أوباما صادق على منح إسرائيل المساعدات الأكبر في التاريخ التي تُقدّمها أمريكا إلى أيّ دولةٍ

4 أغسطس 2016آخر تحديث :
أوباما صادق على منح إسرائيل المساعدات الأكبر في التاريخ التي تُقدّمها أمريكا إلى أيّ دولةٍ

ذكرت صحيفة (معاريف) العبريّة، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ ، بنيامين نتنياهو، سيوافق على شروط إدارة الرئيس باراك أوباما في قضية اتفاق المساعدات الأمريكيّة لإسرائيل، الذي بموجبه ستقتصر المساعدات على العتاد العسكري الأمريكيّ حصرًا، وهو ما يعني أن إسرائيل لن تستلم المساعدات نقدًا، الأمر الذي يتوقع أن يؤثر سلبيًا في الشركات العسكرية الإسرائيلية.

وقال كبير المُحللين في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، ناحوم بارنيع في هذا السياق إنّ تصرّفات نتنياهو في قضية المُساعدات عادت إليه ككيدٍ مرتدٍ، وأنّه انصاع في نهاية المطاف للشروط الأمريكيّة في هذه المسألة، وترك التهديدات التي أطلقها جانبًا، الأمر الذي يُضعف مصداقيته لدى صنّاع القرار في واشنطن من الحزبين الديمقراطيّ والجمهوريّ، على حدّ تعبيره.

في هذا السياق، أوضح مسؤول عسكري إسرائيلي أنّ هذا البند الإشكاليّ، أيْ عدم دفع المُساعدات نقدًا، سيؤدي إلى تسريح مئات العمال الإسرائيليين في شركات السلاح المحليّة الصغرى والمتوسطة، كما تبرز مخاوف من أنْ تضطر تلك الشركات إلى تقليص الطلبات من ثمّ القوى العاملة فيها.

وأيضًا، بحسب المسؤول عينه، ستتأثر الصناعة العسكرية الإسرائيليّة في الولايات المتحدّة. علاوةً على ذلك، لفتت الصحيفة، نقلاً عن مصادر إسرائيليّة رفيعة في تل أبيب، لفتت إلى أنّ هذا البند يتعارض مع الاتفاقية التي تمّ إبرامها عام 2007، وخُصص قسمٌ منها لشراء العتاد العسكري من الشركات الإسرائيليّة المصنعة محليًا. وكان نائب رئيس “هيئة الأمن القومي” في إسرائيل، يعكوف نيغيل، قد سافر إلى الولايات المتحدة من أجل الإشراف على انتهاء صياغة بنود الاتفاقية التي من المتوقع أن تستمر عقدًا كاملاً. وأكّدت مصادر أمريكيّة ما سبق أنْ أوضحه اوباما، وتحديدًا أنّ هذه المساعدات ستكون الأكبر في التاريخ التي تقدمها الولايات المتحدة إلى أي دولة في العالم، على حدّ تعبيرها.

ويأتي توجه نتنياهو، بعد حالات من المد والجزر التي حاول خلالها الضغط على إدارة أوباما مستغلاً المرحلة الانتخابية في الولايات المتحدة، ولكن يبدو أنّ نتنياهو قرر التراجع انطلاقًا من تقدير مفاده بأنّ من الأفضل التوصل إلى اتفاق في ظل الإدارة الحالية من أجل التخلص من الشك إزاء سياسات الرئيس المقبل، أكانت الديمقراطيّة، هيلاري كلينتون، أو الجمهوري، دونالد ترامب. على هذه الخلفية، أراد نتنياهو أنْ يستبق الجيش الإسرائيليّ المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة، كما أكدت المصادر الرفيعة لصحيفة (معاريف).

يشار إلى أنّ الاقتراح الأمريكيّ يتضمن حصول إسرائيل على مساعدات مالية بمبلغ 3.7 مليارات دولار أمريكيّ للعام الواحد، ترفع تدريجيًا كل عام حتى تصل أكثر من أربعة مليارات نهاية العقد المقبل، وهذا يعني أنْ تصل المساعدات إلى قرابة 40 مليار دولار بزيادة تقارب 10 مليارات دولار عن العقد الجاري، مقابل الالتزام الإسرائيليّ منع إجراء مفاوضات موازية مستقلة مع الكونغرس كما ورد سلفًا.

جدير بالذكر أنّ صحيفة “كريستيان ساينس منيتور” الأمريكية ذائعة الصيت كانت قد كشفت عن أنّ الدولة العبريّة كلفت الولايات المتحدة ماليًا منذ العام 1973: 1,6 تريليون دولار (أي  1600بليون دولار)، أيْ أنّ كل مواطن أمريكي دفع 5700 دولار بناء على عدد سكان أمريكا اليوم. ونقلت الصحيفة عن توماس ستوفار، وهو خبير اقتصادي في واشنطن قام بحساب تكلفة دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، بأنّ الرقم المذكور يمثل أكثر من ضعف تكلفة الحرب في فيتنام. ومعروف عن ستوفار أنّه أثار غضب جماعات الضغط اليهودية على مدى عشرات السنين التي سخرها للبحث في النزاع الشرق-أوسطي.

وأردفت الصحيفة أن إسرائيل تريد المزيد اليوم وقد طالبت في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر بدعم عسكري يقدر بأربعة بلايين دولار، وثمانية بلايين أخرى في شكل قروض امتيازية لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تواجهها، وتابع ستوفار على ذلك بقوله إنّ مشاكل الاقتصاد الإسرائيليّ تجعله يشك في قدرة الدولة العبرية على تسديد الديون أوْ حتى خدماتها.

وأدمج ستوفار خلال محاضرة رعتها كلية الحرب الأمريكيّة ألقاها في جامعة ماين، المبالغ التي دفعتها الولايات المتحدة لكل من مصر والأردن مقابل التوقيع على اتفاقيات السلام مع إسرائيل ضمن تكلفة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

وقال المحاضر حسب الصحيفة إنّ النفقات المعلنة لدعم إسرائيل سنويا (أكثر من ثلاثة بلايين دولار) لا تمثل سوى الجزء الذي يعرفه غالبية المواطنين الأمريكيين الذين يعتقدون أنّه ينفق في موضعه لخدمة الديمقراطية والمصالح الإستراتيجيّة في المنطقة، لكنّه يشير إلى مساعدات أخرى إنْ لم تكن خفية فهي غير معروفة من الجميع. ويعتبر الخبير الاقتصادي أنّ تكلفة واحدة ضخمة على الأقل ليست سرًا لأنّها تمثل الأموال التي دفعتها الخزينة الأمريكية بسبب الضرر الاقتصادي الناجم عن دعمها للدولة العبرية بعد الحروب العربيّة – الإسرائيليّة. ويشير ستوفار كمثال إلى المساعدات العسكرية العاجلة التي قدمتها واشنطن لإسرائيل خلال حرب أكتوبر(1973) والتي كانت سببًا في استخدام الحكومات العربيّة النفط سلاحًا ومنع بيعه للولايات المتحدة. وأفضى ذلك إلى ركود اقتصادي في أمريكا كلف الخزينة الأمريكية 420 بليون دولار ـ حسب قيمة الدولار العام 2001 ـ تضاف إليها 450 بليون دولار أخرى تمثل نسبة الزيادة في أسعار النفط. ولأنّه كان على واشنطن تدبير وسيلة لمواجهة نفاذ النفط من الأسواق، فقد قررت إقامة خزان استراتيجيّ، الأمر الذي كلفها 134 بليون دولار أخرى، حسب ستوفار.

أمّا المساعدات الأخرى التي تأخذ أشكالاً متنوعة، فقد ذكر منها المحلل الاقتصادي ما يلي: الأموال التي تجمعها المنظمات الخيرية اليهودية في أمريكا في شكل منح والتي تصل إلى 60 بليون دولار خلال الفترة المشار إليها. ضمان الولايات المتحدة قروضًا تجارية بـ10 بلايين دولار وأخرى سكنية بـ600 بليون دولار، ويتوقع الخبير أنّ الخزينة الأمريكية تغطي تلك النفقات.

راي اليوم

الاخبار العاجلة