سلطت صحف عالمية صادرة يوم الإثنين، الضوء على عدد من الملفات، في مقدمتها نتائج زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، التي تحث بغداد على مواصلة العمل على الربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج العربي.
وتطرقت الصحف إلى الاحتجاجات الشعبية التي مازالت تشهدها بيلاروسيا، في سعي لإسقاط الرئيس، بالإضافة إلى التركيز على ما تشهده أوروبا من تزايد في تسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا.
ربط كهربائي يعزل إيران
وقالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية إن إدارة ترامب تحث العراق على المضي قدما في مشروع للربط الكهربائي مع السعودية ودول خليجية أخرى، في ظل الخطوات التي تستهدف تقليص اعتماد بغداد على الطاقة الإيرانية، بحسب مسؤولين أمريكيين وعرب.
وأضافت أن ”مشروع الربط الكهربائي كان موضع مباحثات مكثفة خلال الأشهر الأخيرة، وتمت مناقشته خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن الأسبوع الماضي“.
وأوضحت أن ”الأطراف تمضي قدما نحو التوصل إلى الاتفاق وتنفيذ بنوده، ما سيمثل تقاربا كبيرا بين العراق ودول الجوار“.
وقال وزير المالية العراقي علي علاوي يوم الجمعة إن ”المشروع يقترب من وضع اللمسات الأخيرة، كي يتم وضعه أمام الأطراف ذات الصلة“، مشيرا إلى أن شبكة الكهرباء العراقية يمكن أن ترتبط بنظيرتها في السعودية والكويت“.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزير الطاقة السعودي، تأكيده للاتفاق، وأنه ”يمضي قدما نحو مراحله النهائية، ويتضمن خيار الربط الكهربائي المباشر بين العراق والسعودية“، في الوقت الذي أكد فيه مسؤول بارز في إدارة ترامب ضرورة ربط شبكة الكهرباء العراقية بدول مجلس التعاون الخليجي، في ظل العمل القائم لتنفيذ هذا الهدف، حيث يعتبر الربط الكهربائي واحدا من بين العديد من مشروعات الطاقة التي يناقشها مسؤولون سعوديون وعراقيون حاليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن اختيار مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء في العراق، مع تشكيل الحكومة الجديدة، أدى إلى تحسن ملموس في العلاقات بين الجهود التي تبذلها بغداد لتحسين العلاقات مع جيرانها في الخليج.
ورأت ”وول ستريت جورنال“ أن هذه الجهود من جانب العراق توافقت مع رغبة الولايات المتحدة في عزل إيران، وتقليص اعتماد بغداد على الغاز والكهرباء من إيران.
وتابعت ”وول ستريت جورنال“ أن ”الربط الكهربائي بين العراق ودول الخليج يواجه تحديات، وسيكون العراقيون بحاجة إلى تحديث البنية التحتية الكهربائية، كي تكون قادرة على استقبال التدفق الكهربائي من نظام دول مجلس التعاون الخليجي، وفقا لتصريحات مسؤول غربي، حيث قال إن هذا العمل يمكن أن يستغرق عاما أو أكثر“.
متظاهرو بيلاروسيا يتحدون التحذيرات
طرحت صحيفة ”واشنطن بوست“ تساؤلا حول ما إذا كانت القوة الشعبية قادرة على إسقاط رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، بعد المظاهرات الحاشدة التي شهدتها البلاد خلال الأسبوعين الماضيين، للمطالبة بإسقاطه، عقب مزاعم واسعة النطاق حول تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية في البلاد.
وقالت الصحيفة في تحليل إخباري، إن المتظاهرين في بيلاروسيا تحدوا جميع التحذيرات الحكومية، وخرج ما يقرب من 250 ألف شخص للتظاهر في جميع أنحاء البلاد، حيث تجاوزت أعدادهم بمراحل حجم المظاهرات المؤيدة للرئيس البيلاروسي.
وأضافت: ”هناك زخم واضح في جانب المتظاهرين، مع الضغط المتصاعد على لوكاشينكو، الذي أدى زعمه المريب بتحقيق انتصار كاسح في انتخابات الرئاسة وحصوله على 80.1% من الأصوات إلى إيجاد ثغرات في شرعيته، وأصبح مستقبل نظامه معلقا بتساؤلات متشابكة: إلى أي مدى سيستخدم العنف في التمسك بالسلطة؟، وما هو حجم قوة الصمود التي تمتلكها حركة التظاهر؟، وما إذا كان لوكاشينكو يستطيع الاعتماد على موسكو؟“.
وتابعت الصحيفة: ”الحركة الاحتجاجية في بيلاروسيا تملك خصائص فريدة، فالمتظاهرون في بيلاروسيا ليسوا حتى الآن على الأقل منتسبين للثورات الملونة الموالية للغرب، التي اجتاحت أجزاء من الاتحاد السوفيتي السابق خلال الأعوام الأخيرة.. إنها ليست إعادة لسيناريو أوكرانيا في 2014، عندما أدت الثورة في كييف إلى وجود صدع في أوروبا، وإقحام موسكو في مواجهة مع بروكسل وواشنطن. حيث تصر المعارضة في بيلاروسيا على أن القضية ليست صراعا جيوسياسيا بين روسيا والغرب“.
كورونا يثير قلقا في أوروبا
قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، إن الارتفاع الحاد في أعداد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأسبوعين الأخيرين، وضع الحكومات الأوروبية في حالة تأهب قصوى، في ظل عودة المصطافين إلى المدن الكبرى، واستعداد المدرسين والتلاميذ لبدء العام الدراسي الجديد، بعد أشهر من التوقف.
وأضافت: ”ولكن القادة يسعون إلى تجنب إعادة فرض القيود المشددة على حرية الحركة، لأنهم يريدون عودة الاقتصاد للتعافي مرة أخرى بعد تعرضه لأعمق ركود من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية، حيث اختارت فرنسا السيطرة على الوباء بدلا من القضاء عليه بصورة كاملة، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه لا يوجد في الواقع مجتمع دون مخاطر“.
وأوضحت الصحيفة أنه ”قبل القفزة الأخيرة، فإن إجراءات الإغلاق الصارمة التي تم تطبيقها في أشهر الربيع الماضي أدت إلى تقليص انتشار كوفيد 19 في أوروبا، ولكن في إسبانيا على وجه الخصوص، فإن الفيروس يعود سريعا، حيث تم تسجيل 8 آلاف إصابة جديدة يوم الجمعة الماضي فقط“.
ونقلت عن معهد روبرت كوخ (مؤسسة الصحة العامة في ألمانيا) قوله إن الأعداد التراكمية للإصابات بفيروس كورونا خلال عدد الإصابات المسجلة بـ“كوفيد 19″ ارتفعت بصورة حادة خلال الأسبوع الماضي في الأقاليم الـ16 في ألمانيا، وهو تطور مثير للقلق، حيث ألقى المركز باللوم في ارتفاع الإصابات على التجمعات الأسرية، والحفلات، وعودة الشباب من العطلات.
وتابعت الصحيفة: ”ورغم ذلك، فإن بعض الخبراء يطالبون بالهدوء، ويقولون إنه من غير المتوقع العودة إلى معدل الوفيات اليومي، الذي وصل إلى ذروته في العديد من الدول الأوروبية خلال شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل.
وقال مارتن بلاشيه، عالم الأوبئة في مؤسسة ”تجارب الصحة العامة“، في باريس، إن الأرقام تشير إلى وجود 20 ألف إصابة جديدة في فرنسا يوميا، ومن بينهم الآلاف الذين تم تأكيد إصابتهم عبر الاختبارات، وذلك مقارنة بـ400 ألف إصابة يومية كان يتم تسجيلها في ذروة الوباء“.