سيناريوهات حماس المفضوحة

27 مارس 2018
سيناريوهات حماس المفضوحة

رام الله- صدى الإعلام

بقلم: عمر حلمي الغول- عن الحياة الجديدة

بعد عملية التفجير الإجرامية، التي استهدفت موكب رئيس الوزراء، رامي الحمد الله، ورئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء ماجد فرج ومن معهم من القيادات يوم الإثنين الموافق 12 من آذار الحالي، وتوجيه أصابع الاتهام لحركة حماس، واعتبارها من يقف وراء الجريمة البشعة، قلت آنذاك ايضا إن حركة حماس ستحاول التغطية على عار جريمتها باستخدام أساليب وسيناريوهات مختلفة لتضليل الشارع الفلسطيني. وهو فعلا ما لجأت له مباشرة، رغم تعثرها في إخراج سيناريو متماسك، لأنها في البداية حاولت التهوين من العملية الإجرامية؛ ثم قالت سنلاحق الجناة، وسربت من تحت الطاولة أخبارا متناثرة عن وجود صِلات لبعض ضباط جهاز المخابرات العامة بالعملية، وفبركت قصصا وهمية، ومحاولة تحميل السلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية المسؤولية عن الجريمة، وأخيرا استقر رأيها على اتهام ثلاثة من حراس فتحي حماد، منهم أنس ابو خوصة. مع أن اهل ابو خوصة أعلنوا أن “ابنهم موجود عند حماس، ولم يهرب، وما إعلان قيادة اجهزة حماس عن مكافأة قيمتها 5000 دولار أميركي إلا مقدمة لقتل ابننا، وتحميله مسؤولية الجريمة”. وهذا ما ثبت باليقين القاطع عندما أعلنوا عن اشتباكات في المحافظات الوسطى، وعن مجموعات من التكفيريين، ودبلجوا صورا وأصواتا وبالنتيجة تم قتل اثنين من المجموعة منهم ابو خوصة، والثالث في العناية الفائقة، لأنهم يملكون المعلومات الكاملة عن الجريمة.
ورغم وضوح لعبة حركة حماس الساذجة والمقيتة في آن، نلاحظ ان بعض القوى الفلسطينية، التي اصابها الترهل والخشية من قول كلمة الحق، تعلن بلسان بعض قياداتها بضرورة “اعتماد ما نشرته أجهزة أمن حماس” عن الجريمة الجبانة. ليس هذا فحسب، بل انها تتطاول على رأس الشرعية الوطنية، وتعتبر ما جاء في كلمته أمام الاجتماع الموسع للقيادة “نوعا من التسرع، لأن نتائج التحقيق لم تكتمل”. وهذا فيه للأسف الشديد جهل، وتعمية على الذات والشعب، لأن من ينتظر إفصاح حركة الانقلاب على جريمتها البشعة، يكون مخطئا ومغفلا، ولا يفقه شيئا في علم السياسة والأمن على حد سواء، وغلب العواطف البعيدة عن المنطق على مصالح الشعب، أو لأسباب أخرى. 
كما اشرت فيما سبق، حركة حماس هي من تتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة عن عملية التفجير الجبانة والرخيصة، رغم وجود قوى أخرى وعلى رأسها إسرائيل الاستعمارية، التي لها ذات المصلحة في عملية التفجير. ولكن تقاطع مصالح قوى الشر لا يجيز إطلاق الأحكام عبثا على أي طرف بما في ذلك دولة التطهير العرقي الإسرائيلية، التي هي العامل الأساس في كل ما أصاب الشعب العربي الفلسطيني من ويلات ومصائب بما فيها الانقلاب الحمساوي، الذي تم بدعم واضح وبضوء أخضر منها ومن الولايات المتحدة وبعض العرب. وبالتالي على القوى الفلسطينية وقطاعات الشعب المختلفة عدم الإنصات لتقارير وسيناريوهات حركة حماس، لأنها تريد التضليل. وما البث المتواصل للإشاعات، وإجراء المناورات الوهمية والمفتعلة إلا شكل من اشكال التعتيم على الجريمة القذرة. 
 ومن يصدق رواية وسيناريوهات حركة حماس الكاذبة والمتناقضة مع الوقائع والمعطيات والحقائق، أما انه لا يملك الشجاعة لمحاججتها أو التشكيك بروايتها؛ وإما أنه يتواطأ معها، ويسعى للتغطية على عوراتها؛ وإما ان حركة حماس ضبطته متورطا في عمل مشين، ولديها الوثائق التي تدينه، لذا يلوذ بالصمت؛ وإما انه يجهل الحقائق، ويحاول ان يسقط رغباته النبيلة والطيبة على الواقع، ولا يريد ان يصدق رواية القيادة الشرعية، لأنه يعتقد ان المصالحة ستتضرر من عملية الاتهام، وأن الأمور ستتجه لمزيد من التفاقم والتدهور. وهؤلاء لا يعلم المرء، إن كانوا يعلمون او لا يعلمون، بأن هدف حماس الأساسي، هو ضرب وقطع الطريق على المصالحة الوطنية. فضلا عن الأهداف الأخرى، وأبرزها إشعال نار الحرب الأهلية مجددا، وخلق حالة من الفوضى وخلط الأوراق، والرهان على الحل الإقليمي، الذي ترعاه أميركا ترامب وإسرائيل وبعض العرب، وبالتالي خشيتهم ليست في محلها. 
المحصلة ان سيناريوهات حركة الانقلاب الحمساوية مفضوحة ولا تمت للحقيقة بصلة، وعليها ان تتحمل نتائج جرائمها وانتهاكاتها ضد الشعب والقيادة والمصالح الوطنية العليا. وعلى الشعب ونخبه الوطنية المختلفة تحمل مسؤولياتهم للخروج على طاعة الانقلاب الأسود، وتنظيم حركة شعبية على الأرض لهدم بنيان الانقلاب الحمساوي، لأن حماس لا تريد، ولا تحرص على الشراكة السياسية، ولا على الوحدة الوطنية.

Breaking News