مسلسل “قلب الذيب” يثير موجة من الجدل و السخرية في تونس

25 أبريل 2020آخر تحديث :
مسلسل “قلب الذيب” يثير موجة من الجدل و السخرية في تونس

أثار مسلسل “قلب الذيب”، في حلقته الأولى، موجة من السخرية من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي “فيبسوك”، لجهة ما تضمّنته بعض المشاهد من أخطاء وصفت بأنّها “كبيرة”.

و اعتبر عدد من المعلّقين أنّ المسلسل تضمّن مشاهد مليئة بالأخطاء التقنيّة و الفنيّة، وفق تعبيرهم، معتبرين أنّ المشهد الأوّل يتعلق بنوعية اللباس و المظهر العصري الذي لا يتماشى مع الفترة التاريخية التي يتناولها المسلسل خلال الأربعينيات، قبل استقلال تونس.

أما المشهد الثاني، فهو يتمثّل في استخدام صورة عصرية للأرشيف، معتبرين أنّ هذه الصورة لا تتماشى مع نفس الحقبة التاريخيّة، وفق متابعين.

كما اعتبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي،أنّ المسلسل احتوى على مشاهد أخرى يبدو انها لا تتناغم مع الحقبة التاريخية، و عزوا هذه الأخطاء إلى عدم استعانة منتجي المسلسل بآراء عدد من المؤرخين لتفادي مثل هذه الأخطاء التي وصفوها ب”القاتلة”، لا سيّما بعد الجدل الذي أحدثه حول نزاع البث بين القناة الوطنية و قناة الحوار التونسي التي اتهمت منتجته خولة السليماني بتحويل وجهة بثه إلى القناة الوطنية الأولى (التلفزيون الرسمي).

و وقد تطوّر الجدل إلى القضاء بين قناة “الحوار التونسي” والقناة الوطنية الأولى، القناة الرسمية في تونس، بسبب إقدام منتجة مسلسل “قلب الذئب”، خولة سليماني، على بيع هذا العمل الدرامي للقناة الوطنية، بعد أن وقعت عقدا مع قناة الحوار التونسي الخاصة لبث المسلسل.

و اتّهمت محامية قناة “الحوار التونسي”، سنية الدهماني، منتجة مسلسل “قلب الذئب”، خولة سليماني، بالقيام بعملية احتيال على قناة “الحوار التونسي” بعد أن باعت المسلسل للقناة الوطنية الأولى، بمبلغ قُدّر بمليون و 900 ألف دينار (حوالي 650 ألف دولار) لبثه خلال شهر رمضان.

وأوضحت سنية الدهماني، أنّ قناة “الحوار التونسي” أبرمت عقدا مع خولة سليماني في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ومكنتها من معدات التصوير والأزياء الخاصة بالمسلسل والأضواء والدعاية التي انطلقت حتى قبل بداية تصوير المسلسل، مشيرة إلى أن قناة “الحوار التونسي” رفعت قضيّة جزائيّة بخولة سليماني.

في المقابل، نفت المنتجة خولة السليماني في تصريحات صحفيّة، وجود أيّ مشكل لها مع قناة الحوار التونسي.

وبخصوص مسلسل “قلب الذئب”، أكدت سليماني أنّ المسلسل بيع للتلفزيون الرسمي التونسي، مضيفة أنّ هناك التزاما مكتوبا وشفويا مع الممثلين والتقنيين وكامل الفريق الذي أنجز المسلسل، ومن العيب إنسانيا أن لا يتحصل كل العاملين والفريق على مستحقاتهم”.

وأوضحت سليماني أنها باعت المسلسل لتضمن حصول الممثلين على مستحقاتهم، في ضوء ما تردد عن وجود أزمة مالية في قناة “الحوار التونسي”، وفق تعبيرها.

و المسلسل الذي يُعدّ العمل الأول للمخرج الشاب بسام الحمراوي، هو من نوعية المسلسلات التاريخية، ويروي جانبا من تاريخ تونس الحديث ويعود إلى الفترة الممتدة بين آخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، وهي العشرية الأخيرة من فترة الاستعمار الفرنسي لتونس.

ويوثق المسلسل، مرحلة مهمة من تاريخ تونس، تلك المتعلقة بالمقاومة التونسية للاستعمار الفرنسي التي بدأت ظروفها تنضج مع نهاية أربعينيات القرن الماضي واندلعت فعليا في كانون الثاني/يناير 1952.

ويقول القائمون على العمل، إن المسلسل يفتح نافذة على تاريخ المقاومة التونسية، بمختلف مظاهرها، النقابية منها والشعبية، من خلال عمل (الفلاقة) وهي المجموعات المقاتلة التي تحصنت بالجبال والمناطق الوعرة في جنوب تونس ووسطها وعلى الحدود مع الجزائر.

ويكشف المسلسل، بحبكة درامية مظاهر الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي كانت تعيشه تونس خلال تلك الفترة.

الاخبار العاجلة