البرغوثي لـ”صدى الإعلام”: تصفية القضية الفلسطينية خطر حقيقي يجب مواجهته

12 يناير 2017آخر تحديث :
البرغوثي لـ”صدى الإعلام”: تصفية القضية الفلسطينية خطر حقيقي يجب مواجهته

رام الله-صدى الإعلام- حوار رزان شقور تبذل القيادة الفلسطينية جهود داخلية حثيثة لترتيب الوضع الفلسطيني،وإنهاء الانقسام الداخلي، والعمل على وضع استراتيجية وطنية توافقية للخروج بحلول تحقق مصلحة المواطن الفلسطيني، كان آخر هذه الجهود بدء اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني يوم أمس في بيروت وبحضور غير مسبوق لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.

أما الجهود على المستوى الدولي، فكان آخر ثمارها قرار مجلس الأمن المدين للاستيطان في الضفة الغربية، إلا أن إسرائيل ما لبثت أن أكدت علانية أنها مستمرة بالاستيطان ولن تأبه بالقرار الدولي الصادر بحقها، مؤكدة على أن عهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيكون الحقبة الأكثر استيطانا في الضفة، وهو ما جاء على لسان مسؤولين في الحكومة الاسرائيلية كانت آخرهم وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شكد.

وفي حوار خاص لـ “صدى الإعلام” مع الأمين العام لحركة المبادرة الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي حول أبرز القضايا العالقة على الساحة الفلسطينية، أكد على أنه لا بد من التزام إسرائيل بتنفيذ شروط فلسطينية قبل البدء بأية مفاوضات وهي ” العمل على وقف الاستيطان بالكامل بما فيها القدس والضفة الغربية وفي كل مكان، وأن تعلن إسرائيل على موافقتها على إنهاء الاحتلال واحترام القرارات الدولية، بالإضافة إلى الإفراج عن كافة الأسرى”.

وتنظر حركة المبادرة الفلسطينية إلى المبادرة الفرنسية بعين الاهتمام، لأنها “عبارة عن إعلان لفشل الولايات المتحدة بسبب انحيازها لإسرائيل، وإعلان بأنه يمكن أن يكون هناك بديل أوروبي للدور الأمريكي الفاشل” على حد قول البرغوثي.

وتؤكد المبادرة على ضرورة بذل المزيد من الجهود على الصعيد الدبلوماسي الدولي من خلال “الانضمام فورا إلى كافة مؤسسات الأمم المتحدة، كمنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الغذاء العالمية”.

وحول الانقسام الداخلي الفلسطيني، يقول مصطفى البرغوثي “تتحمل كل الأطراف التي لا تقبل بمدأ المشاركة مسؤولية فشل المصالحة حتى يومنا هذا، وكل الأطراف التي لا تستيطع أن تغلب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الحزبية”، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

نبدأ بتعريف بسيط عن حركة المبادرة الفلسطينية لتذكير القارئ ؟ لماذا وجدت؟ متى؟ وما هو الهدف والرؤية الخاصة بها؟

حركة المبادرة هي حركة وطنية اجتماعية نشأت عام 2002، على يد مجموعة من المؤسسين مثل د. حيدر عبد الشافي، د. ادوارد سعيد، د. ابراهيم الدقاق وأنا وأشخاص كثيرين آخرين.

 الفكرة الأساسية منها كانت العمل والكفاح من أجل 3 أهداف رئيسية، أولا التحرر الوطني وإنهاء الاحتلال وكل منظومة الفصل والتمييز العنصري الاسرائيلية، الهدف الثاني هو تحقيق الديمقراطية الداخلية، باعتبار أن بناء الديمقراطية داخليا هو من أهم ضمانات تقوية الصف الفلسطيني، والهدف الثالث هو العمل من أجل العدالة الاجتماعية، وحقوق الناس في كل المجالات، خاصة حقوق الفئات المحرومة والفقيرة والمهمشة.

 كان للمبادرة عدة إسهامات، من أبرزها دورها في استنهاض المقاومة الشعبية، وخاصة مقاومة جدار الفصل العنصري، والمشاركة الفعالة منذ لحظة تأسيسها حتى اليوم في كل أنشطة المقاومة الشعبية والدعوة لها، وكان لها الدور في بناء والدعوة لحركة المقاطعة، وفرض العقوبات على إسرائيل، فحتى الآن قامت المبادرة بـ 5 حملات كبرى من أجل المقاطعة وحققت نجاحات، طبعا هي جزء لا يتجزأ من حركة المقاطعة العالمية.

ومن أهم شعارات وأهداف حركة المبادرة وأهم ما عملت من أجله، هو الوحدة الوطنية، وبالتالي استطاعت بحكم استقلالية موقفها وحرصها على الوحدة، خاصة استقلالها عن حركتي فتح وحماس، استطاعت دائما أن تلعب دور وسيط وناشط في  إطار جهود المصالحة والوحدة الوطنية سواء كانت في جهود المصالحة التي قامت بها والتي أدت إلى تشكيل أول حكومة وحدة وطنية عام 2007، أو فيما تلا ذلك من لقاءات وما سبقها في القاهرة من إنجاز اتفاق الدوحة، أو ما تبعها من لقاءات في عام 2011، أو ما جرى في نيسان 2014 من إعلان الشاطئ، وما زالت المبادرة تقوم بنفس الدور وتسعى لنفس الهدف وهو تحقيق المصالحة والوحدة.

تمتاز المبادرة بأنها تقف ضد أي شكل من أشكال التعصب الحزبي أو التنظيمي أو الفئوي أو العشائري، فنحن نؤمن أن من حق الشعب الفلسطيني أن يكون فيه تعددية سياسية، ومن حق الحركات السياسية أن تعمل بأشكال ورؤى مختلفة، ولكن لا يجوز بأن يكون هناك تعصب تنظيمي بأي شكل من الأشكال، وبرأينا أن هذه الرؤية هي الصحيحة.

وأخيرا المبادرة قدمت رؤيتها الاستراتيجية الوطنية البديلة ، نحن معارضون لاتفاق أوسلو، ونعتبر أنه فخ نصب للجانب الفلسطيني، ولم يكن يجب أن يوقع دون وقف شامل للاستيطان ودون معرفة ما هي النتيجة النهائية، بمعنى لا يجوز توقيع اتفاق جزئي وانتقالي دون أن تكون النتيجة النهائية معروفة، كما أنه جرى توقيع الاتفاق بشكل غير متوازن، بمعنى الجانب الفلسطيني اعترف بإسرائيل في حين أن إسرائيل لم تعترف بفلسطين، وحتى الاعتراف بإسرائيل تم بدون أن تحدد إسرائيل حدودها، لذلك نحن نعتقد بأنه بالطبع كان هناك مراهنة على المفاوضات، وعلى الدور الأمريكي، لكن الحياة أثبتت أن هذا الأمر لم ينجح، وبالتالي نحن اليوم بحاجة إلى استراتيجية وطنية بديلة، ونحن نؤمن أن نقطة المدخل لتغيير الوضع هو تغيير ميزان القوى على الساحة الفلسطينية.

ما هو الأمر الناجع من وجهة نظر المبادرة من أجل الخروج من المأزق الفلسطيني؟

يجب اتباع استراتيجية تجمع بين 5 عناصر، العنصر الاول المقاومة الشعبية الواسعة بكل الأشكال الممكنة، ونحن جربنا أشكال مختلفة، من المظاهرات إلى هدم الجدار واختراقه إلى بناء قرى المقاومة مثل باب الشمس وأحفاد يونس والنواطير وغيرها إلى سفن كسر الحصار على غزة التي شاركنا فيها أيضا، إلى المقاطعة الشاملة للبضائع الإسرائيلية، ونحن مع أي شكل من أشكال المقاومة، ولسنا ضد أي شكل محدد ولكن نرى أن الشكل الأكثر فاعلية وتأثيرا هو المقاومة الشعبية.

 العنصر الثاني هو حركة المقاطعة وفرض العقوبات، خاصة على الصعيد الدولي (BDS)، أما العمود الثالث هو دعم صمود الناس، خاصة الفئات المعرضة للتهجير، والمهددة بالاستيلاء على أراضيها، ورابعا ضرورة العمل على إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وتشكيل قيادة وطنية موحدة تجمع بين وحدة القرار الكفاحي ووحدة القرار السياسي.

وأخيرا إعادة بناء التكامل بين مكونات الشعب الفلسطيني، في أراضي الـ 48 أو في الاراضي المحتلة أو في الخارج، وهذا التكامل كان موجود في فترة من الفترات ولكن ضاع بعد اتفاق أوسلو.

 ضمن هذا الاطار لا بد من إعادة تفعيل وتطوير م.ت.ف. وهذا يعني إجراء انتخابات، وبالتالي فتح الأبواب لجيل الشباب للمشاركة في العمل الوطني والقيادي، ونحن برأينا آن الأوان لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني.

نحن نرى أن المؤتمر السابع هو ممهد للانتخابات الرئاسية، كما أننا استأنا من تأجيل الانتخابات البلدية، ونرى أن التأجيل لم يكن مبررا على الإطلاق، ونأمل أن يستعاد حق الناس في الانتخاب الديمقراطي لأنه بدون اعتماد رأي الناس في الانتخابات تتأثر الشرعيات وتتآكل، ولكن أيضا من المهم أن يكون لدينا برنامج وطني مشترك، نظرا لوجود أزمة حقيقية، فاليوم إسرائيل تستفحل في الاستيطان، ومن الواضح أن خطة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هو التهام الضفة الغربية، وبالتالي يجب أن يرتقي النضال الفلسطيني إلى رؤية جديدة مختلفة عن سابقاتها.

ما هي رؤيتكم للإستيطان، ما هو المطلوب من أجل مواجهته في الضفة الغربية والقدس، خاصة وأن إسرائيل فور فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، شرعت بشكل صارخ بالمصادقة على بناء مزيد من المستوطنات وتشريعها لقوانين تشرعنه؟

الاستيطان وحش تستخدمه الحركة الصهيونية في الضفة الغربية لتكرار ما فعلته في أراضي الـ 1948، شخصيا أؤمن أن الحركة الصهيونية لم تتغير قيد أنملة، وكل الاتفاقات التي تعقدها هي مجرد ذر الرمل في العيون أو لتفتيت الكفاح الوطني أو لخلق انقسامات وطنية فلسطينية، فاتفاق أوسلو لم يكن سوى وسيلة من أجل إحباط ما حققته الانتفاضة الأولى وامتصاص نتائجها وإثارة انقسام داخلي في صفوف الفلسطينيين، فالاستيطان لا يمكن أن يتوقف إلا إذا غيرنا ميزان القوى وجعلنا الاحتلال خاسر، أيضا إذا جعلنا تكاليف الاستيطان والاحتلال أعلى مما تستطيع إسرائيل تحمله وذلك من خلال كافة الوسائل التي ذكرتها سابقا.

مثلا خسرت إسرائيل في العام 2015 بسبب حملة مقاطعة بضائعها حوالي 36 مليار دولار، وهو ليس بالشيء القليل، فلو كان هناك انضواء للمقاطعة من قبل الكل لكنا حققنا المزيد من الخسائر لإسرائيل، أيضا بأسلوب دعم صمود الناس في مواجهة الاستيطان، لا بد من إعادة النظر في كل الأمور، فنحن بحاجة إلى برنامج ورؤية جديدة وموحدة، وهذا يتطلب أن يكون حصيلة البرنامج ناتج عن حوار بين كل القوى الفاعلة والمؤثرة على الساحة الفلسطينية سواء كانت قوى سياسية أو مؤسسات مجتمع مدني أو غيره.

لنتحدث عن عملية السلام، ما هي الشروط الفلسطينية من وجهة نظركم للموافقة على الانخراط في عملية سلمية جديدة مختلفة عن السابق ؟

هناك 3 شروط لها، الشرط الأول العمل على وقف الاستيطان بالكامل بما فيها القدس والضفة الغربية وفي كل مكان، وأن تعلن إسرائيل على موافقتها على إنهاء الاحتلال واحترام القرارات الدولية قبل أن ندخل في مفاوضات، بالإضافة إلى الإفراج عن كافة الأسرى، بحيث نقول بأننا لن نفاوض إلا إذا تحققت الشروط، وبدونهم لا داعي لدخول المفاوضات.

لكن مع ميزان قوى مختل لن تحصل مفاوضات مجدية وإن حصلت هذه المفاوضات لن تكون مجدية، لذلك قبل أن نتحدث عن مفاوضات، بعد 23 عام من المراوحة في دائرة المفاوضات آن أوان تغيير ميزان القوى، وهناك وسائل عديدة ومهمة غير التي ذكرتها سابقا، فهناك وسيلة المقاومة الدبلوماسية والمقاومة السياسية، نحن لم نستخدم كافة إمكانياتنا، نحن نستيطع غدا أن نحيل قضية جرائم الحرب الثلاث لمحكمة الجنايات الدولية وهي حالة لم تحدث حتى الآن على الرغم من وجود قرار من اللجنة العليا بضرورة أن تتم الإحالة ، أيضا نستطيع أن ننضم إلى مؤسسات الأمم المتحدة كلها ونحرج إسرائيل والولايات المتحدة التي تدعمها.

اليوم هناك محاولة للتعتيم على القضية الفلسطينية، ونتنياهو لا يخفي مقاصده عندما يقول ” كان السلام مع الفلسطينيين شرطا للسلام مع العرب، الآن أصبح بالإمكان تحقيق السلام مع العرب بدون سلام مع الفلسطينيين”، وهذا أمر خطير جدا لأن هذا يعني أنه يحاول أن يلتف علينا وأن يعزلنا، وبالتالي لا بد أن يكون لنا حراك سريع وفعال يمنع تهميش القضية الفلسطينية.

لو نظرنا إلى المبادرة الفرنسية والجهود الحثيثة التي تقوم بها فرنسا لعملية السلام، ما أهمية هذه المبادرة والمؤتمر الدولي للسلام، وما الجدوى منه سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الفلسطيني ؟

أهمية المبادرة الفرنسية تأتي من أنها عبارة عن إعلان لفشل الولايات المتحدة بسبب انحيازها لإسرائيل، وإعلان بأنه يمكن أن يكون هناك بديل أوروبي للدور الأمريكي الفاشل، لكن تم تعطيلها، فيجب أن لا نبالغ في ما تستطيع أن تحققه المبادرة، فالفرنسيين أنفسهم يقولون بأننا لا نستيطع أن نتقدم خطوة إلى الأمام لأن إسرائيل والولايات المتحدة رافضة للمبادرة.

فرنسا أدت خدمة في أنها كشفت فشل الدور الأمريكي، وفشل دور الرباعية، وهو أمر إيجابي في هذه المبادرة، لكن برأيي أن الخطوة التالية بأن تنفذ فرنسا ما وعدت به، وهو أنه في حال إفشال المؤتمر الدولي، وهو ما سيحدث، ستقوم بالاعتراف بفلسطين، وعندها يمكن أن تنجر وراءها بعض الدول الأوروبية، وهذا سيساهم بشكل جزئي في تغيير ميزان القوى.

أعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة قد حكمت على المؤتمر الدولي بالفشل، وهناك دول أخرى غير متحمسة له بسبب حساسيتها من فرنسا في مواقع أخرى، لكن في الجوهر يجب أن يكون مؤتمر فرنسا كما يقول البعض بأنه مجرد لقاء دولي من أجل بدء مفاوضات ثنائية من جديد، لأن هذا الأمر فاشل، ولا يمكن له أن ينجح، لأن حكومة إسرائيل الحالية لا يمكن لها أن تتفاوض معنا على شيء ينتج شيء، فحكومة نتنياهو لديها هدف واحد وهو ضم وتهويد الأراضي المحتلة، لذلك التفاوض معهم غير ناجع، عنوان المرحلة الآن ليس التفاوض وإنما العمل على مقاومة الاحتلال وتغيير ميزان القوى، وبعض الناس يجدون صعوبة في ذلك لأنهم اعتادوا على وضع ما كان قائم سابقا، واعتادوا على المفاوضات.

ما هو مستقبل المبادرة الفرنسية بعد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة؟

أنا لا أتوقع للمبادرة الفرنسية نجاح، فهم عملوا على دفنها، فلم يعد للفرنسيين سوى وقت محدود وبعدها تبدأ الانتخابات في فرنسا، لذلك أفضل شيء يمكن أن ينتج عن المبادرة الفرنسية الآن هو أن تقوم فرنسا إلى جانب عدد من الدول بالاعتراف بفلسطين كعقاب لإسرائيل أو كوسيلة لحماية قيام دولة فلسطينية مستقلة، وعمليا هو نوع من فرض الأمر الواقع المعنوي مقابل منع الأمر الواقع الذي تحاول إسرائيل إنشاءه على الأرض.

في حال فشل المبادرة الفرنسية، ما هو البديل عنها لإقامة السلام؟

لا بديل سوى أن تتبنى منظمة التحرير نهج بديل آخر، وأن تركز على الوضع الداخلي والعمل على استعادة الوحدة بحيث نظهر أمام العالم كقيادة وطنية موحدة ببرنامج وطني موحد.

هناك حراك فلسطيني سياسي ودوبلوماسي كبير على الساحة الدولية كيف تنظرون إلى هذا الحراك وما هو تقييمكم لما تم انجازه خصوصا بعد حصول فلسطين على العضوية في الامم المتحدة ؟ وما هي اهمية هذا التوجه بنظركم ؟

هو حراك جيد إلا أنه غير كافي، لأنه لم يبذل بعد كل ما يجب بذله، فكما قلت يجب الانضمام فورا إلى كافة مؤسسات الأمم المتحدة، كمنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الغذاء العالمية، هذا محرج بالنسبة لأمريكا، لأننا إذا ما انضممنا لها ستقطع المساعدات عنها وهي لا تستطيع أن تقطع المساعدات عن منظمة الصحة العالمية على سبيل المثال، فعندها ستضطر أن تعترف بنا كدولة كاملة الحقوق، ولنذهب إلى مجلس الأمن ونحصل على الفيتو، ما المشكلة.

لكن ما الفائدة من الذهاب إلى الأمم المتحدة إذا كنا سنحصل على الفيتو؟

الفائدة أننا نكون قد وضعنا القضية الفلسطينية على طاولة الأمم المتحدة مرة أخرى، نحن حصلنا على 20 فيتو من قبل، عندما كان د. ناصر في الأمم المتحدة، فيتو آخر لن يضرنا.

هناك أخطار جمة تواجه القضية الفلسطينية في ظل الأحداث التي يمر بها العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص كمواجهتها لخطر التغييب، كيف يمكن إعادة القضية إلى سلم أولويات العالم؟

إذا كنا نريد البحث عن ذرائع، فهناك الكثير منها، ولكن أنا لا أرى أن الوضع العربي القائم هو سبب في أن لا نقوم نحن بواجبنا بأسرع وقت ممكن، النظرة يجب أن تكون كفاحية، فلن ينقذنا إلا اعتمادنا على نفسنا، فالوضع المحيط بنا ليس بالأمر الجديد، فيجب علينا أن نكون فاعلين وأن نستثير الناس بأنشطتنا وعملنا.

فيما يتعلق بالمصالحة عام جديد ينتهي ولم تتم، لمن تحملون المسؤولية المباشرة ؟ وما هو المقترح من قبلكم للخروج من المحاولات العقيمة والتقليدية لانهاء الانقسام ؟

تتحمل كل الأطراف التي لا تقبل بمدأ المشاركة مسؤولية فشل المصالحة حتى يومنا هذا، وكل الأطراف التي لا تستيطع أن تغلب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الحزبية، وبرأيي أن هناك 3 قواعد وشروط لتحقيق المصالحة، أولا القبول بمبدأ الشراكة، بحيث لا ينفرد حزب لوحده قيادة الساحة الفلسطينية، وثانيا مبدأ الديمقراطية، أي يجب إعطاء الشعب حقه في الانتخاب الحر، فلا يحق لأحد أن يختار بالنيابة عن الشعب، ولذلك الانتخابات هي جزء أساسي، أما ثالثا، من خلال العمل الجبهوي، فبغض النظر عن نتائج الانتخابات، وإن كنت لا أتوقع بأن يحصل أحد على أغلبية مطلقة، وإن حصل هذا الأمر دائما يجب أن تؤدي الانتخابات إلى حكومة وحدة وطنية، ويجب أن تؤدي إلى تآلف الجميع داخل قيادة موحدة، وهو ما أقصده بالعمل الجبهوي.

إن أبسط شيء يمكن عمله من أجل الخروج من هذا المأزق هو إجراء الانتخابات ودخول حماس والجهاد الاسلامي إلى م.ت.ف كقيادة موحدة كما هو حال باقي القوى الأخرى، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية فورا من كل القوى الفلسطينية الفاعلة، والعمل على الإعداد للانتخابات وإعادة تفعيل المجلس التشريعي على أساس الاتفاق الذي قمت شخصيا بصياغته ووقعت عليه كل من حركتي فتح وحماس، وينص على أن المجلس التشريعي سيعود للانعقاد على أساس أن قراراته لن تؤخذ إلا بالتوافق.

هناك تغيرات كثيرة تحدث على الساحة الفلسطينية الداخلية وعلى الساحة الخارجية، بحسب متابعتكم لمجريات الأحداث، إلى أين نحن ذاهبون؟

الوضع خطير جدا، نحن نواجه خطر حقيقي وهو تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يجب التصدي له على الفور، صحيح أن السياسة الأمريكية كلها منحازة لإسرائيل، ولكن ترامب يفوق كل من سبقه في التحيز، نحن نتحدث عن نقطتين خطيرتين جدا، النقطة الأولى وهو الحديث عن القدس كعاصمة موحدة لإسرائيل، وهذا خرق للقانون الدولي، والنقطة الثانية هو الحديث عن أن الاستيطان ليس عقبة أمام السلام، هذا يعني أنه حتى المجاملة للقانون الدولي التي كانت موجودة سابقا قد اختفت مع إدارة ترامب، فالأمر خطير، وهناك استغلال إسرائيلي لها، فالحركة الصهيونية تستغل انشغال العرب بمشاكلهم وتلعب على وتيرة إنشاء علاقات مع كل دول العالم، حتى مع أصدقائنا الذين كانوا يقفون معنا ، لذلك يجب أن نكون يقظين ولن نستطيع أن نخرج من هذا الوضع إلا إذا انهينا الانقسام ووضعنا المصالح الفئوية جانبا وركزنا على ما يجمعنا.

الاخبار العاجلة