مبادرة الرئيس ابو مازن للسلام في قمة الرياض العربية

10 أبريل 2018آخر تحديث :
مبادرة الرئيس ابو مازن للسلام في قمة الرياض العربية

رام الله-صدى الاعلام

لا نريد للعالم تجاوز أو إغفال الرؤية الفلسطينية للسلام التي طرحها رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية ابو مازن، لأنه بذلك لا يساعد نفسه في التماس ورؤية استقرار واقعي وأمن وسلام في المنطقة.

منظور وزاوية رؤية السلام الفلسطينية كما وضعها الرئيس على طاولة مجلس الأمن الدولي، يتجاوز مقاسات الزوايا المعروفة في علم الهندسة والبصر، ذلك أنها رؤية دائرية في كل الاتجاهات والأبعاد، تمكننا من اعتبارها رسالة سلام الى الانسانية مصاغة بأبجدية فلسطينية عربية، غير مسبوقة، خاصة أنها تعبير امين ودقيق عن تطلع الشعب الفلسطيني لسلام يعم العالم، متجاوزا حدود وطنه فلسطين، فهذا الشعب يدرك أن مصيره مرتبط بمصير الانسانية وقيمها، وأن التفاعل الحضاري يتطلب رؤى بعيدة المدى بانعكاسات متعددة المستويات، سيكون أولها انجاز الفلسطينيين لاستقلالهم الوطني، وتحقيق الحرية التي ستمكنهم من المساهمة فعليا وعمليا في اللقاء والتكامل الثقافي والحضاري العالمي.

لو اجرينا مقارنة بسيطة بين الرؤية الفلسطينية للسلام، وبين مشاريع الدولة القائمة باحتلال فلسطين ( اسرائيل ) لتحقيق السلام، فاننا سنكون امام صورة الماء ( الفلسطينية ) التي تستحيل الحياة بدونها، وبين النار ( الاسرائيلية ) الحارقة للأخضر واليابس، المدمرة لكياني الأرض والانسان، أو صورة اخرى في شطرها الأول رموز ثقافة السلام والحرية برموزهما العالمية، وفي شطرها الآخر الارهاب والعنصرية والاستيطان الاستعماري الاحلالي.

لا نبعد عن موعد انعقاد مؤتمر القمة العربية في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية إلا اسبوعا تقريبا، وفي خضم الأيام القادمة وحتى تاريخ انعقادها قد نشهد تطورات على الصعيد الوطني، وكذلك العربي والدولي، لكنها مهما كانت تأثيراتها الايجابية او السلبية من اعتبار الرؤية الفلسطينية ومبادرة الرئيس ابو مازن المحور الرئيس لأي حركة سياسية او دبلوماسية أو قرارات ستتخذ تحت سقف القمة العربية، خاصة اذا أخذنا بالاعتبار ان المبادرة العربية التي هي في الأصل مبادرة الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وان الرئيس أبو مازن قد اتخذها ركيزة في مبادرته المقدمة للعالم في مجلس الأمن الدولي في شباط الماضي.
ما بين انعقاد القمة العربية، والمجلس الوطني الفلسطيني، سيكون لدينا مدى اسبوعين ستمكن قيادتنا الوطنية من تجميع اوراقها، ووضع النقاط على الحروف، لنظم وإقرار برنامج المرحلة القادمة من النضال الوطني، وتحديد سبله ووسائله وان كنا على يقين لا يمسه الشك ان حكمة وعقلانية وواقعية وشجاعة وثبات واخلاص ومصداقية الرئيس ابو مازن ستكون الموجه الأول والناظم للمرحلة القادمة، فالهدف هو تحقيق الحرية والحياة بعزة واستقلال وكرامة على أرض الوطن، وليس أن نكون مجرد اسماء على شواهد قبور في جوفها، فنحن أقوياء بحياتنا عليها، حيث ستعجز آلة الحرب والدمار الاحتلالية الاستعمارية عن اقتلاعنا، ذلك ان كل ضربة تجذرنا اكثر في أعماق اعماق حقنا في أرضنا.

ستثبت الأيام القادمة نجاعة المقاوةمة الشعبية السلمية إن تم توظيف قدرات الجماهير الفلسطينية لخدمة الأهداف والثوابت الوطنية، وسيدرك الأشقاء العرب الذين سيجتمعون في الرياض أن مصير الأمة مرتبط بمصير الشعب الفلسطيني وقضية فلسطين، وان استعادة القضية الفلسطينية الى مركزها الطبيعي، فيه من الانتصار لقضاياهم الوطنية والتحررية ومشاريع النمو والتقدم والازدهار، وربما على الجميع الاعتقاد بأن دولة الاحتلال ( اسرائيل) التي لا تريد للشعب الفلسطيني الا الخضوع او رؤيته مشردا مهجرا، بلا كيان سياسي او دولة كشعوب، فانها – اسرائيل – لا يمكنها تصور دولة عربية قوية، او رؤية شعب عربي متحرر متقدم، ويتبوأ مكانة الابداع العلمي والمعرفي والصناعي بين شعوب العالم، فمنهج جماعة المشروع الصهيوني لم يتغير فيه ولا بند واحد، فالعربي الجيد بالنسبة اليهم هو العربي الميت عقله وارادته وفكره وثقافته الانسانية، حتى ولو جسده ينعم بالحركة، ولا سبيل امامنا نحن الفلسطينيين وامام الأشقاء العرب الا تبني رؤية السلام الفلسطينية ومبادرة الرئيس ابو مازن لأنها سبيلنا لمقاومة منهج اقصائنا من خارطة العالم، والحفاظ على مقدساتنا وثرواتنا ودولنا التي اذا قسنا عمر اسرائيل وحتى الولايات المتحدة الأميركية معا فانه لا يساوي اكثر من ثانية في عمر زمان وتاريخ شعوبنا ودولنا.. فنحن هنا الأصل كنا، وهنا باقون، وهنا سنكون بسلام، وهذا هو بيت قصيد مبادرة رئيس السلام الفلسطيني محمود عباس ابو مازن، ونحن معه لأن فلسطين قلب العرب، ومقدساتهم في قلبه.

الاخبار العاجلة