حزّان مستوطن ليكودي ارهابي.. لكن ماذا عن نصّار؟!

17 ديسمبر 2018آخر تحديث :
مقالات مروان طوباس جنين

موفق مطر-الحياة الجديدة

أزال عضو الكنيست عن حزب الليكود الاسرائيلي ارون حزان القناع، وانكشف وجه المسؤول المباشر الحقيقي عن أحدث موجة من الارهاب والعدوان المسلح على الشعب الفلسطيني.

ما كان حزان ليبلغ جرأة المطالبة بقتل رئيس الشعب الفلسطيني، لولا يقينه بأن رئيس حزبه بنيامين نتنياهو الذي هو رئيس ائتلاف حكومة المستوطنين هو المرجع الأول والأخير لحملة التهديد والتحريض على رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ونائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني محمود العالول ابو جهاد.

ربما اراد نتنياهو ان يكون تصريح حزان بمثابة اختبار للساحة الداخلية الاسرائيلية، والاقليمية بما فيها العربية، والدجولية القريبة والبعيدة على حد سواء، فيما اذا توغل المستوى الرسمي الاسرائيلي اكثر في تخطيط وتنفيذ ( جريمة العصر )، فنتنياهو معني باستكشاف ردود الفعل عبر تصريحات عضو كنيست.

اعتقد اننا لا نبالغ إن تحدثنا عن رؤية ضوء اخضر رسمي من بعض ( الناطقين بالضاد ) ومن بعض النافذين في الاقليم المتضررين من سياسة رئيس الشعب الفلسطيني ومن تمسكه بحقوقه وثوابته والعمل لتحقيق اهدافه، فقد تبلغ مصلحة هؤلاء في ازاحة الرئيس ابو مازن الى درجة الصمت كالمشهد المريب الذي نعيشه في هذه اللحظات !! ولولا رسالة التأييد التي حملها وفد المخابرات المصري من الرئيس عبد الفتاح السيسي الى الرئيس عباس لبلغنا مرحلة اليأس من موقف رسمي عربي، يمكن ان يساعد في السيطرة على جنون وحماقة القيادتين السياسية والأمنية الاسرائيلية التي فيما يبدو قد خضعت لابتزاز ( دويلة المستوطنين وميليشياتها المتنامية، ليس في عروق دولة الاحتلال وحسب، بل الخارقة لهيكلها الرسمي والنابتة كهيكل جديد يؤسس لحرب دينية في المنطقة كارهاصات للمعركة الفاصلة ( هارمجيدون ) كما يعتقد الأتباع الجدد للصهيونية ( المرتدين عن تعاليم الكنيسة ) الحقيقية !.


أرون حزان الذي صعد مع بداية هذا العام الى حافلة امهات وآباء الأسرى الذين سافروا من غزة لزيارة ابنائهم في المعتقلات الاسرائيلية ومارس عليهم ارهابا غير مسبوق، لا يعرف رجل نتنياهو الارهابي هذا أن شرارة الرصاصة التي ستغتال الرئيس محمود عباس او تغتال ابو جهاد العالول القائد الكبير في حركة التحرير الوطني الفلسطيني ستكون بمثابة محفز نوعي اضافي للشعب الفلسطيني لرفع وتيرة المواجهة المباشرة والتصدي لمشروع حكومة معلمه نتنياهو العنصرية الاستعمارية، ولعله مسكون بوهم القوة والجهل بحقيقة وتجارب حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ولا بأس ان يعلم الآن أن كل ضربة قاتلة لقادة الشعب الفلسطيني وثورته المعاصرة منذ انطلاقتها في العام 1965 كانت محفزا على رفع وتيرة العمل النضالي والكفاحي الشعبي، فالقيادة الوطنية الفلسطينية تستمد شرعيتها من جماهيرها القادرة على ملء الموقع وتحمل المسؤولية التاريخية بحكمة واقتدار، فلا شواغر في المواقع القيادية لأي شعب مناضل، حتى وان كنا على يقين بصعوبة التعويض ولكن ليس ذلك بمستحيل، فالوطنية الفلسطينية تنجب ابداعات خلاقة وتبعثها في عقول وقلوب الذين يحبون وطنهم باخلاص ويعملون على تحريره واستقلاله بلا جعجعة، يقدمون مصالح الشعب العليا، ولا يسمحون لأنفسهم بالاندفاع الى ردات فعل تسقط الجميع في مربع الاحتلال.


على ارون حزان قراءة قائمة انجازات رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية محمود عباس ابو مازن، ونتائج المعارك الدبلوماسية والسياسية التي قادها في المحافل الدولية، وفي مسارات البناء وتعزيز قواعد وركائز ومؤسسات دولة فلسطين بعدما اغتال المسؤولون رقم واحد في دولته الخارجة على القانون الدولي قائد الثورة الفلسطينية ورمز كفاح الشعب الفلسطيني الرئيس المنتخب ياسر عرفات.


لم تقلقنا دعوة ارون حزان عضو الكنيست الاسرائيلي لقتل الرئيس ابو مازن، ولكن دعوة القيادي في حماس طلال نصار للاسرائيليين لقتله اخطر على جبهتنا الداخلية في هذه اللحظات المصيرية، رغم أنها مسبوقة بتصريحات لنواب ومشايخ من حماس تحمل ذات المضمون وبوضوح.


هنا يمكننا قراءة كل نقاط الصورة، وقراءة ما يحدث وما ستنتجه الأحداث ان لم نسيطر عليها بعقلية الانتماء الوطني، ونسيرها بحكمة المؤمن العامل على ضمان مستقبل الشعب وصموده وثباته في وطنه… فالمعركة والتناقض الرئيس مع الاحتلال الاستعماري العنصري، واتجاه البوصلة كان ومازال نحو القدس، وأي حرف لها يعني خيانة.


آرون حزان مستوطن ليكودي ارهابي، ندرك دوافعه لقتل رئيس الشعب الفلسطيني ابو مازن.. لكن ماذا عن دعوات القيادي الحمساوي طلال نصار الآن.

الاخبار العاجلة