محللون: هنية غادر غزة تمهيداً لخلافة مشعل بقيادة حماس

6 سبتمبر 2016
محللون: هنية غادر غزة تمهيداً لخلافة مشعل بقيادة حماس

قال محللون سياسيون فلسطينيون، إن مغادرة القيادي في حركة حماس، إسماعيل هنية، قطاع غزة، جاءت بغرض الاستعداد للتنافس على رئاسة المكتب السياسي للحركة خلفاً لخالد مشعل.

ورأى المحللون أن هنية سيشارك في الانتخابات الداخلية للحركة، التي يُعتقد أنها ستجري في شهر نيسان/أبريل من العام المقبل، مشيرين إلى أنه يمتلك حظوظا كبيرة بالفوز برئاسة الحركة، نظرا لما يمتلكه من تأييد داخل أُطرها.

وغادر هنية، مساء أمس الاثنين قطاع غزة، عبر معبر رفح المصري، متوجها إلى السعودية لأداء فريضة الحج، بحسب مصدر في حركة حماس.

لكن مصادر مقربة من حركة حماس قالت لوكالة الأناضول إن على هنية، أو أي قيادي آخر يرغب في تولي منصب رئاسة المكتب السياسي للحركة، أن يقيم خارج فلسطين كي يكون قادرا على التحرك بحرية وأن يتواجد في مكان آمن نسبيا بعيدا عن خطر الاستهداف الإسرائيلي.

وفي ضوء ذلك، تابعت المصادر ذاتها، وبما أنه من الصعب على هنية مغادرة غزة مجددا في ضوء القيود المصرية على حركة المسافرين في معبر رفح مع قطاع غزة وتوتر العلاقات بين القاهرة وحماس، فمن المرجح أن يبقى في الخارج لحين إجراء الانتخابات، كما أنه وفي حال انتخابه رئيسا لحماس، سيقيم في الخارج بشكل دائم.

وأعلنت حركة حماس في مطلع نيسان/أبريل 2013 عن انتخاب هنية، نائبًا لمشعل.

وتجري الانتخابات الداخلية لحركة حماس كل 4 سنوات، بطريقة سرية، ويتم خلالها اختيار أعضاء ورئيس المكتب السياسي، ولم يعلن حتى اليوم عن الأسماء المتنافسة على شغل تلك المناصب بشكل رسمي من جانب الحركة.

ويقول تيسير محيسن، المحلل السياسي، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إن مغادرة هنية قطاع غزة إلى الخارج تأتي أيضا تمهيدا لاختياره رئيسا لحركة حماس.

وأضاف محيسن أنه “من الواضح أن هناك توجهاً لدى حركة حماس لانتخاب هنية لرئاسة المكتب السياسي”.

ولا يحق لخالد مشعل، الذي يترأس حاليا المكتب السياسي لحركة حماس، بحسب قوانين ولوائح الحركة الداخلية، الترشح لولاية ثالثة.

وتوقع محيسن أن ينجح هنية في قيادة الحركة، والسير على خطى مشعل في زعامة حماس، مضيفا أنه “يتمتع هنية بقبول كبير في الداخل والخارج، وهو من الشخصيات القادرة على إثبات حضورها على صعيد العلاقات الدولية، وحشد الدعم السياسي والمالي للحركة”.

من جانبه، توقع طلال عوكل المحلل السياسي والكاتب في صحيفة “الأيام” الفلسطينية الصادرة من الضفة الغربية، هو الآخر أن يترأس هنية زعامة حركة حماس. وقال إن كثير من المؤشرات تدلل على نجاح هنية في أن يكون على رأس الهرم السياسي لحماس.

وتابع أن “شغله لمنصب نائب رئيس الحركة يؤهله نحو قيادة الحركة، كما أن تواجده في قطاع غزة، في الظروف السياسية المعقدة التي عاشتها الحركة داخليا وخارجيا، إضافة إلى ما يحظى به من قبول واسع لدى كثير من الأطراف الفلسطينية، وحتى خصومه، تجعلنا أمام زعيم جديد لحماس”.

وقد يترك هنية فراغا، كما يقول عوكل، في حال مغادرته بشكل دائم لقطاع غزة.  وأضاف أن “الحركة كتنظيم وكمنهج لن تتأثر، لكن بما كان يتمتع به هنية من صفات مهمة، كشخصيته الوحدوية الجامعة لكافة الأطياف، ستترك خلفها مساحات قد يصعب على الآخرين أن يكونوا بديلا عنها”.

وفي ذات السياق، يرى د. مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن هنية يسير بخطى واثقة نحو زعامة حماس.

ورأى أبو سعدة أن هنية، الذي تولى شؤون غزة وإدارتها بعد فوز حركة حماس في الانتخابات البرلمانية العام 2006، وسيطرتها عسكريًا على القطاع في العام 2007، استطاع أن يلعب دور “الزعامة” للحركة، ويكون ممثلها في كثير من المناسبات.

وينحدر هنية، الذي ولد عام 1963، لأسرة فلسطينية لاجئة، ويقيم في مخيم الشاطئ للاجئين والذي وُلد فيه، غرب مدينة غزة.

وحصل هنية على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، من الجامعة الإسلامية بغزة، وبدأ نشاطه السياسي داخل “الكتلة الإسلامية” الذراع الطلابية لجماعة الإخوان المسلمين، والتي انبثقت عنها لاحقًا حركة حماس.

وعقب إفراج إسرائيل عن مؤسس الحركة أحمد ياسين؛ عام 1997، شغل هنية منصب مدير مكتبه.

 

Breaking News