السفير نوفل لصحيفة روسية : لا مؤشرات أن صفقة القرن ستتوقف الوجوه تتغير والعملية مستمرة

14 سبتمبر 2019آخر تحديث :
السفير نوفل لصحيفة روسية : لا مؤشرات أن صفقة القرن ستتوقف الوجوه تتغير والعملية مستمرة

ترجمة خاصة – صدى الاعلام

أجرت صحيفة إزفيستيا الروسية مقابلة مع السفير الفلسطيني لدى موسكو عبد الحفيظ نوفل.

نص الحوار :

سؤال: ما مدى واقعية تصريحات نتنياهو حول فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، هل تعتقدون أن هذه مجرد محاولة لجذب المزيد من الاهتمام؟

جواب: هذه التصريحات ليست الأولى لنتنياهو، فقد أعلن قبل الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في أبريل الماضي أيضاً على ضرورة ضم الأراضي الفلسطينية. ويحدث ذلك في إطار صفقة القرن التي تنطوي على إعطاء الأراضي الفلسطينية لصالح إسرائيل. ولذلك، نحن نعتقد أن وعود نتنياهو ليست سوى جزء من حملته الانتخابية: السياسيون الإسرائيليون يعتقدون أن الشخص الذي سيضغط أكثر على الفلسطينيين سيفوز.نحن نعارض بشكل قاطع مثل هذا النهج والطموحات العدوانية. وقال الرئيس الفلسطيني فوراً بعد تصريحات نتنياهو إن: “جميع الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل ستنتهي في حال فرضت السيادة الإسرائيلية على غور الأردن”. وفي 10 سبتمبر، تواصل الرئيس محمود عباس مع رؤساء الدول الأوروبية والمنظمات الدولية والقادة العرب للحصول على دعمهم.

 سؤال: هل تنوي فلسطيني طلب المساعدة من روسيا لتسوية الوضع الحالي؟

جواب: يوجد دعم لدينا، وخاصة من الدول العربية، وعلى مستوى وزراء الخارجية، لقد عارض (وزراء خارجية العرب) الخطة بجبهة موحدة، ودعت السعودية لاجتماع طارئ لقمة منظمة الدول الإسلامية على مستوى وزراء الخارجية. وأعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من خطة نتنياهو، مؤكداً أن هذه الخطوة ستمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي.

وصباح 11 سبتمبر، أرسلنا رسالة إلى وزارة الخارجية الروسية، طلبنا فيها التأثير على إسرائيل، لأن روسيا، واحدة من الدول القليلة التي تربطها علاقات جيدة مع جميع اللاعبين في المنطقة. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في نفس اليوم التزامها بقرارات الأمم المتحدة، معربة عن قلقها إزاء خطة نتنياهو. وجرى في مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماع مع ممثل روسيا لدى فلسطين السيد غوتشا بواتشيدز، وقد سلمه رسالة موجه إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. نحن نؤمن بقدرة موسكو التأثير على الجانب الإسرائيلي، من أجل التخلي عن مثل هذه الخطط العدوانية. ويبدوا أن الغالبية العاقلة في العالم بما في ذلك إسرائيل، تدرك أن هذه التصريحات هي بارود لحرب دينية جديدة في المنطقة، لا سمح الله بالطبع.

وفقًا لقرارات الأمم المتحدة، فأن شمال وادي الأردن ملك للفلسطينيين، وبالتالي فإن احتلاله سيكون انتهاكًا صارخاً لجميع القواعد والاتفاقيات الدولية.نحن ندرك جيدًا أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في هذا المسألة. لكننا نؤمن بموقف موسكو وأوروبا والصين. لدينا أكثر من 140 دولة مهتمة بالحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وأريد أن أشير إلى أننا نود الاستمرار في الحفاظ على السلام مع إسرائيل، والامتثال لجميع الاتفاقيات القائمة. وإذا بدأ نتنياهو بعملية الضم، فستنتهي عملية السلام.

 سؤال: وهل ستبدأ انتفاضة جديد؟

جواب: إذا بدأت إسرائيل الغزو، فسيكون هناك شيء أسواء من الانتفاضة، أوسع وأوسع، الانتفاضة مجرد احتجاج، نحن نخشى أن يؤدي الضم الإسرائيلي إلى حرب دينية جديدة لا يريدها العالم بأسره. ونأمل أن يكون لدى المجتمع الدولي قوة ونفوذ كافيين لمنع الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.

سؤال: إذا بدأت إسرائيل غزو غور الأردن، فهل يمكننا أن نتوقع رفضاً عنيفاً من الفلسطينيين؟ 

جواب: دعونا في البداية ننتظر نتائج الانتخابات، ما زال من غير المعروف ما إذا كان حزب الليكود سيفوز أم لا. إذا شرعوا بتنفيذ خططهم، فسوف نوقف جميع الاتفاقيات القائمة مع إسرائيل.

سؤال: هل سيتم تأجيل تنفيذ صفقة القرن؟

جواب: لم يتغير شيء، حتى الآن لا توجد مؤشرات أن صفقة القرن ستتوقف. الوجوه تتغير، لكن العملية مستمرة. الأسوأ في خطة الشرق الأوسط (صفقة القرن) أنها تدمر مبدأ حل الدولتين، والتي تستند إليها جميع قرارات الأمم المتحدة بشأن هذه القضية. قد تملي الولايات المتحدة شروطها، وقد تضغط على دول المنطقة. حسنا، سيضغطون 10، 20، 30 سنة- وبعد ذلك؟، ماذا سيحدث؟ الحل الأفضل والوحيد لهذا الصراع هو إنشاء دولتين -إسرائيلية وفلسطينية، يعيش فيها الشعبان جنباً إلى جنب في سلام واستقرار.

سؤال: في نهاية سبتمبر ستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها بنيويورك. هل يخطط الرئيس عباس لرفع مسألة وضع غور الأردن؟ ماذا سيقول الزعيم الفلسطيني في خطابه؟ 

الجواب: لا أعرف ماذا سيقول الرئيس، من السابق لأوانه التفكير بذلك، لأن يجري يومياً أحداث وتحديات جديدة. لكنني متأكد أنه سيتم تناول هذا الموضوع. بالإضافة إلى موقفنا من صفقة القرن – نحن ضد اعتمادها، الرئيس عباس تحدث بالفعل عن هذا في الدورة الأخيرة، مؤكداً أن القدس ليست مادة للمساومة. أعتقد أن الرئيس محمود عباس سيعلن بالتأكيد أن فلسطين تؤيد الحفاظ على عملية السلام، من أجل إنشاء دولتين.

 سؤال: هل تتوقع تمثيلاً أقوى للعرب في الكنيست لموازنة سياسة إسرائيل تجاه فلسطين؟

 جواب:  بالطبع، نأمل أن يحصلوا على الحد الأقصى من التوحيد، فقد كانت هذه التجربة بالفعل – في انتخابات عام 2015، حصلت القائمة العربية الموحدة على 13 مقعدًا ، وأصبحت ثالث أكبر حزب في الكنيست. ولديهم فرصة لتكرار النجاح هذا العام. والقائمة تعمل تقليديًا كقوة موازنة للقوى اليمينية المتطرفة وتساعد حقًا في موازنة السياسات الإسرائيلية. ومع ذلك، لا تزال البلاد نفسها تميل نحو القوى اليمينية بقيادة نتنياهو، لذلك لا نتوقع أنه يسبب التمثيل الأكبر للعرب في الكنيست، تغيير شيء ما بشكل كبير.

الاخبار العاجلة