سؤال عالماشي – ثروة المجلس الوطني.. وافلاس (شركة تصنيع البدائل)

1 مايو 2018آخر تحديث :
القدس

بقلم: موفق مطر – الحياة

لو أمعن العالم في المشهد الفلسطيني وما حوله في هذه اللحظات، لرأى في جزء منه (حضرة اللطم) وفي الجزء الأعظم مشهد الانتصار.

في الجانب المعتم من المشهد ترى اعضاء مجلس ادارة (شركة تصنيع البدائل) من (الخردة) وقد اجتمعوا على طاولة واحدة على نسق واحد، وأمامهم مرآة كبيرة، يتصدر جلسة (صناع الخيبة) بنيامين نتنياهو وعلى يمينه أفيغدور ليبرمان والى جانبهم ابن (…….) ديفيد فريدمان سفير ترامب لدى دولة الاحتلال وسفيرته في الأمم المتحدة ومجلس الأمن نيكي هيلي، وفي الصف الخلفي يقبع المؤتلفة مصالحهم على أساس الانتماء الجهوي الفئوي، وعملوا على تكريس الولاء والانتماء للجماعة على حساب الولاء والانتماء للوطن، وذهبوا الى حد طعن المشروع الوطني الفلسطيني والتآمر على قيادة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير، فاعتمدتهم قوى ودول في الاقليم كوكلاء لتنفيذ مشاريعها مهما كان الثمن حتى لو كان سفك دماء الفلسطينيين بأيد فلسطينية، وتدمير جسور الوحدة الوطنية لمنع قطارها من الوصول الى محطة الحرية والاستقلال، فهنا يجلس المنشقون والانقلابيون، ويجلس الفارون من وجه العدالة الفلسطينية، متكئين على اركان ( جماعة الاخوان) ومساند الملالي في طهران، وملايين امراء ظنوا ان دماء الفلسطينيين تباع وتشترى كالبترول والماء !!

بإمكان كل متابع للحدث الفلسطيني رؤية رموزهذه ( الشركة ) في اشد لحظات الكآبة، وقد احمرت خدودهم من اللطم، ومن كثرة بصاقهم على المرآة العاكسة لوجوههم، انهم ذاتهم الذين اسودت وجوههم يوم ادراكهم الفشل، ورجعوا خاسئين رغم كل ما جمعوه ورصدوه لتمرير مؤامرتهم في منع عقد المؤتمرالسابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وهاهم اليوم يتلقون الضربة القاضية، بأنفاس وارادة الوطنيين الذين اقتلعوا الأشواك وتجاوزوا الحدود والأسلاك للقاء روح احمد الشقيري على ارض الوطن.

تبدو الروح الوطنية في الجوانب المضيئة المتعددة الألوان من المشهد في ذروة كمالها الأخلاقي، حيث تتجلى معاني الوفاء والانتماء والولاء لفلسطين، لشعبها، للقادة المؤسسين، للصامدين الأحياء، والخالدين الشهداء، والأسرى والجرحى، للأمهات الصابرات، للزوجات، للأبناء، فمن هنا ينبعث أمل بأن تكون فلسطين وطنا لانسانها الحر العزيز الكريم، لامقبرة كبيرة كما ينشدها ويريدها المستثمرون في ( شركة تصنيع البدائل )، ذلك ان الفاقد لمكارم الأخلاق، لايردعه امر عن استغلال وتوظيف دماء شباب فلسطين لتحقيق اطماعه، وبلوغ مايشاء.

هنا في الجانب المضيء من المشهد تتجسد الحكمة والشجاعة، والصدق والاخلاص، الصلابة، وبلاغة الايمان، والمواقف المجردة من المصالح الشخصية، هنا الرئيس الانسان ورئيس السلام، قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ابو مازن، رئيس الشعب الفلسطيني، والى جانبه قادة منظمة التحرير ومجلسها الوطني لينظموا برنامج النضال الوطني للشعب الفلسطيني، برنامج سياسي وقد استمدوا روحه من ارادة وطموحات وآمال واهداف الشعب الفلسطيني.

هنا في الجانب الأكثر واقعية في المشهد، سيتأكد كل ذي بصر وبصيرة، من شدة تمسك الوطنيين بالثوابت الوطنية، ومدى انفتاح عقولهم لابداع الوسائل المشروعة لتحقيقها، هنا تقييم المرحلة السابقة، والرؤية المتأنية للمستقبل، هنا لامجال للانفعالات والخطابات العنترية، هنا تقاس روح الانسان الفلسطيني بمعايير ادق من أدق ميزان لقياس وزن الذهب، فالانسان هنا هو معدن الأرض وسرالخلود للوطن.

سيشهد التاريخ على ان الشعب الفلسطيني الملتحم مع قيادته في معركة مصيرية ميدانية وفي محافل الشرعية والقانون الدوليين قد رفع رصيده في مساء الثلاثين من نيسان من العام 2018 بمنظمة تحرير فلسطينية ناهضة قوية، متماسكة، غنية ثرية بصمود قيادتها ومناضليها ومقاومة الشعب الفلسطيني السلمية، وأنه ليس أمام ( شركة تصنيع البدائل ) إلا اعلان الافلاس، واغلاق مكاتب وكلاء المشاريع والأجندات الخارجية الى الأبد.

الاخبار العاجلة