بتسيلم: 5 فلسطينيين استشهدوا برصاص الاحتلال ثلاثة منهم أصيبوا في الرأس

10 فبراير 2018آخر تحديث :
بتسيلم: 5 فلسطينيين استشهدوا برصاص الاحتلال ثلاثة منهم أصيبوا في الرأس

رام الله- صدى الإعلام

أظهر تحقيق أجراه، مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بتسيلم،  أنّ إطلاق النيران على 6 فلسطينيّين، وتحديدًا صوب الجزء العلويّ من الجسد، خلال مواجهات اندلعت مع جنود الاحتلال، قام به الجنود رغم أنّ المتظاهرين لم يشكّلوا خطرًا على حياة الجنود أو حياة أيّ شخص آخر.

وذكر التقرير أنه “وفقًا لتعليمات إطلاق النار يُسمح بهدف القتل فقط في حال تهدّدَ الخطر حياة عناصر قوّات الأمن أو أشخاصًا آخرين؛ وحتّى في هذه الحالة، يُسمح بذلك فقط إذا لم تتوفّر طريقة أخرى لدرء الخطر”، لكنّ هذه الشروط أبعد من أن تنطبق على ملابسات إطلاق النيران أعلاه.

وأفاد تقرير بتسيلم أن “ممارسات الاحتلال تعكس عُمق استهتار إسرائيل بحياة الفلسطينيّين وسلامة أجسادهم”، ” … وحقيقة أنّ سلطات الاحتلال تسمح للجنود بالتصرّف بما يتعارض بشكل صارخ مع تعليمات إطلاق النار دون أن يدفعوا ثمنًا لقاء ذلك، هو الذي يتيح استمرار استخدام القوّة الفتّاكة”.

 

حذرناه.. إنه يصوب نحوك، الطفل مصعب يرتقي شهيدا            

يوم الثالث من كانون الثاني للعام الجاري، قرابة الساعة العاشرة صباحًا، اندلعت مواجهات في قرية دير نظام شمال غرب رام الله بالمنطقة القريبة من ما يسمى  شارع 465، تنديدا بالقرار الأمريكي بشأن القدس، تصدت قوات الاحتلال للشبان بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والعيارات المعدنيّة المغلّفة بالمطّاط، فيما كانت طائرة استطلاع تابعة للجيش تحوم فوقهم.

“عند الساعة الواحدة تقريبا، سمعت نداءات تحذير تأتي من شرفة منزل أمّ خلدون: “انتبهوا، الجندي يصوّب نحوكم!” قال ن.س (17 عاما) في حديثه مع الباحث الميداني لبتسيلم، وتابع : “كلّما رأيت الجندي يصوّب نحونا سلاحه كنّا نختبئ خلف جدار أو شجرة أو صخرة. في تلك اللحظة جلس الشهيد مصعب على جانب الطريق، إلى يميني، وقال لي: “أريد أن أتقدّم، وأنت تغطّي عليّ”. لا أدري إن كان يريد أن يرشق حجرًا أو أنّه انتقل لمجرّد الاختباء في مكان آخر. قام مصعب وتقدّم بضعة أمتار، وفي تلك الأثناء لم يكن معه شيء، ولا حتّى حجارة. صوّب أحد الجنود سلاحه نحو مصعب. أخذنا أنا وأخوه نحذّره: “اختبئ!، اختبئ!، إنّه يصوّب نحوكّ!”، ولكنّه لم يسمعنا. واصل مصعب التقدّم، وعندها أطلق عليه أحد الجنود رصاصّة ناريّة وأصابه في رقبته. وقع مصعب فورًا على الأرض وأخذ يتأوّه. اقترب منه ورأيت الدماء تنزف بشدّة من رقبته، من الجهة اليسرى. خفت وصارت رجلاي ترتعدان. خفت لدرجة أنّني لم أجرؤ على البقاء قربه، فهربت وأخذت أنادي السكّان: “لقد أصيب! لقد أصيب!”. تقدّم منه بضعة أولاد، وجاء والده – إذ سمع أنّه أصيب، وأخذه في السيارة متّجهًا إلى مستشفًى في رام الله.

الطفل مصعب وصل إلى المستشفى قرابة الساعة الواحدة والنصف بلا نبض؛ وبعد محاولات إنعاش استمرّت لمدّة ساعة، أعلن نبأ استشهاده.

في اليوم التالي، خلال تشييع جثمان الشهيد مصعب الصوفي، اندلعت مواجهات قرب شارع 465. أطلق جنود الاحتلال النيران على رأس محمد عوض، 19 عامًا، من سكّان عابود، عن مسافة نحو عشرين مترًا. نقل عوض إلى مستشفى الاستشاري في رام الله، وهناك تبيّن أنّه يعاني كسرًا في الجمجمة وأن شظايا حديد استقرّت داخل رأسه. أجريت لعوض عملية جراحية في الرأس، ولا يزال يرقد قيد العلاج في المستشفى!

 

 

لـ “عراق بورين” حكاية شهيد آخر

فرضت سلطات الاحتلال طوقا أمنيا  وحملة مداهمات وتفتيش على محافظة نابلس عقب مقتل المستوطن “رزئيل شيفح” في عملية إطلاق نار قرب نابلس، ففي صباح يوم الحادي عشر من كانون  الثاني للعام الجاري، ، قبل ذلك بيومين، أقام جنود الاحتلال حاجزًا على الشارع الذي يصل بين قرية عراق بورين ومدينة نابلس وقرية تل، اندلعت مواجهات في المكان، أطلق خلالها جيش الاحتلال  قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. استمرّت المواجهات لساعات طويلة.

عند الساعة الرابعة والنصف مساءا تقريبًا، خرج جيبين عسكريين من بورين باتجاه عراق بورين، فرشقهما الشباب بالحجارة، وصف ع.ق. (20 عامًا) ما حدث : “أطلق جندي، من داخل الجيب، طلقتين أو ثلاثًا نحونا. بعد ذلك أطلق نحو 20 طلقة متتالية. هربنا جميعًا من النيران، وعندها استأنف “الجيب” طريقه إلى القرية. بعد أن ابتعدت سيّارتا “الجيب” وتأكّدنا أنّ جميع الموجودين سالمون لاحظنا غياب علي، فأخذنا نناديه ونبحث عنه”. استأنف ع.ق حديثه “عندما رجعنا إلى المكان الذي كنّا فيه، وجدناه مطروحًا أرضًا ووجهه إلى الأرض… كان رأسه مفتوحًا والدماء تسيل منه. عندما قلبته، أنا وبعض الشبّان، وجدنا وجهه شاحبًا ولم تكن فيه أيّة علامة حياةلم يتنفّس، وحين وضعت يدي على رقبته لم يكن هنالك نبض”. 

 هبط أحد الشبّان إلى الشارع وأوقف سيّارة عبرت من هناك، حمل بعض الشبّان الجريح قينو وأدخلوه إلى السيارة، التي نقلته إلى أحد مستشفيات نابلس، حيث أعلنت استشهاده.

 

 

أمير أبو مساعد.. استشهد في طرفة عين

في ذات اليوم الذي أعلن فيه استشهاد علي قينو من عراق بورين بالضفة المحتلة، قتل جنود الاحتلال الفتى أمير أبو مساعد 15 عاما من سكان دير البلح في قطاع غزة، حيث جرت مظاهرة قرب “الجدار الحدودي”، إلى الشرق من مخيّم البريج للّاجئين، رشق خلالها الشبّان الحجارة نحو الجنود المنتشرين في الجهة الأخرى من الجدار. أطلق جنود النيران على أبو مساعد وأصابوه في إبطه بجراح أدّت إلى استشهاده، حين كان يقف على بُعد 50 -70 مترًا من الجدار. 

 

طلب أن أحمله، لكني لم أستطع!

“كنّا نرشق الحجارة نحو الجنود الملثّمين، وأخذوا هم يتقدّمون على الطريق” قال أ.ن. (20 عامًا). في يوم الخامس عشر من كانون الثاني، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وعشرات الشبان بالقرب من جدار الفصل العنصري المحاذي لقرية جيوس شرق قلقيلية.

تابع أ.ن. قائلا “تقدّم أحمد  (28 عاما)مقابل الجنود على التلّة،  بقيت أنا في مكاني، على بُعد نحو 20-30 مترًا منه. شاهدت أحمد ينحني ويلتقط حجرًا صغيرًا لكي يرشق به الجنود، وعندها صوّب أحدهم بندقيّته نحو أحمد. رأيت الجندي يطلق عليه النار، وسمعت ثلاث طلقات، يبدو أنّ إحداها أصابته إذ وقع هو أرضًا، على جانبه الأيسر. زحفت مقتربًا إليه. ابتسم إليّ وطلب أن أحمله. لم أستطع ذلك، لأنّ الجنود كانوا لا يزالون هناك، وخشيت أن يطلقوا النار عليّ”.

أردف “سحبته مسافة عشرة أمتار تقريبًا، لكي أبعده قليلاً عن أبصار الجنود. جاء إلى المكان ركضًا اثنان من سكّان القرية بعد سماعهم صوت الطلقات. حمل أحدهما أحمد سليم وأخذه إلى سيارة الإسعاف التي كان السكّان قد استدعوها، وكانت تنتظر على بُعد نحو 400 متر من المكان. أخلي سليم إلى المستشفى في قلقيلية، وهناك أعلن الأطبّاء عن استشهاد، بعد محاولات إنعاش لم تُجدِ نفعًا”.

 

 

 

طلقة واحدة، أردته شهيدا

 يوم الثلاثين من كانون الثاني، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال بالقرب من شارع ألون المحاذي لقرية المغير شمال شرق رام الله، تخللها إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والعيارات المعدنية المغلفة بالمطاط، وطارد جيش الاحتلال الشبان إلى داخل القرية، أسفرت تلك المواجهات إلى استشهاد الفتى ليث أبو نعيم  (16 عاما) من سكان القرية.

وصف ع.م. (69 عامًا) ما حدث: حاول الفتى، الذي لا أعرف ما اسمه،الاختباء،لم أره يرشق الحجارة . على مسافة تقارب عشرين مترًا منه وقف جيب الاحتلال. سمعت طلقة ورأيت الفتى يقع مباشرة إلى الأرض، ثمّ لم يتحرّك. فورًا، نزل جنديّ من “الجيب”، ومن ثمّ نزل عدد آخر من الجنود ليتفحّصوا الوضع في محيط المكان. نظروا حولهم ونظروا تجاه الأسطح، وهم يمتشقون أسلحتهم. الجنديّ الذي نزل أوّلاً اقترب منّي مع جنديّ آخر، وجّه إليّ سلاحه وأمرني بالدخول إلى الدكّان؛ ثمّ اقترب الاثنان من الفتى المصاب، نظرا إليه عن كثب وتركاه هناك، حيث عادا سريعًا إلى “الجيب”، ثمّ غادر الجنود”.

تابع المسن حديثه ، “بعد أن غادر الجنديّان المكان دون تقديم أيّ إسعاف طبّي للمصاب، حمله شبّان من القرية إلى سيّارة خاصّة نقلته إلى المركز الصحّي في قرية ترمسعيّا المجاورة. في الطريق، حاول أحد الشبّان طيلة الوقت إسعاف الجريح، ونُقل المصاب إلى مستشفى في رام الله، حيث وصل إلى هناك في حالة موت سريريّ. أعلن الأطبّاء في المستشفى استشهاده وحدّدوا أنّ سبب الوفاة إصابة من رصاصة “مطّاط” أصابت وجهه واخترقته إلى الجمجمة”.

لا داعي للقول إنّ إطلاق الرّصاص “المطّاطي” من مسافة تقارب عشرين مترًا نحو الجزء العلويّ من الجسد يخالف تعليمات إطلاق النار، بسبب النتائج الفتّاكة المترتبّة.

 

 

 

الاخبار العاجلة