مصر العزيمة

26 نوفمبر 2017آخر تحديث :
مصر العزيمة

كلمة الحياة الجديدة

أفزعتنا وروعتنا العملية الإرهابية الإجرامية ضد مسجد الروضة شمال سيناء، عصرت قلوبنا وأدمعتها ألما وتفجعا، لا لعدد الضحايا الشهداء الذين سقطوا بسببها، وجميعهم كانوا في الصلاة الجامعة فحسب، وإنما لأنها أيضا ضربت أبسط القيم الدينية والاخلاقية والإنسانية، وجعلت من الجريمة بأحط وأبشع صورها عنوانا للوضع العربي الراهن…!! أكثر من ثلاثمئة شهيد سقطوا بضربة كراهية وجهل وتطرف وعمى واحدة..!! لصالح من جريمة من هذا النوع والمستوى، إن لم تكن لصالح أعداء سماحة الإسلام ووسطيته الرشيدة أولا، ولصالح أعداء الأمة العربية ثانيا وثالثا وعاشرا، الأعداء الذين لا يريدون لها مستقبلا كريما بين الأمم، أصحاب مخططات التدمير والتقسيم والشرذمة والعدمية، الذين يرون في مصر العروبة حصنا وعاصمة لعرب النهضة والتفتح، وحاضنة لمشاريع المستقبل، فيتوهمون انهم بجريمة الارهاب، سينالون من عزمها في حربها العادلة ضد الإرهاب والتي تواصلها اليوم نيابة عن العالم أجمع.

نعم لصالح من يذبح الإسلام بأبنائه وهم على سجادة الصلاة، على هذا النحو الفاحش العنيف..؟؟ ليس هذا سؤالا بقدر ما هو تأكيد على ارتباط جماعات الإرهاب الدموية بمخططات أعداء الأمة، بل وعمالتهم لأصحاب هذه المخططات الذين هيأوا لجرائم الارهاب، وإشاعة القتل بفضائيات الفتنة والتفريق والتشرذم …!!!

آن الأوان أن تغلق هذه الفضائيات، أيا كانت هويتها المذهبية، وعلى شركات الأقمار الاصطناعية أن معها: من على الهواء، آن الأوان لأن تسقط تجارة الدين، وليسقط شيوخ الفتاوى الحزبية، ليسقط شيوخ اللعن والتكفير، شيوخ دعاة الحروب الطائفية…هذا دمنا الذي يسفك بلا هوادة، مسلمون، سنة وشيعة، ومسيحيون، شرقيون وغربيون، على حد سواء، والقتلة هم القتلة انفسهم : الضالون المجرمون العملاء، خونة الدين والأمة .

آن الأوان أن تجتمع الأمة على كلمة واحدة، وأن تقف جميعها وقفة رجل واحد، إلى جانب مصر العزيمة، مصر العروبة، وآن الأوان لرد أموال الخطيئة إلى نحرها، وهي التي تجاوزت كل حدود الدم الواحد واعتدت عليها …!! إنها المجزرة التي يريدها الإرهاب مصيرا لنا وتاريخا أسود لهذه الأمة…!! غير أن هذا لن يكون أبدا، فمصر بأهلها وجيشها وقيادتها على خط المواجهة الأول، تقاتل بروح المستقبل الذي هو روح النصر لا محالة، وتقاتل بمجد تاريخها وحضارتها، وشاعرها حافظ إبراهيم قد قال قبل قرن من الزمان “كم بغت دولة عليّ وجارت /ثم زالت وتلك عقبى التحدي” ولا شك أنها تقاتل أيضا بروح الأمة وأصالتها، وفي الطليعة منها روح فلسطين وموقفها، دولة وشعبا وقيادة، وتاريخا نضاليا يدرك حتمية المصير الواحد. نحن سننتصر والإرهاب حتما إلى هزيمة شاملة، إن لم يكن اليوم فغدا، ومصر هي التي تقول الآن ونحن معها: إن غداً لناظره قريب .

ــ

الاخبار العاجلة