صحافي في القناة 12 نشر تقارير عن قضايا فساد نتنياهو مهدد بالقتل

2 سبتمبر 2019آخر تحديث :
صحافي في القناة 12 نشر تقارير عن قضايا فساد نتنياهو مهدد بالقتل

قررت “شركة الأخبار” في القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، إرفاق حارس شخصي لمراسل القناة للشؤون القضائية (الجنائية)، غاي بيلغ، في أعقاب تلقيه تهديدات على خلفية سلسلة تقارير، كشف من خلالها عن إفادات شهود في قضايا الفساد المشتبه بها، بنيامين نتنياهو، وأظهرت عمق ضلوع نتنياهو فيها.

ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن التهديدات التي تلقاها بيلغ جاءت في أعقاب تحريض نتنياهو ضده، وضد القناة 12، وأيضا ضد المسؤولين في القناة، مديرها العام، ومدير “شركة الأخبار” ومالكي القناة، رجل الأعمال، يتسحاق تْشوفا، وسيدة الأعمال، دروريت فيرتهايم. واعتبر نتنياهو، في مقطع فيديو نشره ، السبت، أن هؤلاء المسؤولين “يشنون عملية عدائية ضد الديمقراطية”، في إشارة إلى أن سلسلة التقارير التي أعدها بيلغ تأتي عشية انتخابات الكنيست، التي ستجري في 17 أيلول/سبتمبر الحالي.

وقال نتنياهو في مقطع الفيديو، الذي نشره في صفحته في “فيسبوك”، إن “غاي بيلغ هو دمية، إنه المرسال”، والمسؤولين في القناة هم الذين “يشدون الخيطان”، ويوجهون بيلغ والمحللين في القناة. “ودروريت فيرتهايم، تساوي مليارين فقط، ويستحاق تشوفا يساوي أربعة مليارات فقط، وهما يجلسان في الخلف هناك ويجعلون الفتية يلعبون أمامهم، ولا يسمحون بمنافستهم. لماذا يتجندون للقيام بذلك باعتقادكم؟ لأنهم يعتقدون أنني أحاول كسر احتكارهم هذا…”.

الإفادات التي كشفها بيلغ تتعلق بالملف 4000، الذي يشتبه نتنياهو فيه بمنح تسهيلات لرجل الأعمال، شاؤول ألوفيتش، تمثلت بالسماح له بدمج شركتي “بيزك” للاتصالات الهاتفية مع شركة “ييس” للبث بالاقمار الاصطناعية، مقابل حصول نتنياهو على تغطية إيجابية وداعمة له في موقع “واللا” الإلكتروني الذي يملكه ألوفيتش أيضا.

وأضاف نتنياهو أن “بيلغ يواصل الاستعراض العبثي والدعاية الكاذبة. وهو يستعرض مساء اليوم (أمس) رسائل نصية من 21 أيلول/سبتمبر 2015، وكأنها قادت إلى دمج بيزك وييس. لكن تمت المصادقة على الدمج قبل ذلك بثلاثة أشهر. وهكذا تبدو قناة دعائية. وسننتظر الكذبة القادمة مساء غد”.

وتابع نتنياهو أنه في القناة 12 “متجندين من أجل القيام بعملية عدائية ضد الديمقراطية الإسرائيلية. ويجرون مقابلات ناعمة مع (قائدي حزب “كاحول لافان”) غانتس ولبيد، كل مساء، ويطرحون عليهم أسئلة سهلة. ويجرون محاكم ميدانية لنا، يخدعون، يكذبون، يشوهون”. وحول إرفاق حارس شخصي لبيلغ، قال نتنياهو “توقفوا عن الاستهزاء بناء، فلا أحد يصدق ذلك”.

وهاجم نتنياهو، مسلسلا تبثه القناة 12، بعنوان “الفتية”، ويتحدث عن قتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، حرقا، في القدس المحتلة على أيدي متطرفين يهود، . وكتب نتنياهو في “فيسبوك” حول مقتل أبو خضير، أن المسلسل “يوزع في العالم ويخرج اسما سيئا وكاذبا لدولة إسرائيل. ولست متفاجئا من أن القناة تشوه بالكذب صورة إسرائيل، لأنها تشوه اسمي يوميا”.

تطرق المحللون في الصحف الإسرائيلية الصادر ، الأحد، إلى هذا الموضوع، وأجمعوا على أن تحريض نتنياهو ضد القناة 12، وخاصة الصحافي بيلغ، يذكّر بتحريضه ضد رئيس الحكومة الأسبق، يتسحاق رابين. وحتى أن محلل الشؤون الحزبية في صحيفة “هآرتس”، يوسي فيرطر، كتب أن “بنيامين نتنياهو لن يرتاح ولن يهدأ حتى تراق دماء. دماء صحافي. ولا يوجد تحليل آخر للأقوال التي أدلى بها، أو الأصح لغط بها، في آذان مؤيديه المتحمسين”. وأضاف أن “نتنياهو دعا أتباعه الكثيرين، أمس، بارتكاب عمل ما. واتهم غاي بيلغ والمحررين في القناة بشن عملية عدائية… وكي لا تكون هناك شكوك، أو يتعرض غير ضالعين لأذى، ذكر الأسماء” للمسؤولين في القناة.

وأشار فيرطر إلى أن نتنياهو يدرك التبعات القضائية وماذا سيكون مصيره إذا لم يشكل الحكومة المقبلة، “وهو يخرج غضبه دون سيطرة ضد المرسال والصحافة الشجاعة والحرة. وذلك بعد أن حاول بشكل يثير الشفقة من أجل منع تشر تقرير في القناة يوم الجمعة الأخير”.

وأضاف أن “نتنياهو، نجله الأكبر (يائير) وزوجته – محور شر جماعي من الغرائز، الجنون والكراهية – يرون أمام أنظارهم خطر الفراق القسري من بلفور (المنزل الرسمي لرئيس الحكومة)، والحصانة، المنصب، وهذا الفراق قريب جدا”.

ووجد “بيلغ” تضامنا واسعا من الصحفيين الإسرائيليين الذين رفضوا أسلوب التهديد ضد الصحفيين. وكتبت المذيعة الشهيرة كيرن مارسيانو في تغريدة على “تويتر”، مساء السبت، “فخورة بالعمل مع غاي بيلغ وهو أحد الصحفيين البارزين، يمكنك الرد ولكن لا ينبغي أن تهدد وأن تحرض”.

وقام المراسل السياسي في القناة الإخبارية الإسرائيلية (13) باراك رافيد باستخدام صورة بيلغ مكان صورته في حسابه في “تويتر” وقال: “قمت بتغيير الصورة إلى غاي بيلغ، وهو زميل وصحفي عظيم في القناة (12)، والذي يتلقى تهديدات بالقتل لنشره تقارير عن الاتهامات ضد نتنياهو”.

وكتب المراسل العسكري في القناة الإسرائيلية (12) روني دانييل عن الصحفي بيلغ “لقد كان الرجل يتلقى تهديدات بشعة له ولأسرته وحياته”، وأضاف متسائلا “هل يعقل أن يسير صحفي مع حارس؟.. إنه تدهور رهيب”.

الاخبار العاجلة