سفيرنا في موسكو: “لقاء مهم سيعقده الرئيس عباس مع نظيره الروسي

6 فبراير 2018آخر تحديث :
سفيرنا في موسكو: “لقاء مهم سيعقده الرئيس عباس مع نظيره الروسي

– نريد مواصلة عملية السلام على أساس القانون الدولي

– نؤيد تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، ولكن القدس ليست قضية لأي صفقة

– الرئيس محمود عباس سيتحدث علناً عن التوجه الفلسطيني للمحافل الدولية

رام الله- ترجمة صدى الاعلام

وصف سفير فلسطين لدى موسكو عبد الحفيظ نوفل، زيارة الرئيس محمود عباس المرتقبة الى روسيا، بأنها “لقاء خاص” نتيجة التطورات الجديدة التي تجري في منطقتنا.

جاء ذلك في حوار أجرته معه وكالة “إيتار تاس” الروسية.

وعن سؤاله فيما يخص زيارة الرئيس محمود عباس المرتقبة الى روسيا، والموضوع الرئيس الذي سيتناوله مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال نوفل إن الرئيس عباس يزور روسيا بشكل منتظم، وفي العادة تكون له زيارتين سنويا، لكن هذا اللقاء هو خاص، بسبب التطورات الجديدة التي تجري في منطقتنا.

وتابع نوفل: العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي الاسوأ من أي وقت مضى، وإسرائيل ترفض تنفيذ التزاماتها بشأن الاتفاق مع الفلسطينيين الذي يستند الى حل الدولتين.

واستطرد السفير نوفل، تصريحات الرئيس ترامب التي اعترف خلالها بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وقراراه بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس أدت إلى تفاقم هذه العلاقات. وبالطبع، هذا الحدث وغيره من الأحداث في المنطقة العربية سيكون المحور الرئيسي للاجتماع المقبل بين الرئيسين.

وأكد أن موقف الإدارة الأمريكية الجديد، بعد تصريحات ترامب، جعل القيادة الأمريكية للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية أمراً مستحيلاً، وتوقفت هذه التسوية الآن. وكل ذلك سيتم تناوله خلال اللقاء الذي سيعقد في 12 شباط بين الرئيسين بمدينة سوتشي الروسية.

رعاية روسيا لعملية التسوية

وعن توقعاته بأن ترعى روسيا عملية التسوية، أكد السفير الفلسطيني في موسكو التأييد الفلسطيني للعب روسيا دورا رئيس في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتابع: “نحن لا نتحدث عن استبعاد الولايات المتحدة من هذه المحادثات، إننا نتحدث عن الحاجة لشراكة دولية لحل القضية التي تؤدي إلى انتشار التطرف والإرهاب في المنطقة، ولهذا السبب سيناقش الرئيسان إمكانية إنشاء آلية جديدة ورؤية جديدة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وسيبحث الرئيسان أيضاً، قضايا العلاقات الثنائية والجهود في مكافحة الإرهاب.

وفيما يخص القضايا الداخلية في فلسطين، وتقييم المصالحة، قال نوفل: “نعم، إن القضية الفلسطينية الداخلية هي إحدى القضايا التي يمكن بحثها في الاجتماع. روسيا لعبت دوراً هاماً وكبيراً في التغلب على هذا الانقسام، والمحادثات التي عقدت في موسكو كان لها دوراً هاماً. وفي الوقت نفسه، أصبح موقف إسرائيل احد العوامل الرئيسية لتعميق الانقسام. ونحن، من جانبنا، نعتزم وبحزم بذل قصارى جهدنا للتغلب على الانقسام وإغلاق هذه الصفحة السوداء في تاريخنا”.

وبموجب الاتفاق الذي تم توقيعه في القاهرة، بعد ستة أشهر، بعد ذلك يجب إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. إن الشعب الفلسطيني بحاجة لإجراء هذه الانتخابات وسيتم تحقيق هذا الهدف.

اتفاقية اوسلو

وعلى صعيد اعلان الرئيس محمود عباس مؤخراً عن وقف اتفاقية أوسلو، وأنه لم يعد لها وجود، وفيما يتعلق بالشروط (إن وجدت) لإجراء مفاوضات أو إبرام اتفاقيات جديدة مماثلة، قال نوفل: “هذا ليس صحيحا. فبعد اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اقترح الرئيس محمود عباس عليها (المنظمة) إعادة النظر في علاقاتنا مع الإسرائيليين. وهناك التزامات عديدة في العلاقات بين إسرائيل وفلسطين، والقيادة الفلسطينية تؤكد للمجتمع الدولي تنفيذ التزامها بموجب هذا الاتفاق. والأهم الآن، هو أن تنفذ إسرائيل الاتفاقيات التي يتم تنفيذها من جانبنا، إننا نريد مواصلة عملية السلام على أساس القانون الدولي”.

مستقبل المفاوضات المباشرة مع اسرائيل

وبين نوفل أن إحدى القضايا الرئيسية لزيارة الرئيس محمود عباس إلى روسيا هو تأكيدنا على الاستعداد للمحادثات، ومناقشة الدور الذي ستلعبه روسيا في هذه العملية. ونؤكد أننا نريد مواصلة عملية السلام، ولذلك فإن زيارة الرئيس عباس ومحادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهمة جداً بالنسبة لروسيا من أجل تعزيز دورها في هذا الشأن.

قرار ترامب والمجتمع الدولي

وعن ردة فعل المجتمع الدولي على قرار ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهل هناك دول مستعدة لنقل سفارتها كالولايات المتحدة، قال السفير الفلسطيني في روسيا: “نعتقد أن قرار ترامب لم يغير شيئا، والقدس أرض محتلة، والمجتمع الدولي يدين قرار ترامب، ومعظم دول العالم تدين قرار الولايات المتحدة”.

واستطرد: العالم بأكمله يؤكد ضرورة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس مفهوم دولتين لشعبين. ومن جهة نظرنا، فإن الخيار الأفضل لحل هذه القضية يوجد في مبادرة السلام العربية، وإذا وافقت إسرائيل على مبدأ الدولتين فإن الدول العربية ستعترف بالدولة اليهودية، ونعتقد أن هذه المبادرة هي الخيار الأفضل.

أما في حال رفض الإسرائيليون حل هذه القضية على أساس مبدأ الدولتين، فإن إسرائيل ستفقد فرصة تاريخية لتسوية الصراع. كما أن مجلس الأمن الدولي اتخذ قراراً بشأن هذه القضية دعماً لفلسطين.

وقال نوفل ايضا: “نؤيد تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، ولكن القدس، ليست قضية لأي صفقة، ونعتقد أنه كان لا يجب على الأمريكيين اتخاذ هذا القرار، حيث لم يتخذ أي رئيس أمريكي سابق هذا القرار”.

خيارات مجلس الأمن والمحافل الدولية

وفي اجابته عن سؤال الوكالة الروسية، حول مسألة التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية، قال نوفل: سنتوجه إلى أي منظمة. الرئيس محمود عباس سيلقي خطابا في الأمم المتحدة قريباً، وسيتحدث علناً عن كل هذه القضايا”.

أزمة الاونروا

وفيما يتعلق بأزمة “الاونروا” نتيجة القرار الامريكي بخفض الدعم المقدم لتلك المنظمة الدولية، واذا ما ارادت فلسطين أن تطلب من روسيا زيادة مساهمتها في ميزانية “الأونروا”، قال نوفل إن واشنطن تحاول ممارسة الضغط المالي علينا في مختلف المجالات. القدس لنا، وهذه قضية خاصة وليست موضوعاً للمساومة. أما ما يخص المساهمات الروسية في الأونروا فهذه مسألة روسية داخلية، ولكن نذكر أن روسيا لم تتخل أبداً عن دعم فلسطين. وفيما يتعلق بتمويل الأونروا فإنه يجب على المجتمع الدولي حل هذه المسألة.

غزة ومخاوف نشوب حرب جديدة

وفيما يخص قطاع غزة، قال السفير عبد الحفيظ نوفل، “قطاع غزة يمر بظروف صعبه جداً، هناك كارثة حقاً، ونحن نعارض أي نوع من العدوان من جانب إسرائيل تجاه ابناء شعبنا في القطاع. ونذكر نتائج العدوان العسكري الإسرائيلي في العام 2014، عندما دمرت عشرات الآلاف من المنازل، واستشهد الآلاف من ابناء شعبنا، وبالتالي فإنه ينبغي أن لا يحدث عدوان جديد في غزة، ونطالب المجتمع الدولي بأن يمنع هذا السيناريو.

الاخبار العاجلة