القول والحجر والسكين والرصاص هم أسلحة نضالهم واحتجاجهم على الأمر المفروض بالقوة ، كل من يبني حجراً وسط الدمار، ويزرع شجرة بين الحشائش المحترقة، ويواجه الدبابات بالأحجار، وكل من تحمل علم بلدها فى الباحات، كلهم مناضلون من أجل القضية الفلسطينية، لا يخشون فى الله لومة لائم ، يدافعون حتى آخر أنفاسهم، ويعتقلون لأكثر من 35 عاماً من أجل القضية والأرض، وتساندهم شقيقتهم مصر لتحمل على عاتقها همهم وكرامتهم واسترجاع أرضهم كعادتها، بحسب قول جهاد حرازين ، أستاذ القانون العام والنظم السياسية والقيادى بحركة فتح الفلسطينية والمتحدث الإعلامى الفلسطينى بمصر، والذى كان لـ “افراد” معه هذا الحوار
• لأى مرحلة وصلت المصالحة الفلسطينية ؟
تجرى الآن محاولاتً لاستكمال ما تم الاتفاق عليه وتنفيذه سواء فى القاهرة أو فى الدوحة ، علماً بأن هذه المحاولات تسعى لتنفيذ الاتفاقات التى تم التوقيع عليها، لكن المطلوب هو صدق النوايا لتحقيق المصالح لأن لدينا تجارب متكررة ومتواصلة فيما يتعلق بموضوع المصالحة الوطنية التى عايشها الشعب الفلسطينى والتى أصبح لا يؤمن بها بداية من عام 2007 إلى 2014، مما انعكس سلباً على الواقع الفلسطينى نتيجة عدم تحقيق الرؤية الحقيقة للمصالحة الوطنية.
• ماذا عن تعنت الجانب الحمساوى ؟
لابد أن يكون هناك أولاً فهم حقيقى للواقع الذى يحيط بنا كـ قضية فلسطينية وكشعب فلسطينى خاصةً بأن الاحتلال متواصل فى فرض سيطرته بـ اعتداءاته المتكررة والمتواصلة، مما يتطلب جهداً لتحقيق المصالحة الفلسطينية حتى ننهى هذا الانقسام البغيض، الذى هو بالدرجة الأولى مصلحة للاحتلال لإن دولة الاحتلال لازالت تراهن على أن يستمر هذا الانقسام لتحقق هدفها وهو التخلص من الوجود الفلسطينى أو التهويد الكامل لفلسطين.
مصر مهمومة بالقضية الفلسطينية
• هل تعنت الجانب الحمساوى يؤثر على القضية الفلسطينية بالسلب ؟
هو حالة سلبية بالدرجة الأولى لإن القضية الفلسطينية تعانى مما يمارسه الاحتلال عليها من اعتداءات، هذا الأمر الذى أدى بدوره إلى تراجع مكانة القضية الفلسطينية،لكننا استطاعنا أن ننجح فى تدويل القضية الفلسطينة من خلال اعتراف دول العالم حيث اعترف أكثر من 138 دولة من أصل 149 دولة في المنظومة الدولية بالدولة الفلسطينية، لذلك نرى أن قضية انتهاء الانقسام أصبح ضرورة ملحة وواجب وطنى لكل إنسان وطنى غيور على بلده لكن حركة حماس تتذرع بإبطال المصالحة وفقاً لأوامر خارجية.
• كيف اثرت ثورات الربيع العربى على القضية الفلسطينية ؟
اختلف على مسمى ثورات الربيع العربى لإنها تسمية المخابرات الأمريكية، لتغير الواقع الموجود فى المنطقة العربية التى تعانى من الأزمات فى ظل غياب الديمقراطية، ووجود حالات فقر وبطالة، وأوضاع اجتماعية واقتصادية سيئة، استغلت تلك المشاريع الاستعمارية فى البحث عن آلية جديدة للخروج من كُلفة الحروب التى تقوم بها لتجنب الخسائر التى تقع عليها، فتم ذلك التغيير الداخلى و إعادة خلط الأوراق فى المنطقة العربية للوصول إلى أهداف محددة ومعينة لذاتها، وهى فكرة كونداليزا رايس” الفوضى الخلاقة” وغلفوها بغلاف الديمقراطية، وكما قال رئيس دولة الاحتلال ” لم يكن هناك ربيعاً عربياً بل كان خريفاً لهم وربيعاً إسرائيلياً عاد بالمصلحة علينا.”
• صف لنا العلاقات الفلسطينية منذ تولى الرئيس السيسى الحكم؟
دائماً مصر حاضرة وشاهدة على القضية الفلسطينية، لا يمكن لأحد أن يغفل دور مصر تجاهنا أو الدماء المصرية الممزوجة بتراب فلسطين، فالعلاقة تربط بين فلسطين ومصر تاريخياً وجغرافياً وهو مايسمى ديكتاتورية الجغرافيا، وهناك علاقة حميمة بين الدولتين الآن، وتنسيق مواقف بين القيادتين، واتصال مباشر فى كافة القضايا وزيارات متكررة للرئيس الفلسطينى إلى مصر والعكس صحيح، ويحمل الرئيس عبد الفتاح السيسى همومنا بإعلانه أن القضية الفلسطينية على قائمة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية.
• لماذا لم يتم تصعيد مسألة رفض الاحتلال تسليم جثامين الشهداء إلى الأمم المتحدة؟
ذلك العمل منافي للأخلاق، ولقواعد القانون الدولى الإنسانى، وليست هى القضية الوحيدة التى تخرق فيها دولة الاحتلال المواثيق الدولية، ونقلت تلك القضية بأكملها إلى المنظمات الدولية، وصرح الأمين العام، بان كى مون، حيث قال أنه لا يصح احتجاز جثامين الشهداء لدى دولة الاحتلال، ودعى أن يخرج الفلسطينيون لرفض ذلك.
ضرورة صدق النوايا لتحقيق مصالحنا
• هل هناك احتمال لانتفاضة فلسطينية ثالثة ؟
ربما، ما يحدث فى المناطق الفلسطينية هو عبارة عن هبة جماهيرية، هذا الاحتلال الغاشم الذى حاول أن يخرج باعتداءاته على المقدسات الدينية، فخرج الفلسطينيون للتعبير عن حالة الغضب، إن الشعب الفلسطينى المسلح بإيمانه وعزيمته وإرادته وكل ما يملك من أشياء ليدافع عن أرضه، ولن نذهب لمربع الاحتلال الذى يريدنا أن ننجر إليه، لفك العزلة الدولية التى يعيشها بمحاولة تصوير نفسه على إنه ضحية لدى المجتمع الدولى ، لكننا نواجههم بصدورنا العارية وهم يقتلون بدم بارد.
• وماذا عن حصار غزة ؟
قضية حصار غزة هى قضية إسرائيلية بالدرجة الاولى، هناك من يحاول أن يقول قطاع غزة قد تحرر لكنها ليست منطقة محررة ، هى سجن كبير وضعنا به الاحتلال، والبعض يشيع أن مصر محتلة غزة، هذا عارى عن الصحة، مع العلم أن حالة الحصار ليست بسبب المواد الغذائية والتموينية والصحية إنما التنقل بين قطاع غزة، ويجب أن تتكاتف حماس معنا أكثر من ذلك.
الإهمال الصحى والغذائى و العقاب الجسدى والنفسى داخل المعتقلات
• ماذا عن التقارير التى نشرتها الصحافة الإسرائيلية بوجود تنسيق أمنى بين تل أبيب وحماس ؟
نشر بعض التقارير التى وجدت من حركة حماس عبر وسطاء سواء أتراك أو قطرين، أن حماس لا تريد التصعيد إنما تلتزم بالهدوء مقابل الهدوء،ولا يمكن أن تصعد على الجبهة الإسرائيلية، وتلك التقارير تؤكد ما أعلنه طونى بلاير عن قرب التوصل إلى اتفاق ما بين حماس والاحتلال ببناء ميناء عائم فى قطاع غزة بالعالم الخارجى، ولم تنف حماس ذلك وأكدتها ولم تنفها، وهذه المشاريع المشبوهه ستضيع القضية الفلسطينية.
إذا كان لدى العالم مانديلا واحد فـلدينا من الأسرى الفلسطينين أكثر من 200 مانديلا
• ماذا عن حال الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال؟
بحسب الاحصائيات هناك أكثر من 750 ألف فلسطينى تعرضوا للاعتقال بما يعنى أكثر من نصف الشعب الفلسطينى، لذلك فواقع الأسرى مرير نتيجة الممارسات التى تمارس داخل السجون سواء من الإهمال الصحى والغذائى وحالات العقاب الجسدى والنفسى ، والأسرى لا يملكون سوى سلاحاً واحد يوجهون به هذه المعاملة وهو سلاح أمعائهم الخاوية بالإضراب عن الطعام، هناك من تجاوزت مدته عن 35 عاماً داخل السجون الإسرائيلية إذا كان لدى العالم مانديلا واحد فـلدينا من الأسرى الفلسطينين أكثر من 200 مانديلا .
• ما السبب فى تراجع عمليات الطعن ؟
هى ليست عملية تراجع الشعب الفلسطينى الثائر حيث يحاول أن يدافع عن أرضه بما يمتلكه من وسائل، لإرسال صوته ورسالته للعالم أجمع، كل عمليات الطعن بالسكاكين هى عمليات فردية لتعبير عن حالات الغضب.
أدوات النضال مشروعة سواء بالحجر أو القول أو السكين أو الرصاص
• لماذا تأخرت عملية إعادة إعمار قطاع غزة الفلسطينى ؟
طلبت القاهرة مشكورة بقيادة الرئيس المصرى بضرورة عقد مؤتمر دولى بخصوص قطاع غزة حيث أن حجم الدمار الذى لحق بنا كبير بعد الحرب، ثم قامت الدول بالتبرع الدولى لاعادة إعمار غزة لكن عندما تقف حركة حماس وتقول بأنها لن تقبل بسيطرة السلطة على معابر قطاع غزة، جعل تلك الدول تتراجع فى بث التبرعات.
• ماذا يعنى تقسيم القدس زمانياً ومكانياً ؟
التقسيم الزمنى هو تحديد أوقات بعينها لـ دخول الصهاينة، يمنع به دخول الفلسطنين، والعكس صحيح، والمكانى هو اقتطاع أجزاء من باحات المسجد الاقصى لتصبح أماكن عبادة لليهود والاحتلال، يحرم دخول الفلسطنين لها نهائيا، وحاولت دولة الاحتلال أن تمرره لكن هذا المشروع فرض بأمر الواقع وبالقوة من خلال منع المصليين الفلسطينين من الدخول باحات الأقصى فى الساعة 7 حتى 11 ظهراً، والساعة 4 لـ 7 مساءًا.
المصدر موقع انفراد