تناولت صحف عالمية صادرة صباح اليوم الإثنين، العديد من الملفات، في مقدّمها تطورات فيروس ”كورونا“ وعودة إجراءات الإغلاق في العديد من دول العالم، كما تطرقت إلى المصير المجهول الذي ينتظر مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
وقالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية إن جائحة كورونا التي لا يمكن توقع تطوراتها تصل إلى مستوى مروّع من الضحايا في الولايات المتحدة، بعد تسجيل أكثر من 200 ألف حالة وفاة.
وأضافت ”تشهد 73 دولة حول العالم طفرة في عدد الإصابات الجديدة، مع تصاعد المخاوف في المناطق التي يقترب فيها حلول فصلي الخريف والشتاء“.
وأشارت إلى أن ”الوباء الذي تصاعدت أعداد الإصابات به في العديد من الدول، ثم تراجعت مرة أخرى مع عمليات الإغلاق، يصل الآن إلى مرحلة مضطربة، إذ يطرح ذلك تساؤلا مهما: هل تشهد دول مثل الولايات المتحدة تباطؤا في عدد الإصابات خلال الأشهر المقبلة، أو ستكون هناك موجة جديدة؟“.
ونقلت عن كاثرين درويسي، خبيرة الأمراض الوبائية، في مركز الصحة والعلوم بجامعة تكساس، قولها ”لا أحد يعلم ماذا سيحدث، لقد فاجأنا هذا الفيروس على العديد من الجبهات، وربما نتعرض للمفاجأة مرة أخرى“.
وتابعت الصحيفة ”في الولايات المتحدة، فإن عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا تتراجع أسبوعا بعد الآخر منذ نهاية يوليو/ تموز الماضي، بعد التفشي المروّع للوباء في الشمال الشرقي والجنوب والغرب، ولكن خلال الأيام القليلة الماضية ارتفع عدد الإصابات اليومية مجددا؛ ما يؤجج المخاوف مِن حدوث موجة جديدة للفيروس، مع فتح المدارس والجامعات، ودخول الطقس البارد، الذي يدفع الناس إلى الأماكن المغلقة؛ ما يؤدي بعلماء الأوبئة إلى الخوف من شتاء مدمر“.
وأشارت إلى أن الأوضاع الخاصة بالفيروس مقلقة إلى حد كبير في العديد من دول العالم، وعلى رأسها الهند التي تسجل 90 ألف حالة إصابة جديدة يوميا؛ ما أدى إلى تجاوز الإصابات حاليا حاجز الـ5 ملايين إصابة، في الوقت الذي يعود فيه الفيروس للانتشار مرة أخرى في أوروبا، حيث ساعدت إجراءات الإغلاق على كبح جماح الوباء خلال الربيع الماضي.
وأردفت ”عندما انتشرت موجة التفشي الأولى في العالم، فرضت الحكومات قيودا مشددة على التنقلات، وتم وضع ما يقرب من 4 مليارات شخص حول العالم فيما يشبه العزل المنزلي، في مرحلة ما من مواجهة الجائحة، ولكن معظم الدول تحاول الآن تجنّب العودة مجددا إلى تلك الإجراءات الحادة“.
6 أشهر صعبة تنتظر بريطانيا
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة ”تايمز“ البريطانية إن الحكومة البريطانية حذّرت من قيود إغلاق صعبة للغاية سيتم فرضها خلال الأشهر الستة المقبلة، إذ يستعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لإجراءات جديدة سيتم فرضها في البلاد لمكافحة الزيادة الأخيرة في عدد الإصابات.
وأضافت في تقرير أن ”كبار المسؤولين العلميين والطبيين سيقولون اليوم للشعب البريطاني إن بريطانيا تسير في الاتجاه الخطأ، وإنها الآن في مرحلة حرجة من مواجهة الوباء“.
وتابعت الصحيفة أنه ”من المتوقع أن يعلن جونسون المزيد من إجراءات الإغلاق خلال الأيام القليلة المقبلة، إلا أن هناك انقساما داخل الحكومة البريطانية حول مدى تلك الإجراءات، وريشي سوناك، السكرتير الأول لوزارة الخزانة، يعارض الإغلاق الكامل لقطاع الضيافة، وهو ما تم مناقشته خلال اجتماع الحكومة يوم الجمعة الماضي“.
ونقلت عن مصدر حكومي بارز قوله، إن كل الخيارات لا تزال مطروحة، وذلك قبل الاجتماع المقرر أن تعقده لجنة إستراتيجية كورونا غدا الثلاثاء.
ويأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه وزير الصحة مات هانكوك، إن بريطانيا تشهد نقطة تحول، وأشار إلى أن فرض إجراءات إغلاق جديدة في العاصمة لندن أصبح وشيكا.
وتابعت الصحيفة ”طالب الوزراء الشرطة والسلطات المحلية بتعزيز إجراءات إنفاد القانون ضد المواطنين الذين يخرقون قواعد الإغلاق، وتطبيق الصلاحيات الجديدة لفرض غرامة على من يتجاهل الحجر الصحي، وأبلغ المستشارون العلميون للحكومة البريطانية رئيس الوزراء بوريس جونسون أن اللقاح أو العلاج الفعال لفيروس كورونا لن يكون متاحا قبل الربيع المقبل، حسب أفضل تقدير؛ ما يعني أن أي إجراءات جديدة قد تستمر لمدة تصل إلى 6 أشهر“.
وقال المصدر الحكومي ”إنها صورة معقدة للغاية خلال الأشهر الستة المقبلة، وسوف تكون المهمة شاقة، هناك تفاؤل شديد مع حلول الربيع خلال العام المقبل، في ضوء التقدّم الذي يتم إحرازه في اللقاحات والأدوية المعالجة للفيروس، ولكن الأشهر الستة المقبلة ستكون صعبة للغاية، وسوف تكون هناك الكثير من الأمور الصعبة التي سيتم دراستها“.
أزمة أفغانستان
قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية إنه في الوقت الذي يلتقي فيه ممثلو الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في مباحثات السلام بين الطرفين، فإن الجانبين لا يزالان يتبادلان الهجمات الدموية في أفغانستان، ما أدى إلى مصرع العشرات.
وأضافت ”قتل 10 مدنيين على الأقل، ولقي 30 من عناصر طالبان مصرعهم يوم السبت في غارتين شنتهما طائرات الحكومة الأفغانية في إقليو قندوز الشمالي، وفقاً لتصريحات مسؤولين محليين، وقالت وزارة الدفاع إنه لا يوجد ضحايا مدنيين نتيجة الهجوم، ولكنها أعلنت فتح تحقيق في الواقعة أمس الأحد“.
وبينت أنه ”تم اغتيال مسؤولين محليين اثنين، من بينهما نائب رئيس الشرطة في إقليم باكتيكا يوم السبت، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، ولكن مسؤولين في الحكومة الأفغانية يعتقدون أن جماعات مسلحة على صلة بطالبان هي المسؤولة عن تلك الهجمات“.
ونقلت عن المتحدث باسم الحكومة الأفغانية في مباحثات السلام مع طالبان قوله إن استمرار العنف يمثل مصدر قلق كبير، وأشار إلى أن ”الوفد الحكومي سيطرح وقف إطلاق النار على أجندة المباحثات، لأن جميع المواطنين الأفغان يريدون تراجع العنف“.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن ”قادة طالبان أعلنوا أنهم سيوافقون على الهدنة في حالة الوصول إلى تسوية سياسية وحل القضايا العالقة، ما يعني أن إطالة أمد المباحثات سيؤدي إلى استمرار الهجمات الدموية“.