الفتاوى الدينية: أداة التنظيمات الإرهابية لتجنيد الأطفال

12 نوفمبر 2018آخر تحديث :
الفتاوى الدينية: أداة التنظيمات الإرهابية لتجنيد الأطفال

رام الله- صدى الإعلام

لاقى تجنيد الأطفال رواجا كبيرا لدى التنظيمات الإرهابية المتطرفة في ظل تمددهم الواسع في رقع واسعة من العالم العربي، حيث تستخدمهم كدروع بشرية، وطعما سائغا في عملياتهم الإرهابية دون أن يشكلوا أدنى شك لدى الجهة المستهدفة في عملياتهم.

وجاء لجوء التنظيمات الإرهابية، ومن بينها ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، للأطفال، بحسب المؤشر العالمي للفتوى الصادر عن دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم،  لسببين رئيسيين؛ هما تعويض نقص المقاتلين في ظل تضييق الخناق عليه من جبهات عدة، أما السبب الآخر فهو تمويه الأعداء وخداعهم، إذْ يسهل استخدام الصغار في العمليات الانتحاريَّة النوعيَّة دون أن يلفتوا الانتباه.

ولفت المؤشر إلى أن ذلك ينطبق على أطفال أبناء التنظيم أو أطفال السبي الذين يضمهم بعد الانتهاء من العمليات الإرهابية والحصول على مغانم.

استغلال الدين

في هذا الوقت، ومن أجل تدعيم القبول في تجنيد الأطفال في الأعمال الإرهابية، لجأت التنظيمات الإرهابية المتطرفة إلى إطلاق الفتاوى التي تبيح تجنيدهم، حيث شكلت فتاوى الطفل ما يقرب نسبته 10% من جملة فتاوى التنظيمات الإرهابية، والتي تنوعت بين الاستغلال وآليات وطرق التجنيد والاختطاف والانتهاكات الجسدية لهم واستغلالهم كدروع بشرية.

ومن أجل تحقيق غاية تجنيد الأطفال، اتبع تنظيم داعش 6 خطوات لم تخل بعضها من الاستعانة بالفتاوى، كانت أولى تلك الخطوات ما يعرف بـ”الإغواء” عبر لقاءات وبرامج غير مباشرة تعرض فتاوى وأفكار التنظيم بأسلوب جذاب، تليها مرحلة التعليم التي تبدأ في تلقين الأطفال بمصطلحات بعينها مثل آيات الجهاد والحديث عن الجنة والنار والشهيد، ثم تأتي مرحلة التدريب التي يعتمد فيها التنظيم على تمرين الطفل على حمل السلاح، أما المرحلة الرابعة فهي الإخضاع التي يُعزل فيها الطفل عن أسرته وتُبرمج عقليته من خلال التدريبات الجسدية والنفسية الوحشية، وفي المرحلة الخامسة يبدأ التنظيم في التخصيص عبر الاستفادة من مؤهلات كل طفل ومواهبه، كلٌّ حسب قدراته، وأخيرًا مرحلة التجنيد التي يبدأ فيها الطفل ممارسة الدور المنوط له على أرض الواقع.

وبهذا يكون التنظيم قد طوع النصوص الدينية عبر إصدار الفتاوى وتحريف المعنى لخدمة مصالحه الخاصة.

 

تعددت الأدوات والهدف واحد

أوضح المؤشر العالمي للفتوى أن التنظيمات دأبت على الاستغلال السياسي للفتوى لتجنيد الشبيبة والأطفال داخل صفوفها، وأشار إلى إطلاق “داعش” عدة فتاوى طوّعها التنظيم لجهاد الصغار، مبيحا استخدام الأطفال في تنفيذ عمليات انتحارية بعد «تفخيخ أجسادهم» بالقنابل.

ولفت المؤشر إلى نوع من الفتاوى الغريبة للتنظيم الخاصة بالأطفال، منها ما أفتى به من قطع رؤوس أطفال مسيحيين عراقيين رفضوا الدخول في الإسلام، كما أصدر فتوى أخرى تقضي بقتل الأطفال المصابين بمتلازمة داون وإعاقات أخرى، حيث أصدر من يسمون بقضاة الشريعة قراراً يُجيز لأتباع التنظيم “قتل المولودين الجدد المصابين بمتلازمة داون أو تشوّهات خلقية، والأطفال المعوقين”.

إن تطويع التنظيمات المتطرفة للنص الديني وتحريف المعنى الحقيقي، واستشهادهم بقصص تنسب إلى الصحابة وربطها مع الواقع الحالي، تشكل كارثة كبيرة بحق الدين الإسلامي، دين التسامح واللين، الأمر الذي ساهم في رواج صورة نمطية مخيفة عن المسلمين في الخارج، ما زاد من حوادث الاعتداء على المسلمين في الدول الغربية، وهو ما يجب تلافيه، فليس كل ما تقوم به التنظيمات المتطرفة الإرهابية يشكل صورة معممة عن الإسلام، حيث أن دعوة الإسلام قائمة على الحكمة والموعظة الحسنة، ولكن تحسين النشء من فتاوى التكفير محمة يجب أن يتصدى لها علماء الأمة، عبر الوعظ والإرشاد الصحيح المبني على حقيقة الإسلام المعتدل البعيد عن التعصب والتشدد الأعمى.

 

 

 

 

 

 

الاخبار العاجلة