استيطان متسارع وممنهج على الحدود الشرقية

9 سبتمبر 2019آخر تحديث :
استيطان متسارع وممنهج على الحدود الشرقية

صدى  الإعلام – رام الله: تشهد الحدود الشرقية المتمثلة بالأغوار تسارعا في وتيرة الاستيطان منذ بداية العام الجاري، تتمثل في إقامة بؤر استيطانية جديدة في مناطق الأغوار الشمالية، إضافة إلى توسيع أربع مستوطنات قائمة.

وكان تقرير الاستيطان الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أشار إلى تصاعد حملات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لدعم الاستيطان خلال الاسبوع الماضي في محاولة لكسب المزيد من أصوات المستوطنين في الانتخابات الاسرائيلية المزمع عقدها في 17 من أيلول الجاري.

وأوضح التقرير “أنه وفي سياق الانتخابات الاسرائيلية قال زعيم تحالف “أزرق ألبيض” بيني غانتس إنه يؤيد التوجه نحو السلام لكن يجب الحفاظ على أمن “إسرائيل”، من خلال الإبقاء على غور الأردن والكتل الاستيطانية في الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية، فالسلام حسب زعمه يجب أن يأخذ بالحسبان الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية والإبقاء على غور الأردن والكتل الاستيطانية تحت سيطرة دولة الاحتلال الاسرائيلي“.

وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة لـ”وفا”: إن هناك 11 مستوطنة موجودة في مناطق الأغوار الشمالية وحدها، 9 منها شرعنها الاحتلال، إضافة لوجود ثلاث بؤر استيطانية صغيرة، وهذه المستوطنات والبؤر تسيطر على مساحة 38% من الأغوار الشمالية، فيما يبلغ عدد المستوطنات في باقي مناطق الأغوار (الشمالية، الوسطى، الجنوبية) 26 وتسيطر على ما لا يقل عن 40% من الأراضي.

ونوه إلى أن أكبر مستوطنة زراعية في الضفة الغربية قائمة على أراضي الأغوار الشمالية وهي مستوطنة “ميخولا” التي أقيمت منذ العام 1968.

وأوضح دراغمة أن الكثير من الإجراءات التي تمت خلال السنوات القليلة الماضية ومنذ بداية العام الحالي تشير إلى أن الاحتلال يستهدف الأغوار والمناطق الحدودية بالاستيطان بشكل ممنهج، وأقيمت ثلاث بؤر استيطانية جديدة في الأغوار الشمالية خلال ثلاثة أعوام متتالية، أولها في منطقة “أم زوقا” خلال عام 2015، وخلة حمد عام 2016، والسويدة عام 2017.

ومنذ بداية العام الحالي تم وضع ستة “كرفانات” لمستوطنين في مناطق مختلفة من الأغوار، وهو ما ينذر بتحولها إلى بؤر استيطانية، ومن ثم إلى مستوطنات كما حدث مع الكثير من المستوطنات القائمة حاليا.

وأضاف: “منذ بداية العام الحالي تم توسعة أربع مستوطنات وهي: مسكيوت، وسلعيت، وشدموت ميخولا، وروتم، وجميع أعمال التوسعة تمت خارج سياج هذه المستوطنات، وبالتالي السيطرة على مساحات إضافية من الأراضي، كما توسعت مستوطنة روتم على ألفي دونم إضافية، وشدموت ميخولا على 400 دونم، وسلعيت ومسكيوت على ما يزيد عن 500 دونم”.

ويضاف لذلك منح معسكرين للجيش في مناطق الأغوار للمستوطنين خلال العامين الأخيرين، وتم منح المستوطنين معسكر “بروش هبقعاه” الواقع في منطقة شويعر في الأغوار الشمالية وتحديدا على الحدود الفلسطينية الأردنية، ونقل 30 عائلة من المستوطنين إليه، إضافة لمنحهم معسكرا آخر في منطقة الجفتلك بالأغوار الوسطى.

بدوره، قال الباحث في شؤون الاستيطان وليد أبو محسن لـ”وفا”، إنه وفقا لمعطيات حركة “السلام الآن”، ومؤسسة “بتسيلم” الإسرائيلية فإن الاستيطان زاد بنسبة أكثر من 50% هذا العام عن العام الماضي، علما أن العام الماضي كان يعتبر عاما حافلا بالاستيطان.

وفيما يتعلق بالأغوار الممتدة من طوباس إلى أريحا والتي تشكل ربع مساحة الضفة الغربية، فإن فيها 35 مستوطنة تحت تسميات عدة منها المستوطنات السياحية، والمستوطنات الزراعية، وبالتالي السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي المحيطة، وعدد المستوطنين في هذه المنطقة يقدر بسبعة آلاف مستوطن يستخدمون غالبية الأراضي الزراعية والمياه المتاحة بالأغوار ويحرمون الأهالي منها.

وتحدث أبو محسن عن الأهمية الاستراتيجية للأغوار، معتبرا إياها مخزونا استراتيجيا، فمساحتها تبلغ 1500 كيلو متر مربع وهي قليلة السكان، لذلك تعتبر مخزونا استراتيجيا للزراعة والمياه، ولكن الاحتلال ينظر لمناطق الأغوار كخط أحمر، ونتنياهو يعتبرها منطقة خط الدفاع الأول، ويتعامل معها بأسلوب يهدف لإيجاد عمق إسرائيلي فيها.

ويضاف إلى ذلك أن الاستيطان بشكل عام تنامى في ظل حكم نتنياهو، وزاد عدد المستوطنين بالضفة الغربية عن النصف مليون خلال فترته، ومشروعه القادم الوصول إلى مليون مستوطن، و50 ألف وحدة استيطانية بالضفة ومثلها بالقدس، كما قال أبو محسن.

كما تطرق أبو محسن إلى قانون التسوية الذي أقره الكنيست خلال حكومة نتنياهو الحالية، والذي ينص على منح الأراضي التي تقام عليها المستوطنات للمستوطنين حتى لو كانت أراضي خاصة لمواطنين فلسطينيين، مشيرا إلى أنه أخطر قانون سنه الكنيست منذ احتلال الضفة الغربية.

وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة والمتتابعة حول الأغوار تأتي في إطار الدعاية الانتخابية، ولكنها تأتي ضمن مخططات استراتيجية ينفذها الاحتلال على مدار 50 عاما من احتلال الضفة.

المصدر: وكالة وفا – إسراء غوراني

الاخبار العاجلة