هآرتس: ترامب وضع إسرائيل في خطر مباشر وفوري !

9 مايو 2018آخر تحديث :
هآرتس: ترامب وضع إسرائيل في خطر مباشر وفوري !

رام الله- ترجمة صدى الاعلام

نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية، بنسختها الإنجليزية، اليوم، مقالا بعنوان: “دونالد ترامب وضع إسرائيل في خطر مباشر وفوري”.

يشير مايكل كوبلو، كاتب المقال، إلى أن العالم كله راقب الرئيس دونالد ترامب معلنا انسحاب أمريكا من الصفقة النووية الإيرانية، وإعادة فرضه لمجموعة كاملة من العقوبات على إيران. في الوقت الذي أوضحت فيه الحكومتان البريطانية والفرنسية والألمانية تفضيلهما القوي بأن تلتزم الولايات المتحدة بالاتفاق النووي.

ويتابع الكاتب: لم يكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خجولا في جهوده لإقناع البيت الأبيض بحكمة، موقفه المعاكس، وكان العرض غير المعتاد الذي قدمه نتنياهو على التلفزيون الإسرائيلي الأسبوع الماضي للمعلومات الاستخبارية التي جمعتها إسرائيل حول الجهود الإيرانية السابقة لبناء سلاح نووي، يستهدف بشكل شبه مؤكد ترامب، إما في محاولة لإقناعه بالانسحاب من الصفقة، أو لتوفير غطاء له للقيام بذلك. لكن في الوقت الذي أصبح فيه نتنياهو متأكداً أكثر من أي وقت مضى في معارضته للاتفاق النووي، ومقتنعاً بأنه يمهد الطريق الإيراني النهائي لبناء قنبلة نووية بينما يوفر الأوكسجين لنظام طهران لاستمرار بقائه، قد يتجاهل جانبًا مهملاً لديناميكيات صفقة إيران، والطريقة التي منعت بها حتى الآن، حرب إيرانية – إسرائيلية كاملة في سوريا.

ويستطرد الكاتب، إن  الجدل الدائر حالياً في إسرائيل حول ما إذا كان من الأفضل لأمن إسرائيل أن تبقى الصفقة في مكانها – بغض النظر عن المعارضة الأصلية لها – أو أن تقوم الولايات المتحدة بإعادة فرض العقوبات والمخاطرة باستئناف برنامجها النووي، بينما تحاول فرض شروط أفضل على إيران، ركزت بالكامل على الأنشطة النووية الإيرانية.

وزاد الكاتب قائلا: لكن هناك بعدا آخر لهذه الحسابات التي يجب أخذها في الاعتبار، والتي تعتبر متصلة ببرنامج إيران النووي نفسه، يجب أن ندرك بأن أكبر وأخطر تهديد لأمن إسرائيل الآن ليس إيران النووية، بل نشاط إيران في سوريا.

وحول السابق ذكره، ذكر الكاتب: في الأشهر الأخيرة، انخرطت إسرائيل وإيران لأول مرة في تاريخهما في أعمال عدائية مباشرة، بدلاً من رد إسرائيل على هجمات من وكلاء إيرانيين. في شباط، أسقطت إسرائيل طائرة إيرانية بدون طيار كانت قد اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي وهاجمت مركز قيادة الطائرات بدون طيار الإيراني في قاعدة (تي 4) الجوية في سوريا ردا على ذلك. وفي أوائل نيسان، قامت إسرائيل مرة أخرى بضرب القاعدة الجوية، مما أسفر عن مقتل سبعة من جنود الحرس الثوري الإيراني، وفي 29 نيسان الهجمات الصاروخية التي يعتقد أن إسرائيل قامت بتدميرها مستودعات أسلحة في قاعدتين أخريين تسيطر عليهما إيران في سوريا.

وفيما يتعلق بتلك الضربات، يقول الكاتب: جاءت هذه الضربات وسط تصريحات ثابتة من الحكومة الإسرائيلية بأنها ستواصل فرض خطها الأحمر في سوريا، وتصاعد القلق بشأن إمكانية رد إيراني يشعل حربًا على جبهة إسرائيل الشمالية. مع ذلك، ورغم كل التحذيرات من الانتقام الإيراني في وجه الضربات الإسرائيلية الأكبر والأكثر شعبية على المواقع الإيرانية، ما زالت إسرائيل تنتظر بفارغ الصبر رداً إيرانياً. ورغم أن جزءا من تحفظ إيران هو بلا شك نتيجة للتفوق العسكري الإسرائيلي والردع الناجح، إلا أن جزءاً من ذلك يرجع أيضاً إلى الموعد النهائي للاتفاق النووي الوشيك. لقد كانت الحكومة الإيرانية واضحة تمامًا بأنها تريد أن تبقي الصفقة الإيرانية في مكانها، لأسباب واضحة. لقد كانت شريان حياة لاقتصاد إيراني متعثر، وسمحت للنظام بالهروب من عزلته الدبلوماسية. لم ترد إيران إعطاء أي من الدول على الجانب الآخر من الصفقة الإيرانية ذريعة للخروج منها. أفضل عذر يمكن أن تقدمه هو حرب تستهدف المراكز والبنى التحتية للسكان الإسرائيليين، وتدمر الشمال وترسل الملايين من الإسرائيليين إلى ملاجئ للقنابل. ولكن إسرائيل أوجدت قضية ثابتة بأن الصفقة الإيرانية سيئة لأمنها على الجبهة النووية، لكن خطر انهيار صفقة إيران بالكامل قد يخلق تهديدًا فوريًا ومباشرًا يتوجب على إسرائيل التعامل معه.

ويختم الكاتب: قد يكون ترامب قد قام بتصحيح ما يعتبره نتنياهو خطأ أمريكياً خطيراً، جعل إسرائيل أكثر عرضة للخطر، لكن الرئيس الأمريكي ربما بوضع إسرائيل في موقف خطير للغاية، وذلك بإزالة القيود الرئيسية على القوات والقدرات الإيرانية التقليدية.

الاخبار العاجلة