سلطت صحف عالمية صادرة صباح اليوم الأربعاء الضوء على أهم القضايا والملفات الطارئة على الساحة الدولية، إذ ناقشت آخر تطورات الأوضاع في العراق وتداعيات محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وسط تقارير تفيد بأن المسؤولين العراقيين يكافحون بشتى السبل للسيطرة على الميليشيات المدعومة من إيران.
وتناولت صحف أخرى تقارير تكشف تصاعد وتيرة عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الآونة الأخيرة في مختلف الأراضي المحتلة.
العراق في مرمى الميليشيات
ركز تقرير لصحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية على مكافحة العراق للسيطرة على الميليشيات المتحالفة مع إيران والتي يعتقد أنها مسؤولة عن الهجوم على رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، يوم الأحد الماضي.
ورأت الصحيفة أن ”هذه الميليشيات تعد بمثابة قوات شبه عسكرية تمارس نفوذا على الأمن والمؤسسات العراقية منذ أن ساعدت في هزيمة تنظيم داعش.. ويتصارع المسؤولون العراقيون بشأن كيفية احتواء هذه الميليشيات بعد هجوم بطائرة دون طيار على مقر إقامة الكاظمي سلط الضوء على التهديد المستمر الذي تشكله مثل هذه الجماعات“.
وأضافت الصحيفة ”يرى مراقبو الميليشيات في العراق وخارجه أنه بعد أن تعرضت أحزابها لهزيمة ساحقة في الانتخابات البرلمانية العراقية الشهر الماضي، ما ألقى بظلال من الغموض على دورها المستمر في البلاد، بعثت الميليشيات برسالة واضحة للغاية مفادها أنها مستعدة لإحداث الفوضى إذا لم يسمح لها بالمشاركة في تشكيل الحكومة المقبلة“.
وتابعت ”يمول الحرس الثوري الإيراني بعض الجماعات المسلحة في العراق ويدربها ويسلحها، لكن ما زال من غير الواضح مدى سيطرة طهران المباشرة على المسلحين.. ويقول مسؤولون إيرانيون إن البعض في طهران يخشون الآن من أن سلوك الميليشيات العراقية قد يقوض المفاوضات المزمعة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني“.
وأردفت الصحيفة ”ودليلا على الخوف الإيراني، سارع النظام إلى تفادي اللوم في الهجوم على الكاظمي واستنكره، وأرسل على الفور جنرالا بارزا في الحرس الثوري إلى بغداد أمس الأول الإثنين.. واعتبر دبلوماسي إيراني أن هذه الخطوة مفادها إيصال رسالة إلى واشنطن أنه لا علاقة لبلاده بهذه الهجمات“.
وذكّرت الصحيفة بالشغب الذي تقوده الميليشيات منذ تصويت الـ10 من أكتوبر، فهي ”تقاتل للحفاظ على نفوذها داخل الدولة وترهيب المسؤولين العراقيين لمنحها صوتا في الحكومة المقبلة. وقد قادت احتجاجات أسفرت عن اشتباكات مع قوات الأمن خارج المنطقة الخضراء الآمنة ببغداد يوم الجمعة الماضي؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة محتجين.. ويرى المراقبون أن قمع الميليشيات القوية أمر غير واقعي؛ ما يترك الحكومة العراقية بلا خيار سوى التفاوض معهم“.
واختتمت ”الجورنال“ تحليلها بالقول ”إن الهجوم على الكاظمي هو الأكثر جرأة حتى الآن من قبل الميليشيات المدعومة من إيران، على الرغم من أن بعض المراقبين قالوا إن الجماعات المسلحة تخاطر برد فعل عنيف.. ولكن إدانة سياسيين شيعة منهم زعيم كتلة تابعة لحركة الميليشيات للهجوم وممارسة مجموعة من القوى الأجنبية ضغوطا على الميليشيات لوقف التصعيد، تسلط الضوء على خوف وارتباك إيران“.
تصعيد العنف في الضفة الغربية
نقلت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية عن مجموعات لحقوق الإنسان أن حوادث العنف من قبل المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين تتزايد في وتيرتها ونطاقها، لتصبح جزءا رئيسا من حملة المستوطنين للاستيلاء على الأراضي في المنطقة التي احتلوها خلال حرب عام 1967.
وأضافت ”تؤكد الجماعات أن علاقات المستوطنين مع قوات الاحتلال أصبحت أوثق، وأنهم يتمتعون بإفلات نسبي من العقاب عندما يهاجمون الأبرياء من الشعب الفلسطيني وممتلكاتهم“.
وتابعت ”وفقا لأرقام نشرتها صحيفة هآرتس العبرية الشهر الماضي، كان هناك 363 حالة لجرائم كراهية من قبل يهود ضد فلسطينيين عام 2019 في الضفة الغربية المحتلة.. وارتفع ذلك إلى 507 في عام 2020، وفي النصف الأول من العام الجاري، كان هناك بالفعل 416 حالة“.
وأوضحت ”يؤمن الآباء المؤسسون لحركة المستوطنين – وقادتها الأساسيون حتى الآن – بأن أي ظهور لدولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة هو انتهاك لحقهم الذي يزعمون أنه مقدر إلهيا.. وبمرور الوقت، أصبح المستوطنون، بدعم من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، من أقوى القوى في المجتمع الإسرائيلي“.
وأردفت ”أما الفترة المضيئة في التوحش الاستيطاني فكانت في ظل الحكومات التي كان يرأسها اليميني بنيامين نتنياهو، إذ استمر التوسع الاستيطاني فيها بوتيرة سريعة، حيث شارك نتنياهو وقادة المستوطنين في الهدف ذاته المتمثل في إحباط قيام دولة فلسطينية.. وسمحت الحكومة للمستوطنين بخرق القانون الإسرائيلي ومواصلة العيش في البؤر الاستيطانية العشوائية غير المصرح بها رسميا، وحتى توصيلها بالمياه والكهرباء“.
واستطردت ”ومع الإطاحة بنتنياهو وقيام حكومة جديدة برئاسة نفتالي بينيت، المدير العام السابق للمجلس الذي يقود الحركة الاستيطانية، في يونيو الماضي، فإن وتيرة النشاط الاستيطاني تتجاوز حتى تلك التي كانت في فترة نتنياهو.. فعلى سبيل المثال، وافق مجلس التخطيط العسكري في الـ27 من أكتوبر الماضي على 3000 وحدة استيطانية جديدة، معظمها في عمق الأراضي المحتلة“.
وأشارت ”بينما تركز إدارة بايدن اهتمامها على حجم البناء الجاري، فإن تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين يزيد الأمور سوءا ويعيد الآمال في إقامة دولة فلسطينية إلى الوراء.. ويبرز العديد من التطورات في الزيادة الأخيرة في عنف المستوطنين: علاقة وطيدة على ما يبدو بين المستوطنين وقوات الاحتلال، وإفلات المستوطنين الذين يرتكبون أعمال عنف ضد الفلسطينيين من العقاب، وتحول طفيف في تكتيكات المستوطنين لتشمل المزيد من الأراضي.“
وذكرت المجلة الأمريكية ”يؤكد المدافعون عن حقوق الإنسان هذه الروايات بقولهم إن قوات الاحتلال يبدو أنها تتعاون مع المستوطنين، وإن ضباط أمن المستوطنات في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وهم موظفون حكوميون، لا ينزعون فتيل العنف عند وصولهم إلى مسرح الأحداث، ولا يضمنون احتجاز واعتقال المستوطنين العنيفين“.
وأضافت ”عامل آخر يؤدي إلى تفاقم التوترات هو تكتيك المستوطنين الجديد نسبيا للاستيلاء على مساحات أكبر من الأراضي من خلال إنشاء مزارع.. وقالت مصادر إنه تم إنشاء نحو 40 مزرعة في السنوات الأربع الماضية.. وعلى الرغم من أنها غير قانونية من الناحية الفنية بموجب القانون الإسرائيلي، إلا أن حكومة بينيت تسمح لهم بمواصلة العمل“.