هذا ما حصل خلال لقاء الرئيس عباس وبوتين

20 فبراير 2018آخر تحديث :
الرئيس عباس وبوتين

رام الله- ترجمة صدى الاعلام

قال مستشار الرئيس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية د.نبيل شعث، إن لقاء الرئيس محمود عباس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة موسكو الاسبوع الماضي، كان صريحا وبناءً، وأعطى الجانب الفلسطيني الثقة في موقفه قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي (الذي عقد اليوم الثلاثاء).

وأكد شعث أن الرئيس عباس وضع نظيره الروسي في صورة الوضع الحالي مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وخطوات الأخير التي أدت لإنهاء دور الولايات المتحدة كوسيط وحيد في عملية التسوية. حيث طالب الرئيس محمود عباس من بوتين بإنشاء آلية دولية جديدة، تكون فيها الولايات المتحدة واحدة من المشاركين.

اقوال د. شعث هذه جاءت في حوار أجرته صحيفة “كوميرسانت” الروسية.

وقال شعث خلال الحوار، “لقد ناقشنا أفكارنا ليس فقط في موسكو، إنما أجرينا أنا والسيد الرئيس محادثات مع مختلف قادة العالم؛ في اليابان والصين وكوريا الجنوبية وأفريقيا الوسطى. وألتقينا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وقد زارنا مؤخراً في فلسطين رئيس الوزراء الهندي”.

واستطرد: الأمر ليس في سياسة ترامب فقط، ولم نعد نعيش في عالم تهيمن عليه الولايات المتحدة. لقد أصبحت روسيا دولة قوية في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، والصين عملاق اقتصادي. لا يمكن الحديث عن الشرق الأوسط دون أوروبا، واليابان والهند والبرازيل وأفريقيا الوسطى، فهم يلعبون دوراً مهماً. العالم تغير، وينبغي تغير صيغة المفاوضات”.

وعن التوصل إلى اتفاقيات ملموسة بعد نتائج المحادثات بين الرئيسن عباس وبوتين، قال شعث: “لقد أكدت روسيا رغبتها في مواصلة دعم حقوق الفلسطينيين على أساس مبدأ الدولتين، وعبرت عن استعدادها للانضمام إلى صيغة جديدة متعددة الأطراف، التي نقترح تشكيلها، ولقد ناقش الرئيسان صيغا مختلفة وأشكالا مختلفة. نحن نضغط من أجل عقد مؤتمر دولي جديد بشأن التسوية في موسكو على غرار ما حدث في أنابوليس عام 2007 أو في عام 1991 في مدريد”.

وعن موافقة روسيا، قال شعث: “نعم، كما أنها (روسيا) مستعدة لمناقشة صيغة أخرى للمحادثات، كآلية “5+1″ التي استخدمت في المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي”.

وتابع شعث: “بالنسبة لإيران هذا “+1″، وبالنسبة لنا قد يكون “+3” أو “+4″، إلى جانب الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وقد تشارك إحدى الدول العربية أو اليابان والهند والبرازيل وأفريقيا الوسطى في الصيغة الجديدة. وسنترك قرار الصيغة الجديدة للدول العظمى، وليتفقوا حول ذلك فيما بينهم. لقد اقترح أبو مازن خلال محادثاته مع الرئيس الروسي بوتين صيغة مختلطة، أولاً، الدعوة إلى عقد مؤتمر كبير، يتم من خلاله تشكيل لجنة عمل، وعلى أساس قراراته يمكن مرة آخرى الدعوى إلى عقد مؤتمر. ونعتقد بأنه يجب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أن تلعبان دوراً في تشكيل الصيغة الجديدة للتسوية، ويجب دعم المؤتمر من قبل الأمم المتحدة”.

وعن أية رسائل نقلها بوتين من ترامب الذي هاتفه قبل لقائه مع الرئيس محمود عباس بقليل، أكد شعث، أن بوتين لم ينقل أي شيء عن ترامب سوى “التمنيات”. وعلى ما يبدوا أنه أراد أن يسمع منا نحن، لماذا نرفض وساطة ترامب في عملية السلام، والرئيس عباس أجاب بالتفصيل، وقال الرئيس إنه التقى ترامب أربع مرات خلال العام الماضي، وكنا مستعدين لاتخاذ خطوة للقاء الولايات المتحدة، لكن ترامب قدم القدس كهدية لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وتوقف عن الحديث عن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ولم ينتقد بناء المستوطنات الإسرائيلية. تبين أنه غير قادر أن يكون وسيط نزيه”.

وعن امكانية أن تكون روسيا وسيطاً وجسر تقارب في المواقف بين الولايات المتحدة وفلسطين، قال شعث “نريد أن تكون روسياً جسراً مع العالم بأكملة، وليس فقط مع الولايات المتحدة. روسيا كانت دائماً شريكاً، ودائماً كانت تريد حل قضية الشرق الأوسط. ونرى ونعترف بدورها في سوريا والخسائر التي فقدتها لانقاذ سوريا من الحرب. ونقيّم هذه المسؤولية التي تحملها. إننا لا نريد بناء جسر مع الولايات المتحدة، بل نريد صيغة جديدة للمحادثات، تشارك فيه الولايات المتحدة كأحد المشاركين وليس كلاعب رئيس”.

وفيما يتعلق بالتسريبات الاعلامية التي افادت بأن الولايات المتحدة اقترحت خطة توفيقية على السلطة الفلسطينية، وذلك قبل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، قال شعث: “مبدأ الدولتين بالنسبة لنا حل توفيقي. أردنا دولة ديمقراطية واحدة، يعيش فيها اليهود والعرب والمسيحيون معاً، وإسرائيل لا تريد. وفي نهاية المطاف، قبلنا فكرة إنشاء الدولتين. اعتمدنا اتفاقية أوسلو التي وقعت في عام 1993، على الرغم أن الحديث كان يجري عن فترة إنتقالية فقط، ولم نناقش مسألة عودة اللاجئين ووضع القدس ومصير المستوطنات. كان يتعين علينا البث في ذلك كله في إطار الاتفاقيات النهائية، لقد نقلنا من حل وسط إلى حل وسط حتى لم يكن هناك مكان للتراجع، ولذلك قرر أبو مازن إنهاء المفاوضات مع ترامب، ولا يمكن أن يكون هناك حل وسط أكثر من أوسلو.”

وعن اعلان الرئيس محمود عباس انتهاء اتفاقية اوسلو، قال شعث: “الإسرائيليون لم ينفذوها، ويتصرفون كما يحلو لهم، وما زلنا دولة تحت الاحتلال”.

وتطرقت الصحيفة في حوارها الى امكانية أن يكون هناك عودة حقيقية إلى فكرة التعايش في إطار دولة واحدة، التي اشار شعث الى أن هذا الامر ممكن لنا بشرط؛ أن لا تكون دولة الفصل العنصري.

وعن الاستعداد لقبول فكرة الدولة الواحدة، ومتى قبول الشعب الفلسطيني بها، اشار شعث الى ان شعبنا مستعد لقبول الخيارين، دولة فلسطينية مستقلة تعيش في سلام مع إسرائيل أو دولة ديمقراطية واحدة يتمتع فيها جميع المواطنين بالمساواة أمام القانون.

وفيما يتعلق باندلاع انتفاضة جديدة إذا لم يكن هناك تقدم في عملية السلام في المستقبل القريب، بين شعث أن الانتفاضة يمكن أن تكون مختلفة، انتفاضة حجارة، كما حدث في عام 1987، وانتفاضة مسلحة، كما حدث في عام 2000، أو انتفاضة المبادئ، كما حدث في الصيف بالقدس، عندما عارضنا القيود المفروضة على مدخل الحرم القدسي. دافعنا عن معتقداتنا دون عنف، خرج الناس وصلوا في شوارع القدس. نحن لا نريد انتفاضة، يقتل فيها الفلسطينيون والإسرائيليون بعضهم البعض. وهذا يكلف كلا الجانبين غاليا. نحن نؤيد الانتفاضة السلمية – الإضرابات والمظاهرات والمقالات – حتى يسمع العالم كل ما يريده الشعب الفلسطيني”.

وختمت الصحيفة بسؤال عن الاحداث الميدانية التي تحصل بين الفينة والأخرى، والتي أكد د.نبيل شعث أن السبب فيها هم الإسرائيليون؛ فهم يواصلون مصادرة الارض الفلسطينية، ولا يوقوفون المستوطنين والجنود الذين يتصرفون بعدوانية ضد أطفالنا. من المستحيل السيطرة على جميع أولئك الذين يريدون أن يموتوا لمبادئهم الخاصة، من أجل الوطن. لكننا نريد وقف العنف، لكي نوضح لشعبنا أن هناك أمل في وقف الاحتلال. ليس عليك أن تموت من أجل الوطن، يجب أن تعيش من أجل وطنك. الأمل يسهم في عملية السلام، واليأس يؤدي إلى العنف.

الاخبار العاجلة