علاقة إسرائيل بالفلسطينيين تذكرنا بالفصل العنصري

9 يناير 2018آخر تحديث :
علاقة إسرائيل بالفلسطينيين تذكرنا بالفصل العنصري

ترجمة صدى الاعلام

نشرت صحيفة جروزلم بوست الصادرة بالإنجليزية مقالا تحت عنوان “علاقة إسرائيل بالفلسطينيين تذكرنا بالفصل العنصري”بقلم إيلان برانش.

يتحدث الكاتب عن سياسات إسرائيل العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، والانتهاكات الإسرائيلية ضد الشبّان والصحفيين والناشطين والأطفال الفلسطينيين، ويقول إن التعامل الإسرائيلي مع الكل الفلسطيني يذكرنا جميعا بالفصل العنصري الذي حصل في جنوب إفريقيا.

إنها حقّاً مأساة كبيرة لا بد من حلّها مرة وإلى الأبد. لا يمكن الاستمرار بهذا الوضع القائم. الأزمة الإنسانية في طريقها، ودون اتفاقية من شأنها أن تقسم الأرض إلى دولتين، سنصل إلى كارثة إنسانية حقيقية إن بقي هذا الجمود يراوح مكانه دون تحريك عملية السلام، فسيفقد الفلسطينيون آمالهم بالحرية والاستقلال والكرامة إلى الأبد.

إسرائيل انتهجت سياسات عنصرية حقا، إذ تميّز ما بين المواطنين الفلسطينيين، والمستوطنين، في الأراضي الفلسطينية، ولا يمكن وصف هذا إلا بشكل من أشكال الفصل العنصري. يستطيع الإسرائيليون التنقل بحرية في جميع أنحاء الأراضي، في حين يحتاج الفلسطينيون إلى تصاريح للسفر.

ويمكن للإسرائيليين البناء دون قيود، بينما يحرم الفلسطينيون من تراخيص البناء. وفي القدس الغربية، يتمتع الإسرائيليون ببنية تحتية حديثة وعملية، في حين يعاني سكان القدس الشرقية من الإهمال الشديد.

هل يمكن أن تكون الحكومة والبلدية تريدان حقا مغادرة السكان باليأس؟ في الخليل، ثاني أكبر مدينة فلسطينية، هناك فصل صارم بين اليهود والمقيمين العرب. وتتمتع أقلية إسرائيلية صغيرة بحرية الحركة، في حين يعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين من القيود اليومية المفروضة بقوة. إن شكل الحكومة الذي يتم إنشاؤه في الأراضي المحتلة يتطلب هذا الفصل بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين.

الفصل من خلال الحكم العسكري والتمييز المنهجي ضد الفلسطينيين لصالح المستوطنين. لقد زار وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل الخليل، وبصفته صديقا لإسرائيل، شعر بالصدمة الكبيرة إزاء التمييز الذي شاهده بأم عينه، وهو ما يذكرنا بلا شك بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا قبل النصر الديمقراطي لنيلسون مانديلا.

إن الحكومة في “القدس” تشعر بالإحباط الشديد لأن زعيم ألمانيا مستعد لانتقاد إسرائيل علنا. كل من هم على علم بنضال جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري، يتذكرون الدور المحوري للمجتمع الدولي في تهيئة الظروف اللازمة لانتصار الديمقراطية. لقد انتظر المجتمع الدولي وقتا طويلا لانتقاد نظام الاحتلال.

إننا نتوقع بفارغ الصبر زيادة المعارضة الدبلوماسية العامة للانتهاك الواسع النطاق لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، مع توجيه رسالة واضحة إلى الحكومة الإسرائيلية والجمهور الإسرائيلي بأن هذا الوضع يجب أن يتم حله على وجه السرعة: يجب أن ينتهي الاحتلال بمعاهدة تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. إن هذا الضغط ليس عدائيا بل شرطا ضروريا لمساعدة إسرائيل على تحرير نفسها من لعنة الاحتلال.

الاخبار العاجلة