كنيسة القيامة الوطنية

27 فبراير 2018آخر تحديث :
غزة

موفق مطر-الحياة اليجديدة

كشف الفلسطينييون المسيحيون عورة دولة الاحتلال، وادعاءات رئيس حكومة المستوطنين المتطرفين بنيامين نتنياهو وكلامه المزيف عن التسامح الديني.

اغلاق ابواب كنيسة القيامة في القدس سابقة تاريخية، ستدفع المؤمنين المسيحيين الذين يأتونها من جهات الأرض واقاصيها حجاجا وزوارا، ويؤدون فيها مناسكهم، للتساؤل عن السبب!!.

يعلم المؤمنون المسيحيون الفلسطينيون والعرب ومن كل اجناس الشعوب وعروقها ان دولة الاحتلال اسرائيل تحتل المدينة المقدسة منذ خمسين عاما، وأن مخطط تهويدها، واحداث التغيير الديموغرافي بالتوازي مع طمس طابعها العربي الفلسطيني والديني، وها هم الآن يعلمون ان سلطات الاحتلال لم تستهدف الرموز والأماكن المقدسة لدى المسلمين وحسب، بل الرموز والأماكن المقدسة لدى المسيحيين، وهم يعلمون انهم يستهدفون الغالبية العظمى من سكان المعمورة بقرار فرض الضرائب على دور العبادة المسيحية والاسلامية في القدس.

قبل شهور رفض الفلسطينيون المسلمون الصلاة في المسجد الأقصى، وقرروا الصلاة في محيطه – اي بمعنى اغلاق المسدجد الأقصى – ردا على قرار سلطات الاحتلال نصب كاميرات مراقبة على مداخل الحرم القدسي، وبقي المؤمنون صامدين وثابتين على موقفهم حتى لحظة التأكد من انصياع سلطات الاحتلال وخضوعها لمطالبهم ونزع اجهزة التجسس، الخارقة لحقوق الانسان وحريته في التنقل والعبادة، فكانت صفحة عظيمة في السجل الوطني للشعب الفلسطيني .. واليوم يبدأ الفلسطينيون المسيحيون كتابة صفحة عظيمة ايضا في هذا السجل، وليؤكدوا للعالم أن الفلسطينيين المسيحيين على قدر الأمانة والمسؤولية التاريخية في حماية وصون المقدسات المسيحية، كما اثبتوا جدارتهم في حفظ الأمانة والمسؤولية التاريخية في حماية وصون المقدسات الاسلامية.

لا تقدر قوة في العالم على فصل انتماء الانسان الديني عن انتمائه الوطني، ذلك انهما وجه العقيدة، ولا يكتمل كيان الانسان الا بكمال وتوازن الانتمائين، وهذا مالا يعرفه المستوطنون، المحتلون، المستعمرون الغزاة، الغرباء عن هذه الأرض وثقافة أصحابها أهلها الأصليين، وهذا ما جسده شعب هذه الأرض المقدسة، حيث برهن على سمو الانتماء الوطني وعلوه، فهنا في فلسطين يتحد كتف المواطن الفلسطيني المسيحي مع كتف المواطن الفلسطيني المسلم في ملحمة الدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية، ويتحد كتف المواطن الفلسطيني المسلم مع كتف المواطن الفلسطيني المسيحي في ملحمة الدفاع عن كنيسة القيامة.

قرار سلطات الاحتلال بفرض الضرائب على الكنائس والمساجد، عدوان جديد على القدس باسلوب آخر، ومقدمة لقرارات وقوانين ستفرضها سلطات الاحتلال، التي اتخذت وستتخذ من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس أساسا، ما يجعلنا نذهب الى اعطاء تفسير بعيد المدى لقرار ترامب، وهو تهيئة المناخ لمواجهة شاملة بين مفاهيم ترامب الدينية المصبوبة في قوالب الصهيونية مع الكنائس المسيحية في العالم، وليس مع المسلمين ومذاهبهم وحسب.

من المناسب في هذا المقام اشهار رفض مسمى “المسيحية الصهيونية” أو “الانجيليين”، ذلك ان المسيحية، والانجيل ككتاب مقدس اسمى واطهر من ربطهما بالصهيونية كمشروع استعماري استيطاني احلالي عنصري، وبحركة لم يتوان قادتها عن زج اليهود في المحارق والمجازر لتمرير مشروعهم، اما جرائم حروبهم بحق شعبنا وجرائمهم ضد الانسانية، فإنها تقضي بعزلهم عن قواميس لغات الأمم والشعوب في الدنيا، وقد وجب التعريف بأن هذا الاسم (الصهيونية المسيحية) يطلق عادة على اصوليين منتسبين لكنائس بروتستانتية يعتقدون أن انشاء إسرائيل عام 1948 كان ضروريا لاتمام نبوءات مزيفة. ويعتقد هؤلاء بوجوب الدفاع عن اليهود ولا يقبلون معارضة إسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية، وهذا امر طبيعي باعتبارهم محور رئيس في اللوبي الصهيوني المؤيد لدولة الاحتلال. ولا ننسى ان الحزب الجمهوري الذي اوصل ترامب الى سدة الحكم في واشنطن، يؤيد اسرائيل كاعتقاد ديني ثابت، وليس لاعتبارات سياسية.

مهم جدا البناء على قرار اغلاق كنيسة القيامة، فهذا من شأنه تعزيز الانتماء الوطني والدفع نحو استقلال وطني وقيام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، ومفاتيح كنيسة القيامة، والمسجد الأقصى، والقدس ستبقى بأيدي الفلسطينيين ما دامت الشمس تشرق على الدنيا من المشرق.

الاخبار العاجلة