عساف: التركيز على مدينة القدس في صلب أولوياتنا الوطنية

28 يناير 2019آخر تحديث :
عساف: التركيز على مدينة القدس في صلب أولوياتنا الوطنية

رام الله – صدى الاعلام

قال المشرف العام على الاعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، “إن التركيز على مدينة القدس وما يجري فيها يعد في صلب أولوياتنا الوطنية، ودفاعنا وحمايتنا للمشروع الوطني”.

وأعرب عساف خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في مؤتمر” الاعلام في عيون القدس”، الذي نظمته اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، وشبكة زينة القدس الاعلامية، وبدعم من المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم “الإيسيسكو”، اليوم الاثنين، بمدينة رام الله، بحضور رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، ورئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم محمود إسماعيل، ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ونائب محافظ القدس عبد الله صيام، ورئيس شبكة زينة القدس الإعلامية رياض قدرية عن تقديره العميق باسمه وباسم العاملين كافة في الإعلام الرسمي للقائمين والمنظمين لهذا المؤتمر الهام، الذي يتناول قضية تمثل واحدة من أهم محاور الصراع الأساسية مع المشروع الصهيوني إن لم تكن أهمها.

وقال “إن القدس وما تتمتع به من مكانة تاريخية وحضارية ودينية تشكل المادة الأهم في الصراع على الرواية، فالصهيونية وامتدادها وحكومات الاحتلال المتعاقبة عملت وتعمل على احتكار القدس لها، عبر رواية مزيفة لا يدعمها التاريخ كما لم تدعمها الحفريات، حتى تلك التي قاموا بها هم انفسهم، لتبقى الحقيقة الراسخة بأن القدس بماضيها وحاضرها ومستقبلها ستبقى فلسطينية عربية اسلامية مسيحية بمقدساتها ورباط أهلها المشرّف وتمسك القيادة بالقدس كعاصمة لدولة فلسطين، فالرئيس ياسر عرفات استشهد دون القدس، واليوم الرئيس أبو مازن يخوض معركة الحرية والاستقلال وعنوانها مدينة القدس”.

وأضاف: أن مؤتمركم يعقد في مرحلة صعبة ومصيرية فيما يتعلق بالقدس تحديدا، وبالقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، فالصراع، والمعركة في القدس ومن أجلها أخذت بعدا خطيرا بعد إعلان الرئيس الأميركي ترمب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وقراره بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس. وتابع: الخطر وبالرغم انه يتركز في القدس فإنه يهدد بشكل كبير القضية الفلسطينية برمتها عبر “صفقة القرن”، صفقة ترمب المشؤومة والتي يجري تنفيذها من قبل إعلانها “فالمكتوب يُقرأ من عنوانه”  كما يقول المثل الشعبي، فما يهدد القدس يهدد قضية اللاجئين، وهما أبرز عناصر القضية الفلسطينية، فالصفقة كما تؤكد كل المؤشرات هي صفقة استعمارية لاستكمال وعد بلفور، وتصفية القضية الفلسطينية، وكما أكد سيادة الرئيس محمود عباس مرارا وتكرارا “اذا مر وعد بلفور فإن “صفقة القرن” لن تمر”.

وأشار عساف إلى “أنه انطلاقا من أهمية القدس ومكانتها، وانطلاقا من المخاطر التي تحدق بها وبكونها العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية فإن الاعلام الرسمي وبتوجيهات من سيادته يولي القدس أولوية قصوى في تغطيته، وتناوله اليومي للأحداث، فالقدس هي جوهر الصراع، وهي درة التاج، والتغطية الاعلامية بشأنها ليست مجرد متابعة للأحداث والتطورات، بل هي صناعة وعي وطني وعربي ودولي.

وأضاف: ومن وجهة نظرنا في الإعلام الرسمي، فإن التركيز على القدس هو في صلب مسؤولياتنا الوطنية، ودفاعنا وحمايتنا لمشروعنا الوطني بشكل عام، مؤكدا أن أي محاولة لحرف الأنظار عن القدس نحو أي قضية اخرى يصب عملياً في خدمة المشروع الصهيوني، فالحسم في القدس هو الحسم في الصراع مع تأكيدنا ان كل شبر من فلسطين هو غالٍ وعزيز ومقدس.

وشدد على “أن عمل الاعلام الرسمي لم يقتصر على الأحداث السياسية التي تخص مدينة القدس، فالتغطيات شاملة تتناول كل مناحي الحياة في القدس، اجتماعيا، واقتصاديا، وثقافيا، مؤكدا ان القدس بحاجه لعمل المزيد على كافة الصعد، وفي المجال الاعلامي اساساً، فإذا كان شعارنا في الاعلام الرسمي الفلسطيني، لنأخذ فلسطين الى العالم ونجلب العالم الى فلسطين، فإن القدس تحتل المركز في التنفيذ العملي لهذا الشعار”.

ودعا المشرف العام وسائل الاعلام كافة سواء الوطنية أو العربية أو الاسلامية أو الصديقة إلى التركيز على مدينة القدس وما يجري من محاولة تطهير وتصفية للوجود الفلسطيني فيها.

وأردف قائلا: ننظر الى مؤتمركم بأهمية خاصة، فالقدس وفلسطين هي بأمس الحاجة لمثل هذه المبادرات، لذلك فإننا في الاعلام الرسمي سنستلهم الكثير من النقاشات والتوصيات التي سيخرج بها مؤتمركم هذا، ونحن على استعداد بل ونرحب بكل اشكال التعاون والتكامل.

وأكد المشرف العام في ختام كلمته “أن القدس هي البوصلة، وهي العاصمة الأبدية لشعبنا الفلسطيني، ودولته الوطنية المستقلة”، معربا عن أمله بنجاح المؤتمر.

من جانبه، أكد إسماعيل على حضور القدس في كافة القضايا وتوجيه المؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية الرعاية المطلوبة للرسالة والمضمون الخاص بالمدينة، إلا أن هذه الجهود والمساعي الوطنية من مؤسساتنا الرسمية والأهلية والخاصة بحاجة لتعظيم جهودها، لكي تعيد البوصلة للأولويات الوطنية وعلى رأسها مدينة القدس.

كما ثمن دعم “الإيسيسكو” لهذا الجانب المهم والحيوي في عملية الصراع على الرواية، وشبكة زينة القدس الإعلامية التي نظمت هذا المؤتمر، مشددا على ضرورة الدعوة إلى ايجاد ماكنة إعلامية محلية عربية إسلامية موحدة لتهتم بشؤون القدس خاصة.

بدوره، أشار المفتي حسين إلى خطورة الحرب الإعلامية الدينية التي يقودها الاحتلال، وضرورة عرض الرواية الدينية والتاريخية الإسلامية والعربية بناء على شواهد ومعلومات واضحة وحقيقية، فجميع هذه الشواهد تؤكد على أحقية شعبنا بهذه الأرض، وخاصة العاصمة المقدسة.

وأكد حسين وجوب أن تكون القدس في عين كل مسلم وكل إعلامي وعربي، وكل من يريد للحقيقة أن تكون كما هي ساطعة كشمس القدس، محاربة بذلك تسويق مقولة عن القدس بأنها أرض الهيكل وغيرها من المقولات التي لا تجد من يدعمها لا في التاريخ ولا حتى في الحفريات التي تقوم بها سلطة الآثار الإسرائيلية.

من جانبه، أبدى نائب المحافظ صيام نيابة عن المحافظ عدنان غيث الغائب قصرا نتيجة لحكم الاحتلال بالإقامة الجبرية عليه استعدادات المحافظة للتعاون في المجالات الإعلامية والثقافية، مؤكدا أن هنالك العديد من الانتهاكات التي تستحق أن تظهر على وسائل الإعلام يظن البعض بأنها أصبحت روتين يومي ولكنها انتهاكات خطيرة يقوم بها الاحتلال للعب على وتر الوعي والحضور.

من جهته، شكر قدرية كافة الحاضرين المهتمين بصوت القدس وصورتها بما تمثله من قيمة دينية ووطنية، مؤكدا على أن هذا المؤتمر يسعى لتسليط الضوء على الإشكالات التي تواجه المؤسسات الإعلامية بالمدينة، بما يؤسس أرضية يبنى عليها منهجية واضحة وسليمة بالمستقبل، تعزز من حضور المدينة وحقها في الحياة بكل مكوناتها البشرية والحضارية والتاريخية.

من جانبه، قدم الوزير وليد عساف خلال جلسات النقاش تلخيصا لما يقوم به الاحتلال من مخططات وانتهاكات بشكل تدريجي، وتخطيطه لعملية التهويد، وخاصة الخلل الديمغرافي الذي يسعى لخلقه بما يسمى “بالقدس الكبرى”، عن طريق فرض سلسلة مستوطنات تعمل على تكثيف الوجود اليهودي.

 واستذكر التجربة الفريدة التي قادها الإعلام الفلسطيني خلال قضية الخان الأحمر والنجاح الذي أدى لوصول صوت القرية لكافة دول العالم، من خلال توثيق الجريمة التي تخشاها إسرائيل أكثر من الجريمة نفسها.

وتخلل المؤتمر العديد من المداخلات من متخصصين على رأسهم خبير القانون الدولي حنا عيسى، والخبير السياسي حاتم عبد القادر، وعن مؤسسة بيت الشرق خليل التفكجي، وغيرهم من المتحدثين، والتي ناقشت الوضع القانوني والإعلامي للمدينة، كانت جميعها بما يخص الاحتلال واعتداءاته بكافة الأشكال، والذين قاموا بدورهم باستقبال استفسارات الحاضرين والإجابة عن أسئلتهم حول المواضيع المذكورة.

وفي الجلسة الثانية، قدم كل من مدير عام الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام ماهر عواودة، ورئيس تحرير موقع “القدس دوت كوم” إبراهيم ملحم، مداخلات تدعو لاستمرارية المؤتمرات المتعلقة بالقدس بشكل عام والتركيز الدائم على المخاطر التي تتعرض لها المدينة المقدسة، مستعرضين كافة الانتهاكات التي يتعرض لها الإعلامي الفلسطيني بالمدينة، والدور الذي يجب أن تقوم به المؤسسات الإعلامية فيها.

فيما خرج المؤتمر بتوصيات، أهمها: ضرورة توحيد المصطلحات التي تشكل علامة فارقة في الثقافة والوعي الوطني، وبالتالي في أسلوب التعبير عن القضية الفلسطينية بكافة اللغات أمام العالم، وأهمية التنبه لعدم الوقوع بمصطلحات وأجندات الاحتلال.

كما خرج بتوصية حول ضرورة توحيد الجهود للمؤسسات الإعلامية على وجه التحديد، والمؤسسات الرسمية والأهلية بشكل عام في المدينة المقدسة وإظهار حق المقدسيين بالحياة وعدم ترك قضاياهم دون اهتمام، فيما تم تبني دعوة رئيس اللجنة محمود إسماعيل الى تحض على ماكنة خاصة تهتم بالقدس على وجه التحديد، من خلال المؤسسات الإعلامية فيها.

الاخبار العاجلة