ثورة المقهورين . تراكم القمع يسقط الشعار

19 مارس 2019
ثورة المقهورين . تراكم القمع يسقط الشعار

بقلم د. عبد الله كميل 

ما يجري في غزة الان متوقع بل تأخر كثيرا فالحالة التي وصل لها الغزيون لا يمكن لاي شعب اخر تحملها حيث تحملوا الويلات الممثلة بالحروب المتواصلة والتي دفع اثمانها هؤلاء المقهورون من ابناء غزة حيث كانوا يدفعون الدم والمال والبيوت وهناك عائلات قد استشهدت بشكل كامل وبالرغم من ذلك تحمل الغزيون وصمدوا الا ان خزان الصبر قد امتلأ هناك على ما تقوم بها حماس ومنذ اكثر من اثني عشر عاما. فقد تعاملت حماس مع الغزيين الصابرين على ويلات الاحتلال وحروبه والحصار  الدائم بكثير من القسوة ومارست حماس جرائم يومية بحق الناس بلغت حدا لا يطاق، حتى اصبحت  اكثر قوة دكتاتوريه على وجه الارض لدرجة التنكيل بكل من ينتقد اداءها اضافة الى عمليات القتل وبطريقة وحشيه بحق العديد من الغزيين ومن ينسى تلك المناظر التي ادمت القلوب اثناء اختطاف غزة بقوة السلاح كحادثه قتل الشبان الذين لم تتجاوز اعمارهم التسعة عشر عاما في معسكر قريس التابع للامن الوطني وكذلك اولئك الشبان الذين تم القاءهم من على اسطح العمارات الشاهقه في غزة ..الالاف من ابناء غزة الذين تم اختطافهم وتم ضربهم امام عائلاتهم لاسباب لها علاقة في الهوس والشك الذي شكل قاعدة سلوك حماس اتجاه المواطنين هناك ..الكثير من قادة حماس قد استغلوا الحصار واصبحوا تجار حرب  يتحكمون بالسلع المهربه من مصر .حتى اصبح لدى حماس اكثر من الف مليونير وتحديدا من قيادات ما يسمى بالامن الداخلي او كتائب القسام والعديد من ابناء قيادات

حماس استغلت عملية التمويل التي قامت بها السلطة الوطنيه بتعليمات من الرئيس في مجالات عديدة مثل الصحه والتعليم والمياه والكهرباء من اجل تثبيت نظامها لا بل كانت تسرق ما تتم جبايته من فواتير الكهرباء اضافة الى وضعها الكثير من الرسوم على خدمات مجانيه تقدم للمواطنين ،علما انه وفي حالة سيطرة اي قوة على منطقة ما فهي المطالبه بادارة شؤون سكان هذه المنطقة وفق القانون الدولي وقد ثبت قطعا ان حماس قد داست على القانون الاساسي الفلسطيني عبر اختطاف غزة بقوة السلاح، ولهذا فهي الجهه الوحيدة التي تتحمل المسؤوليه عن سكان القطاع المختطفين بالقوة .

 لم تقدم حماس للمواطنين فلسا واحدا من الاموال التي كانت ولا زالت تصلها، سواء عبر الانفاق او الشنط السوداء عبر المعابر حيث اعتبرتها اموالا خاصة بها وبابناء حماس عملا بما قاله احد قادتها اننا لسنا مستعدين للوقوع بخطأ حركة فتح عندما قدمت اموالها للسلطه ولمنظمة التحرير 

حماس وبسلوكها في غزة منذ البداية ارتكزت على فكرة المقاومة كغطاء للتغطيه على جرائمها بحق الفلسطينيين في غزه ..سلوكها ادى الى تدهور الاوضاع بشكل رهيب حتى باتت الاف العائلات في غزة تحت خط الفقر بل ان هناك الالاف لا يجدون قوت يومهم ناهيكم عن تفجر مشاكل اجتماعيه ناتجه عن هذه الحالة فكثرت عمليات الانتحار هناك وكذلك محاولات الهروب الدائمه من غزه حيث وصل الامر بالبعض للهروب باتجاه اسرائيل ..

 

هنا اصبح الناس في حيرة من امرهم، فهل يسكتون ويدفنون رؤوسهم بالرمال امام انتهاك حقوقهم عبر ميليشيات عسكريه عقيدتها الحقد وقاعدة من ليس معنا فهو ضدنا ..ام يثورون دفاعا عن انفسهم ومستقبلهم ومستقبل اولادهم ..فبدأت فعلا الثوره في دير البلح ثم انتشرت كي تعم كل قطاع غزه بالرغم من استخدام كل ما في جعبة حماس من تخوين وتكفير واسلحه وهراوات حيث تم استخدامها جميعها من اجل اخماد نار الثوره الا ان هذه الثوره وان خمدت فانها سرعان ما تشتعل مرات ومرات الى ان يتخلص الغزيون من هذا الكابوس الذي دمر حياتهم واحلامهم تحت شعارات الدين الزائفه والمقاومة الكاذبه فلا معنى لدين او مقاومه في ظل القتل وانتهاك حرمات المنازل والملاحقات البوليسيه الفاشيه ..ولم تستفد حماس من تجارب تلك الانظمه التي حكمت شعوبها بالحديد والنار فثارت شعوبها عليها وتخلصت منها ..ولم تدرك بعد نتاج جنونها ان ارادة الشعوب لم تقهر يوما ولن تقهر..واخيرا لم تعد شعارات المقاومة كافية لاستبدال السكوت عندما تحولت اداة للابتزاز . وقبلت بما رفضه من قالت حماس انهم خونة . روح ياسر عرفات تحضر لتعري كل الشعارات الزائفة ولو بعد حين.

Breaking News