نتنياهو سيطالب ترامب بربط دعم الفلسطينيين بمزيد من التنسيق الأمني

13 فبراير 2017آخر تحديث :
نتنياهو سيطالب ترامب بربط دعم الفلسطينيين بمزيد من التنسيق الأمني

رام الله-صدى الإعلام-13-02-2017-يصل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو غدا الثلاثاء (14 شباط الجاري) إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب يوم الأربعاء و”كله أمل في أن تترجم الروح الدافئة والمودة الخاصة التي تحكم علاقة الرجلين (ترامب ونتنياهو) إلى سياسة متسقة بأولوياتها وامتيازاتها وقلقها المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل”، بما يفضي ليس فقط إلى تشابه استراتيجي، بل أيضاً بتنفيذ عملي لهذه الإستراتيجية في الشرق الأوسط والساحة الدولية بحسب مصدر مطلع في واشنطن.

يشار إلى أن نتنياهو وتحالف الليكود اليميني (وقطاعات واسعة من النشطاء الإسرائيليين) وقفوا بشكل صريح وسافر إلى جانب ترامب أثناء حملة الانتخابات، خاصة وأن الملياردير اليهودي الأميركي الملقب بملك القمار شلدون آدلسون لعب دوراً كبيراً بتمويل حملة ترامب والضغط على الحزب الجمهوري، بإلغاء الإشارة في بيان الحزب الجمهوري في مؤتمر الحزب بمدينة كليفلاند (18-21 تموز 2016) حول حل الدولتين واستبدال اسم الضفة الغربية المحتلة بـ “الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل” وحقها في البناء والتوسع بهذه المناطق.

في المقابل أظهر ترامب خلل الحملة دعماً قويا وواضحا لنتنياهو وحلفائه في إسرائيل، بما في ذلك دعم المستوطنات الإسرائيلية المتزايدة في الضفة الغربية، والتعهد بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس إلى جانب تعهده المستمر بتمزيق الاتفاق النووي الذي وقعته الولايات المتحد والدوال دائمة العضوية الأربع الأخرى في مجلس الأمن الدولي وألمانيا مع إيران في صيف عام 2015 .

كما ألمح ترامب إلى أنه قد “يعكس” عقودا من سياسة الولايات المتحدة (جمهورية أو ديمقراطية) بالتخلي عن السعي للحصول على ما يسمى حل الدولتين، الذي ينص على قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل تتعايشان بسلام.

وطالما روج حزب الليكود الإسرائيلي وحلفاؤه في العاصمة الأميركية واشنطن إلى أن العلاقة بين الرئيس السابق باراك أوباما ونتنياهو كانت مشوبة بالتوتر وعدم المحبة، بسبب توقيع الاتفاق النووي مع إيران ورعاية الولايات المتحدة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وأخيراً امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن 2234 الذي اعتبر الاستيطان غير شرعي، علما أن كافة الدلائل تشير إلى أن إدارة أوباما كانت الأكثر دعما لإسرائيل من أي إدارة سابقة، الامر الذي توجته بالتوقيع على 40 مليار دولار مساعدات لإسرائيل خلال السنوات المقبلة.

وعلمت “القدس” دوت كوم أن نتنياهو قادم إلى واشنطن وفي جعبته مجموعة من الاقتراحات المحددة، بشأن العلاقات المقبلة مع إيران، ومن ثم بشأن “عملية السلام”.

وبالنسبة للملف الإيراني، علمت “القدس” دوت كوم أن إدارة ترامب أبلغت نتنياهو وحكومته إثر تسلمها السلطة يوم 20 كانون الثاني الماضي أن “إلغاء الاتفاق النووي الإيراني ليس بالأمر السهل، خاصة وأنه حتى لو انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، وهذا من حقها بحسب بنود الاتفاق، فمن غير المحتمل أن تحذو حذوها الدول الخمس الأخرى التي وقعت الاتفاق مع إيران”.

ويبدو أن رئيسة وزراء بريطانيا تيريسا ماي أخبرت نتنياهو بذلك وجهاً لوجه الأسبوع الماضي، فيما حاول نتنياهو جاهداً “تفادي بحث المستوطنات والتركيز على ضرورة تشكيل تحالف بريطاني أميركي عربي سني ضد إيران”.

وبالتالي فإن نتنياهو “قادم باقتراحات بديليه لتمزيق الاتفاق، مثل فرض المزيد من العقوبات على إيران، ووضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، والحد من الدور الإيراني في العراق وسوريا، وضمان عدم وصول أسلحة أو معدات أو مساعدات إلى الحوثيين في اليمن عبر باب المندب، وتفتيش السفن الإيرانية إذا اقتضى الأمر لضمان انحسار الأثر الإيراني في اليمن” والأهم، وفق المصدر “تشكيل ترتيبات أمنية معززة بين الدول العربية السنية في منطقة الخليج وإسرائيل بإشراف أميركي”.

وسيعمل نتنياهو خلال لقائه الأول مع ترامب على إقناعه بان “الوسيلة لتحقيق سلام إسرائيلي فلسطيني يجب أن تتم عبر تحالف إسرائيلي عربي سني يضطر الفلسطينيين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بمطالب معقولة”.

وبهذا الصدد “يحمل نتنياهو معه فكرة تقوم على اعطاء الفلسطينيين بعض الامتيازات، خاصة في المجال الاقتصادي من خلال فتح مجال تطور اقتصادي فلسطيني في المنطقة ج بالضفة الغربية، مقابل إعلان إسرائيل ضم المستوطنات (الكتل الاستيطانية الكبيرة) ، مقابل وقف الاستيطان في عمق الضفة الغربية”.

وكان الرئيس الأميركي ترامب قال في مقابلته مه الصحيفة الإسرائيلية اليمينية “يسرائيل هايوم” التي يملكها صديقه شيلدون آدلسون “إن المستوطنات لا تساعد على السلام، خاصة وأنها كلما كبرت تقل الأرض (التي من المفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية)”.

كذلك سيلح نتنياهو في لقائه مع ترامب على “ربط المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية وربطها اولا بتعزيز التنسيق الأمني وثانيا بوقف التحريض ضد إسرائيل، وثالثا بتراجع الفلسطينيين عن مساعيهم على الساحة الدولية فيما يتعلق بمحاولتهم الانضمام إلى منظمات الأمم المتحدة المختلفة”.

من جهتها أشارت مصادر في السلطة الفلسطينية أنها تلقت وعداً باتصال سيقوم به الرئيس ترامب مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد انتهاء لقاءاته مع نتنياهو.

“القدس” دوت كوم- سعيد عريقات

الاخبار العاجلة