صلابة الزعيم.. صناعة التاريخ

28 فبراير 2018آخر تحديث :
صلابة الزعيم.. صناعة التاريخ

كلمة الحياة الجديدة

لا تمكن صناعة التاريخ وعلى نحو ما تريد الإرادات الحرة، إرادات الحق والعدل والسلام، بالامتثال لمشيئة الإملاءات أيا كانت طبيعتها، وإنما بالاعتراض عليها وتحديها ومواجهتها، وهذا ما فعله الرئيس الزعيم أبو مازن بمنتهى القوة والوضوح حين أشهر اللا الفلسطينية الكبرى، بوجه الإدارة الأميركية ضد انحيازها الظالم الى جانب الاحتلال الإسرائيلي، في اعتراض هو الأشجع على الإطلاق في عالم السياسة اليوم، والأشجع كوقفة فارس وحيدا في ساحة المعركة، ضد غوغاء الغطرسة والقوة العدوانية، من اجل تاريخ يتألق بالمجد والبطولة.

هذا ما جعل مثلا مندوبة الولايات المتحدة، في المنظمة الأممية، تهذي بكلام لا يليق بدولة تقول إنها الأقوى في هذا العالم، بقدر ما هو كلام انفعالي ومرتبك وبالغ التوتر، بل وخال من الكياسة والأدب والتعقل تماما..!! ما ثمة مبالغة في هذا التوصيف لهذا الكلام الذي انطوى أيضا على ترديد التهديدات الخائبة ذاتها ضد الرئيس الزعيم أبو مازن، الذي لم يلتفت لها أبدا، وما هزت يوما شعرة في مفرقه الأبيض، وقد أعاد مرة أخرى وفي مجلس الأمن الدولي، وعلى مسمع مندوبة الولايات المتحدة، أعاد إشهار اللا الفلسطينية الكبرى، وهذه المرة برؤيتها المفصلة لصواب عملية السلام، أن تكون دون استفراد الولايات المتحدة بهذه العملية، وبآليات العمل الدولي استنادا الى قرارات الشرعية الدولية، ووفق صيغة تطور اللجنة الرباعية أن تكون زائد واحد أو اثنين أو ما يشاء لها المجتمع الدولي من عدد واقعي وعملي، في إطار يلزم احترام قراراته وتنفيذ إرادته.

ولعلها نصيحة، ضرورة أن تدرك الإدارة الأميركية جيدا، حقيقة ما قاله الرئيس الزعيم أبو مازن في مجلس الأمن الدولي “إننا نملك الشجاعة الكاملة لنقول نعم، والشجاعة الكاملة لنقول لا”، ما من تهديدات بوسعها أن تلغي هذه الحقيقة، وإدراكها ربما سيوفر على هذه الإدارة، جهد العبث الذي لا طائل من ورائه الذي تواصله دون حسابات الدولة العظمى، وبامتثالها المعيب لأهداف ورغبات العمل الصهيوني الاستعمارية الاستيطانية، والمناهضة لأبسط قيم الحق والعدل والسلام..!!

نملك الشجاعة الكاملة لقول الكلمتين، نعم حين تبدأ عملية السلام السير في طريقها الصحيحة، ولا حين يراد منا الخنوع والامتثال الذي لا يخلف غير الهزيمة بخزيها وعارها، (نعم) في أوانها، و (لا) في مقامها، لأننا نحن من يصنع التاريخ في هذه المنطقة، لنا بوقفة الرئيس الزعيم المبدئية بروحها الوطنية والنضالية، شجاعة الاعتراض، ضد أية إملاءات كانت، ولنا بمصداقيته وحكمته وقوة حضوره، شجاعة القبول، للتفاوض الذي يقود حقا لتحقيق السلام العادل، سلام فلسطين ودولتها الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وبالحل العادل لقضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

نملك الشجاعة ونملك الإرادة والقرار، إرادة شعبنا وقراره أن لا تراجع عن هدف الحرية والاستقلال، ولا مساومة على هذا الهدف، ولا بد أن نكشف هنا أن الرئيس الزعيم أبو مازن تعرض من لحظة وصوله نيويورك وحتى قبيل القائه لخطاب الرؤية الفلسطينية للسلام العادل، أمام مجلس الأمن الدولي الى حملة ضغوط منوعة استهدفت حمله على التراجع عن موقف الرفض الوطني الفلسطيني للتفرد الأميركي في العملية السياسية، واستمرت الحملة حتى بعد القائه لخطاب الرؤية، ومنها التسريبات الإعلامية عن اضطراب صحته، كمثل تهديد بالتصفية الجسدية ..!! التهديد الذي تلقفه البعض بتسرع الحماقة ووهم اقتناص اللحظة، ومنهم مثلا “عصافير” الاحتلال، الذين هللوا للخبر المفبرك وطاروا به فرحا!!! ومعهم مع الأسف الشديد الحمساوي أسامة حمدان، الذي أعلن بعد خطاب الرؤية أن “حماس تستعد لمرحلة ما بعد الرئيس عباس (..!!) ولحمدان و”حماسه” نقول: لا مرحلة للرئيس الزعيم أبو مازن، بل هو زمن حركة التحرر الوطني الفلسطيني، الذي لن ينتهي بغير تحقيق أهداف مشروعها التحرري، مشروع الحرية والاستقلال، لا بديل عن هذا الزمن وهذه الحركة بقائدها الرئيس أبو مازن، لا بديل أيا كان، ومهما كان مستعدا للتخاذل والمساومة، ولا صفقة للقرن غير صفقة الرؤية الفلسطينية، وسواها ليس غير مخطط تصفية بإمارة “ترامبستان” الأداة والمسخرة، أما الحال عند الرئيس الزعيم فهو بالقطع يا جبل ما يهزك ريح.

الاخبار العاجلة