تصعيد وعقوبات جماعية!!

19 مارس 2018آخر تحديث :
مقالات مروان طوباس جنين

بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس

ما حدث أمس وخلال الأيام القليلة الماضية سواء في القدس أو باقي الأراضي المحتلة يشير بشكل واضح إلى تصعيد إسرائيلي خطير واتخاذ إجراءات قاسية بحق الفلسطينيين بما في ذلك العقوبات الجماعية في محاولة لإخماد روح المقاومة ورفض الاحتلال الإسرائيلي ورفض السياسة الأميركية العدوانية وانحياز إدارة ترامب المطلق للاحتلال الإسرائيلي.

القدس أصبحت أشبه بثكنة عسكرية تحيطها العديد من الحواجز التي تمنع الفلسطينيين من الوصول إليها بما في ذلك حرمان المؤمنين من حرية العبادة في أماكنهم المقدسة، عدا عما ترتكبه قوات الأمن الإسرائيلية داخل القدس من أعمال تفتيش وتوقيف مهينة للشبان وغيرهم وإغلاق شوارع ومحال … وملاحقة التجار بالغرامات والضرائب … الخ من الممارسات الإسرائيلية. وباقي الأراضي المحتلة في الضفة الغربية ليست أحسن حالا حيث حملات الدهم والاعتقال اليومية عدا عن استمرار مصادرات الأراضي والاستيطان وما يتعرض له المدنيون العزل يوميا من اعتداءات للمستوطنين تحت سمع وبصر الجنود الإسرائيليين، وتزايد الإصابات في صفوف المدنيين بسبب مشاركتهم في احتجاجات سلمية ضد الاحتلال وضد السياسة الأميركية … الخ، فيما يتواصل الحصار الجائر على قطاع غزة منذ سنوات مع كل ما يعنيه ذلك من تداعيات.

وسط كل هذا يخرج علينا وزير الأمن الإسرائيلي افيغدور ليبرمان وغيره من المسؤولين الإسرائيليين بحملة تحريض سافرة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية بحجج وذرائع واهية، كما يطلق هؤلاء مزيدا من التهديدات باللجوء للعقوبات الجماعية مثل هدم البيوت وسحب التصاريح، وإعادة ترسيم مسار جدار الفصل العنصري وغيره من التهديدات التي يعتقدون واهمين أنها قد تنال من إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني وقيادته.

إن ما يجب أن يقال هنا إن الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتقد أن التطورات الإقليمية والدولية تلعب لصالحه خاصة انشغال الدول العربية والإسلامية بصراعاتها وحروبها الداخلية، ومجيء رئيس أميركي يتبنى بشكل كامل مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف وأطماعه، هذا الاحتلال يبدو انه لم يقرأ التاريخ ولم يستخلص الدروس والعبر وفي مقدمتها أن إرادة الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية والاستقلال عصيّان على التركيع والكسر، وان هذا الشعب وقيادته المؤمنان بعدالة القضية والمدعومان بقرارات الشرعية الدولية، وتأييد الأغلبية الساحقة لشعوب ودول العالم للحق الفلسطيني، الذي تريد إسرائيل وأميركا طمسه، لا يمكن أن ترهبهما مثل هذه التهديدات الحمقاء ولا هذا التحريض الأرعن الذي يستند إلى أكاذيب لتضليل الرأي العام العالمي.

كما أن ما يجب أن يقال هنا لليبرمان وغيره من قادة هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة إن هذا التصعيد الخطير وهذه العقوبات الجماعية وهذه الضغوط التي تمارس على الشعب الفلسطيني وقيادته لا يمكن أن تنجح وسيكون مصيرها الفشل الذريع على غرار غيرها من أساليب القمع والجبروت التي لجأ إليها الاحتلال سابقا، وسيظل الشعب الفلسطيني وقيادته متمسكين بالحقوق الثابتة والمشروعة لشعبنا ووفيين لتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى ولنضالات أبناء شعبنا بأسره من أجل الحرية والاستقلال والتخلص من نير هذا الاحتلال البشع.

الاخبار العاجلة