طرابلس على حافة الهاوية

30 يناير 2019آخر تحديث :
طرابلس على حافة الهاوية

رام الله-صدى الاعلام

“الأمور سيئة بقدر ما يمكن أن تكون، مع سيطرة الميليشيات الكاملة على كل شيء تقريبًا – ازدادت نسبة الفقر، والخدمات العامة غير موجودة تقريبًا”. في الوقت الذي تقترب فيه ليبيا من الذكرى التاسعة لثورة شباط التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي، ينتظر سكان العاصمة الليبية بتوتر حصيلة الاشتباكات في الضواحي الجنوبية ونتائج تطبيق الترتيبات الأمنية التي ترعاها الدول الأجنبية فيها.

وقال مدير المركز الوطني لدعم القرار، وليد شلوف، في حديث مع موقع “ذا ميديا لاين”: “الأمور سيئة بشكل كبير، تسيطر الميليشيات المسلحة على كل شيء تقريبًا، مستوى الفقر يرتفع، والخدمات العامة شبه معدومة، يمكنك أن ترى الخوف في أعين الناس في الشوارع”. اندلعت الأسبوع الماضي اشتباكات دموية في ضواحي جنوب العاصمة طرابلس بين قوات “اللواء السابع مشاة” و”قوة حماية طرابلس”، بقيادة هيثم التاجوري.

المؤسسات الأمنية في القاهرة ترى أن رئيس الوزراء فايز السراج ووزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا ضعفاء أمام حركة الإخوان المسلمين ويعتبرونهم مسؤولين عن السماح للميليشيات الإسلامية بالحصول على الاسلحة والدعم المالي من أنقرة.

نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، في الأسبوع الماضي، أن سلطات الجمارك الليبية قد أحبطت محاولة تهريب شحنة كبيرة من الأسلحة قادمة من تركيا في مدينة مصراتة، والتي قامت أنقرة بإرسالها لتعزيز قدرة وقوة الميليشيات الإسلامية. وأضاف شلوف: “في الحقيقة، الصراع بين وزير الداخلية الليبي، فتحي باشاغا، وميليشيات التاجوري، والميليشيات المسلحة التابعة لـ “السراج” ما هي إلا محاولة لتطبيق مبدأ “مسك العصا من الوسط” والاستفادة من جميع الأطراف”.

قال حكيم جوكا، مدير منظمة حقوق الأم والطفل في ليبيا، وهي منظمة محلية غير ربحية في حديث مع “ذا ميديا لاين”: “ما زلنا نعاني من انقطاع الكهرباء بشكل منتظم ولا نشعر بالآمان، أتمنى أن يتوقف القتال في ليبيا بشكل دائم”. وفي الوقت نفسه فإن خطة الأمم المتحدة إجراء انتخابات ليبية تنهار. حيث انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأسبوع الماضي، إجراء انتخابات في ليبيا في ظل الصراع الحالي محذرًا أنها قد “تأتي بنتائج عكسية” بعد محادثات في الرباط مع نظيره المغربي ناصر بوريطه. ويتطلع المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، لإجراء انتخابات ليبية في حزيران 2019.

في الوقت نفسه، التقى الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبدالفتاح السيسي، يوم الأحد، في القاهرة بهدف توسيع النفوذ الفرنسي في ليبيا. وتدعم الحكومتان المصرية والفرنسية الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. يذكر أن القوات الموالية لحفتر تخوض معارك للسيطرة على حقول النفط في منطقة فزان الليبية، ويعتقد سكان العاصمة طرابلس أن المرحلة القادمة لدخول حفتر الى العاصمة والسيطرة عليها من بدعم من أبو ظبي والقاهرة وباريس.

يقول محمود راضي، الذي يعمل محاسبًا وشاهدًا على المعارك في بلدة قصر بن غشير، جنوب طرابلس “قوة حماية طرابلس وقوات التاجوري هي مجرد بيادق لدعم حفتر”. مضيفًا: “نسمع الشائعات في المدينة التي تقول بأن الموالين لحفتر قد بدأوا بالفعل الدخول إلى طرابلس”.

الاخبار العاجلة