسي جاء مغايرا، إذ اعتبر الهجوم التركي ضد المسلحين الأكراد دفاعا عن النفس، وهو موقف صدر قبل اجتماع مزمع للحلف دعت له برلين قبل أيام.

تباين المواقف بين حق الدفاع عن النفس وانتهاك السيادة السورية ساد أيضا على التصريحات الأميركية، فواشنطن اختارت مسك العصا من المنتصف، بين تأييد حق أنقرة في الدفاع عن أمن حدودها وبين انتقاد الهجوم والدعوة لأن تكون العمليات محدودة في الحجم والمدة.

الموقف الضبابي جاء كذلك من موسكو، التي انتقدت مقتل مدنيين في عفرين جراء العمليات التركية رغم سحبها قواتها من المدينة قبل بدء الحملة العسكرية  في إشارة إلى ضوء أخضر صريح منحته لأنقرة.

وهذه المواقف الأميركية والروسية تجاه عملية عفرين تأتي وفق كثيرين في سياق مصالح مشتركة تجمع الجانبين بتركيا.

ففي الوقت الراهن، تدعم روسيا التحرك التركي، تأييدا منها لموقف حليفتها دمشق، التي ترفض سيطرة الأكراد على مناطق شمالي سوريا.

كما تأتي النبرة الأميركية المعتدلة، في ظل عدم رغبة واشنطن بخسارة أي من حلفائها الأتراك والأكراد.

يضاف إلى ذلك ثبات الولايات المتحدة على موقفها الداعي لتركيز الحرب على داعش، وترجمة ذلك على الأرض بممارسة ضغوط على أكراد سوريا لقتال داعش في دير الزور، رغم عملية عفرين.