رام الله: وقفة رسمية وشعبية تنديدا بجريمة الاعتداء على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في غزة

5 يناير 2019آخر تحديث :
رام الله: وقفة رسمية وشعبية تنديدا بجريمة الاعتداء على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في غزة
رام الله – صدى الاعلام

شارك عشرات الصحفيين وشخصيات رسمية، في وقفة احتجاجية أمام مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في رام الله، اليوم السبت، ضد الاعتداء الذي تعرض له مقر الهيئة في قطاع غزة، وتدمير محتوياته، محملين سلطة الامر الوقع في غزة “حماس” المسؤولية عن هذه الجريمة.

وشارك في الوقفة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ونائب رئيس حركة “فتح” محمود العالول، ونقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، ورئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار الوزير وليد عساف، والمشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام.

وقال الحمد الله: “نيابة عن الرئيس محمود عباس، وباسم الحكومة الفلسطينية وكافة أبناء شعبنا الفلسطيني، نستنكر وندين العمل الجبان وغير الفلسطيني، الذي ينافي كافة المعايير والاخلاق والثوابت”.

وأضاف رئيس الوزراء أن “التلفزيون هو ملك للشعب الفلسطيني وليس ملك لفصيل أو حركة أو فئة، وهو مال عام، ومن قام بهذا العمل الجبان هو غير فلسطيني، وعلى سلطة الأمر الواقع في غزة “حماس” أن تكشف هؤلاء الجبناء الذين قاموا بهذا العمل الجبان، ونحمّلهم المسؤولية المباشرة وغير المباشرة عن العمل اللا فلسطيني واللا أخلاقي”.

وأشار إلى أنه “وبتوجيهات من الرئيس محمود عباس، سيتم توفير كافة المستلزمات للمبنى الذي تم الاعتداء عليه، وهذا التلفزيون هو الذي نقل معاناة شعبنا في الخان الأحمر، ومسيرات العودة، وهو الذي دافع عن حركة حماس عندما كانت تتهم بالإرهاب في الأمم المتحدة، وهو منبر من منابر السيادة الفلسطينية، وأن القيادة والحكومة تقف صفا واحدا مع أبناء الشعب الفلسطيني، وكل الأسرة الإعلامية التي نحترم ونجلّ في الدفاع عن أسس الرأي والتعبير”.

وتابع رئيس الوزراء: “نحن نؤمن بحرية الرأي والتعبير وعلى حماس كشف الفاعلين بالسرعة الممكنة، فهي سلطة الأمر الواقع في غزة، نحن في غزة ليست لنا أي سيطرة ولا سلطة، حماس هي المسؤولة بشكل مباشر وغير مباشر، وعليها كشف الجناة وتقديمهم للمحاسبة”.

من ناحيته، قال العالول، إننا نقف اليوم للتضامن مع الإعلام الفلسطيني بشكل عام والهيئة بشكل خاص، حيث ما تعرضت له يعد جريمة بحق الإعلام الفلسطيني.

وأوضح أننا اعتدنا على الوقوف والتضامن مع الصحفيين ضد جرائم الاحتلال، لكنا اليوم نقف ضد انتهاك الظلاميين للإعلام الفلسطيني كما جرى في قطاع غزة، حيث لا يجوز التساؤل عمن يقف خلف هذا الانتهاك ومن صنعه، لأن المسألة واضحة تماما.

وأضاف إن الولايات المتحدة أخذت على عاتقها صناعة أزمات في الوطن والمجتمع، وكانوا يريدون جرنا لصراعات ثانوية ونحن نواجه المستوطنين، لأننا رفضنا ووقفنا أمام قراراتها الداعمة للاحتلال الإسرائيلي والاستيطان.

ولفت العالول إلى ايجاد حالة من الاستفزاز لخلق أزمات داخلية خلفها ظلاميون، وهي أدوات للولايات المتحدة، كالذين يمنعون الدعم عن القدس ويرسلونه لقطاع غزة، ليس لمساعدة شعبنا هناك بل لدفع القطاع بعيدا عن الجسم الفلسطيني.

وأوضح أن موقفنا واضح وعدونا الأساس هو الاحتلال، وما جرى لن يدفعنا لتغيير البوصلة إلا أننا لن نتسامح.

من جانبه، قال المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، إن التواجد والحضور والتضامن مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون مؤشر أن كل شيء واضح، وليس هناك ما يمكن إخفاؤه عن شعبنا الذي يواجه الاحتلال.

وأضاف “نتفهم أن يعادي الاحتلال الإسرائيلي الهيئة، وأن يحاول إسكات صوتها، لكن أن تقوم حركة “حماس” بما قامت به فإن ذلك عار وسيلاحق كل من قام بهذا الفعل”.

وأوضح أن الهيئة تلقت آلاف الرسائل التضامنية الرافضة للجريمة وتدينها، وتحمل حماس مسؤوليتها، متسائلا عن الهدف من وراء محاولات إسكات صوت الهيئة في غزة، وهي التي تقوم بنقل معاناة أهلنا والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحقهم.

وأشار إلى أن طواقم الهيئة تتواجد كل أسبوع في الصفوف الأولى لنقل مسيرات العودة واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وما يتعرضون له من حياة صعبة، كما نجحنا من خلال المؤسسة وتواجدها الدائم، بحل مشاكل مئات العائلات التي ناشدت المسؤولين عبر شاشة التلفزيون، رغم أننا نعمل في ظروف معقدة وصعبة في القطاع.

ولفت عساف إلى تصريحات المسؤولين في “حماس” وردود فعلهم على الجريمة التي تم اقترافها بحق الهيئة، ومطالبتهم لنا “بتقديم شكوى رسمية حول الاعتداء”، معتبرا أن تصريحاتهم غطاء وتبرير للجريمة، وأن الحركة بذلك تدين نفسها، سواء هي أو المرتزقة الذين يعملون لديها، متسائلا: “كيف يمكن أن نقدم شكوى للمتهم”؟.

وقال إن “حماس” لا تريد لها أي صوت معارض، وتزاود على شعبنا باسم الدين والمقاومة، وهم منها براء، لافتا إلى أن هذه الجريمة ليست الأولى بحق الهيئة، حيث قامت قبل فترة وجيزة بسرقة معدات وكاميرات تصوير من المقر، واستدعت كوادر الهيئة واعتقلتهم عقب التحقيق معهم، مؤكدا أن الهيئة رغم الجريمة والاستهداف ستبقى تعمل في قطاع غزة.

وأكد أن الهيئة قامت أمس ببث الأحداث بشكل متواصل من قطاع غزة، كما سيكون بثها دائم، مثمنا ردود الأفعال من كل مكونات شعبنا ضد من قام بالفعل المخزي، معتبرا أن تلك المواقف استفتاء على الهيئة، ومن قاموا بالاعتداء لن يجرّوا الا العار.

ورأى عساف أن صور جريمة الاعتداء على الهيئة أعادت إلى الأذهان ما حصل عام 2007، خلال الانقلاب الذي نفذته “حماس” في غزة، وتدنيسها لصورة الشهيد ياسر عرفات والرئيس محمود عباس، ما يعني أن الانقلاب مازال موجودا.

وذّكر أنه خلال العام 2017، عندما جرى الاتفاق، طلبنا من حركة “حماس” استعادة مقراتنا بموجوداتها وارشيفها، إلا أنهم رفضوا ذلك ومنعونا من الدخول، معتبرا أنها تسعى لطمس أرشيفنا واختلاق تاريخ مشوه.

وأكد “لن ترهبنا أفعال المرتزقة والمأجورين، الذين يسعون لإسكات صوت الحق والحرية الفلسطيني، وصوت المشروع الوطني، وصوت الرئيس محمود عباس، وصوت القيادة الفلسطينية، التي تناضل وترفض “صفقة العصر” وتسعى لإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس”.

من ناحيته، اعتبر أبو بكر، ما جرى اعتداء سافر من مجموعة من المأجورين على الإعلام الرسمي، لافتا إلى أننا اعتدنا أن نقف لنؤبن شهداء الهيئة ونتضامن مع جرحاها وأسراها الذين تعرضوا للانتهاك على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف إن ما تم هو جريمة بحق كل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، كما أن مرتكبها وضع نفسه عدوا لها.

وبيّن أبو بكر أنه ومنذ العام 2007 وحتى اليوم، مازالت أجهزة حماس تحتل مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ومقر وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، كما جرى إغلاق 40 مؤسسة إعلامية، محملا “حماس” سلطة الأمر الواقع التي تحكم قطاع غزة وقيادتها ومكتبها السياسي المسؤولية الكاملة عن الجريمة.

وقال إن “حماس” تعرف من المعتدي، فقد استغرق تدمير المقر أكثر من ساعتين، بحماية من أمنها كما أن المقر يقع في مربع أمني، وإلى جانب منزل أحد قياداتها، كما يحيطه عدد من المؤسسات التابعة لها وهي المسؤولة عن المنطقة، إلى جانب وجود كاميرات مراقبة، إلا أن “حماس” تحاول تغيير الحقيقة.

وتحدث أبو بكر عن اقتحام أجهزة “حماس” للمرة الثانية منزل مدير نقابة الصحفيين في غزة لؤي الغول، واستدعاء الصحفي أحمد اللوح من أجل اعتقاله، في محاولة لتكميم الأفواه، لافتا إلى أن كل جرائم الاحتلال لم تثنينا عن قول الحقيقة، لأننا حراس الكلمة.

الاخبار العاجلة