“shine your eyes” للبرازيلي مارياني.. ما بين تقاليد العائلة والبدايات الجديدة

7 أغسطس 2020آخر تحديث :
“shine your eyes” للبرازيلي مارياني.. ما بين تقاليد العائلة والبدايات الجديدة

عزز المخرج البرازيلي ماتياس مارياني، قصته الخيالية، بطريقة عرض غامضة حول أخوين، أحدهما يتمسك بعادات وتقاليد العائلة، والآخر يسافر ليبحث عن بداية جديدة، في فيلم ”shine your eyes“ المنتج بمشاركة فرنسية برازيلية، في يوليو 2020.

وتتمركز أحداث الفيلم حول أمادي (أوسي أوكيجي) الموسيقي النيجيري الشاب، الذي يسافر إلى مدينة ساوباولو البرازيلية، ليبحث عن أخيه إيكينا (شوكودي أويجيو) في أماكن لا يعرف عنها ولا فيها أي شيء.

وتعود أصول الشابين إلى شعب الإيغبو، وهي قبائل من أصول نيجيرية، لها ثقافاتها الخاصة حول الأرواح والقدرات الخفية في الكون.

ميزات خارقة

ويبدأ إيكينا رحلته خارج حدود قبيلته، باحثًا عن ذاته التي تتعارض مع الكثير من القناعات الاعتيادية في الكون من حوله، وكان أبرز ما تبناه ”أن لا جاذبية في الكون، بل طاقة متقطعة تجذب الأشياء، يمكن استثمارها في فعل أشياء خارقة للعادة“.

يذهب أمادي في رحلة مطولة للبحث عن الأخ المختفي، وقد ترك أثرًا له في العديد من الأماكن في المدينة البرازيلية. فمن خلال صيته الذي شاع بين الأطفال والنساء، وبعض المبرمجين، تمكن من تقفي أثر أخيه، والتردد على الأماكن التي ارتادها، فتعرف على هويته الجديدة، والميزات الخارقة التي اكتسبها، وقد لاقى ذلك بذهول غير عادي.

الإيغبو

من جانب مغاير، بدت قصة الفيلم الخيالية، من تأليف ماتياس مارياني، تلعب على جوانب طقوسية متعددة، بإتاحة تقدم قيم القبيلة، والأصل والعرق والعقيدة، إلى مقدمة طابور الأحداث. فما بين فريمات المشاهد، يتم دمج ثقافة الإيغبو، كشعب قديم، حيث يستعيد ماتياس جدلية ظهور الدين السماوي بين أفراد الشعوب الإفريقية، المتمسكة بعقائدها القديمة، كما ويُظهر ردة الفعل العنيفة، تجاه أي تغيير، كما حدث مع الجدة، التي قبلت هدية القس، وارتدت الزي الأبيض، كأول محاولة للبس الديني، في تلك المنطقة.

شخصية خيالية

فيما تسبح شخصية إيكينا في نهر من الخيال، فلا ثابت في هذا الكوكب، وكل شيء يمكن أن يكون في صيغة أخرى، فهذه المفاتيح الممددة على جسد البيانو، خلقت خصيصًا، لتخدم العقل في عزف لحنه الخاص، حسب تقاطع القصة والزمن مع عقولنا. يكتب ماتياس: ”الزمن يحتاج لقصة، حتى يتدفق فينا“.

ويكتشف إيكينا معادلاته الخاصة، التي تمكنه من قلب موازين تراكيب مختلفة حوله، لتسيير الأمور حسبما يريد.

قضبان

أما أمادي، فيلتزم بحدود واقعه، ويرى الموسيقى فسحة للإنسان تكسر القضبان الحديدية بينه وبين العالم، فالسجن عنده أن تظل مقيدًا بجاذبية رتيبة لفكرة ما. ولقد كسر أمادي القضبان حين وقع في غرام صديقة أخيه، على الرغم من انعدام اللغة بينهما، فهو يتحدث بلغة الإغبو، وهي تتحدث البرتغالية. فكان الانجذاب الجسدي والروحي بينهما، أقوى من حاجز تضعه اللغة.

رسالة سياسية

ويأتي ظهور مدينة ساوباولو في مرات عديدة بين الأحداث، حيث المباني القديمة المكسرة، والبيوت الممتلئة بالثقوب من أثر القنابل، وعتبات الدرج المكسرة، لتظهر هوية مدينة بالية، يعيش فيها المهاجر الإفريقي، محاولًا اكتشاف هوية جديدة مع شعب فقير آخر.

يتبنى هذا الظهور الباهت للمدينة، إبراز أثر شخصية المكان على الأفراد، فكان الحزن هو الصوت الأعلى في الكادر. وفي هذا كله رسالة سياسية صامتة، ضد الحكومة البرازيلية، لربما قصدها ماتياس.

وفي لقاء الأخوين، يعود المخرج لعرض مشهد الطفولة، رابطًا ثلاثين عامًا من الصراع مع الحياة، في حضن يتوقف من خلاله الزمن، ويخلص كل منهما من الأفكار المرهقة تجاه الأشياء، لكن سرعان ما تعود آلة الزمن إلى الدوران، ويدور عراك فكري كبير بينهما، لا يسكته إلا عزف إينيكا لأغنية تتضمن موروثًا أسطوريًا لدى شعب الإيغبو، فيغني كلاهما: ”يقول الطائر إينيكي: أنه منذ أن أتقن الإنسان إطلاق النار، دون أن يخطئ، تعلمت أنا الطيران، دون أن أحط في العش“.

الاخبار العاجلة