إسرائيل عاجزة ان تكون شريك سلام

14 يونيو 2017
مقالات مروان طوباس جنين

بقلم: يحيى رباح – الحياة

وهكذا تندفع إسرائيل اندفاعات خطيرة غير محسوبة النتائج، وهذه الاندفاعات تؤكد انه لا يوجد اليوم في إسرائيل من يستطيع ان يكون شريكا في السلام مع الفلسطينيين، البعض من النخب السياسية يلحق دون وعي ودون إرادة بركب اليمين المتطرف الذي دأب على محاولة تحويل الخرافات الى حقائق، وهذا موضوع خطير يؤدي الى اوخم العواقب، ويقضي على كل المبادرات المطروحة لتحقيق السلام عبر دولتين تعيشان جنبا الى جنب باحترام متبادل للحقوق والواجبات، واهم هذه المبادرات اختيار الشعب الفلسطيني في ظل قيادته الشرعية موقفا حاسما ضد الإرهاب بكل اشكاله، واهم المبادرات أيضا هي المبادرة العربية التي تعرض على إسرائيل تطبيعا شاملا وعلاقات طبيعية في حال الجنوح الى حل شامل يعطي الفلسطينيين حقوقهم وأهمها حقهم في الحرية والاستقلال وإقامة دولتهم المكفولة بالقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية، واهم المبادرات أيضا الجهد الدؤوب الذي يبذله الرئيس الأميركي دونالد ترامب للوصول الى هذا الحل.

وعجز إسرائيل عن ان تكون شريكا في السلام، يتجسد بشكل واضح في سلوك سياسي شاذ غير ممكن الاحتمال، مثل الاستمرار في الاستيطان مع موجة استفزازية، والتفاخر بهذا الاستفزاز كما ورد على لسان وزير الدفاع افيغدر ليبرمان من حزب إسرائيل بيتنا الذي قال فيه انهم يعدون مشاريع استيطانية هي الأكبر منذ عام 1992، بل ان اخر هذه الاستفزازات الاسرائيلية الحمقاء وصلت الى حد محاولة الاستيلاء على مخصصات الاسرى والشهداء عبر خصمها مباشرة من الأموال الفلسطينية التي تجبيها إسرائيل مباشرة نيابة عن السلطة الوطنية لقاء دفع تكاليف الجباية وهي المعروفة بالمقاصة، والمطالبة بإلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “اونروا”، وتحويلها الى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، واستمرار مداهمات الأقصى وغلق ابوابه، وإعطاء تشجيع من حكومة نتنياهو للارهاب اليهودي ومنظماته مثل شباب التلال وجماعة تدفيع الثمن وغيرها، واضح ان نتنياهو على رأس اليمين المتطرف يحاول في هذه الاثناء سد الطريق الذي يمر منه السلام، وقطع الطريق مسبقا امام مبادرات ترامب وصفقاته السلمية التي يراها قابلة للنجاح، وإظهار ان ترامب الذي يبدو ناجحا جدا في تحالفاته العربية والاسلامية، وناجح جدا في الأجواء التي يراكمها في أوروبا، عاجز عن فعل أي شي امام إسرائيل.

هناك تخوف في إسرائيل من ردة فعل قوية ضد هذه السياسات والممارسات الإسرائيلية، ولكن حتى في النخب السياسية الإسرائيلية هناك خوف شديد، فكل من يقول كلمة ضد هذه الممارسات فيهم خائن لإسرائيل والصهيونية، فإلى أين يقود ذلك كله؟، انه لا يقود الا لطريق واحد وهو الانفجار، لأن إسرائيل عاجزة عن الاستمرار في الحياة دون الاحتلال الذي هو اقذر الأفعال واشدها جريمة في حق الشعوب، وعلى المجتمع الدولي الا يقبل هذه الممارسات الإسرائيلية، وان يلزمها بالحد الادني بحيث لا تكون وحدها معتمدة على شذوذها الذي فاق كل الحدود.

Breaking News