حالة حوار – رمزيةأهداف الإرهاب الدولية

11 يونيو 2016آخر تحديث :
حالة حوار – رمزيةأهداف الإرهاب الدولية
صدى الاعلام
11-6-2016
د. عمرو عبد السميع

منذ أن بدأت الهجمات الإرهابية ضد أهداف منتقاة في أمريكا والغرب، وأنا أسجل ملاحظات علي رمزية أغلب تلك الأهداف، وقد وجدت أنها تدور ـ في معظمها ـ حول ما يتعلق (بالحضارة) أو (بسيادة الدول).

وأنت تجد في الفئة الأولي (برجي التجارة في نيويورك + مسرح باتكلان الفرنسي + ستاد شارل ديجول + مسرح موسكو + مجلة شارلي إبدو + التهديد بنسف ساعة بج بن + الهجوم علي مطار بروكسل + مترو لندن + طائرة شرم الشيخ الروسية)، فيما تجد في الفئة الثانية (البنتاجون + مبني الكابيتول + استهدافات متعددة إلي جوار مباني الاتحاد الأوروبي).

وضمن تلك الأخيرة عثرت السلطات الأمنية البلجيكية علي قائمة بأماكن استهدفتها خلية «مولينبيك» التي تورطت في أحداث إرهابية في باريس نوفمبر 2015، وبروكسل مارس 2016.

وعلي رأس تلك الأماكن كان البرلمان الأوروبي، والذي تحدد استهدافه إما بواسطة طائرة من دون طيار (درون) أو هجوم انتحاري. الفئتان اللتان يبني الإرهاب توجيه ضرباته إليهما تعنيان ـ رمزيا ـ (الحضارة) و(سيادة الدولة)، واختيار البرلمان الأوروبي يعني الأمرين معا، كما أنه هدف مكتظ بالناس بما يسهل سقوط ضحايا (أعضاء البرلمان وحدهم يبلغ عددهم 751 عضوا) وإذ حدد الإرهابيون توقيت الهجوم وقت اجتماع حاشد للبرلمان الأوروبي فذلك يعني النجاح في قتل المئات، ولو تم هجوم نوعي علي ذلك المكان فقد يعني احتجاز كمية هائلة من الرهائن. استهداف ذلك المبني انكشف من خلال مطالعة بيانات الكومبيوتر الشخصي لصلاح عبدالسلام المتهم المتبقي من المجموعة التي شنت هجوم 13 نوفمبر الإرهابي علي باريس، الذي طالب بترحيله من بروكسل إلي العاصمة الفرنسية للتحقيق معه هناك.

رمزية هذا الهدف ـ بصرف النظر عن الانطباعات المرة التي خلفتها ممارسات وبيانات البرلمان الأوروبي ضد بلدنا ـ تشير بقول واحد فصل إلي أن الإرهاب يريد النيل من (الحضارة) و(سيادة الدول) لصالح دولة التخلف التي تعشش وطاويط الظلام في أوكارها. الإرهاب هو معركة بين دولة الاستبداد المطلق، ودولة الانحياز لقيم الحرية، وحتي إن وقر في ضمائر البعض أن الغرب لا يمثل الديمقراطية الحقة فإن الإرهاب ـ قطعا ـ يمثل الموت والخراب والتخلف والبغضاء وهذه رمزية دولته.

الاهرام

الاخبار العاجلة